لماذا سقط الشيخ؟
سقط الشيخ أحمد ياسين وهو في قمة عنفوانه، مقاتلاً مقاوماً مستشهداً في سبيل ما آمن به وأفنى العمر من أجله، سقط في ساحة من ساحات المواجهة التي ما زالت مفتوحة مع اسرائيل وعلى أرض فلسطين لا أي أرض أخرى.
ونجح ارييل شارون في اضافة نجمة إجرام جديدة على كتفيه بعدما حاول منذ 1980 قتل الشيخ المجاهد قهراً وسجناً وتعذيباً، نجح في استغلال الدعم الأميركي المطلق للدولة العبرية بصفتها «الشريك النموذجي» في الحرب على الإرهاب، وفي استغلال العجز العربي والتواطؤ العربي والتخلف العربي والانقسام العربي، لتنفيذ مجزرة جديدة بقتلاها الحاليين واللاحقين. نجح شارون لأن العالم سقط في امتحان المبادئ والقيم ولأن العرب سقطوا في كل الامتحانات.
اتفقت مع الراحل الكبير بالنسبة الى أسلوب الممارسة السياسية والعسكرية التي انتهجها أم اختلفت، وافقت «حماس» على قراءتها للتطورات أم عارضت، لا يمكنك الا ان تحترم نضاله وتنحني لدمائه فحسبه انه اغمض عينيه على فلسطين وفي فلسطين، ولم يضل خريطة الطريق أو يدخل في تسويات وصفقات على حساب الشهادة والشهداء.
سقط أحمد ياسين لأنه كان ناشطاً في أمة مقعدة وفاعلاً في محيط مشلول ومبصراً في سياسة عمياء، ولأن قاتله يحمل «وكالة عامة» للتصرف بدمائنا وأرضنا من «الوكالة» إياها... الغنية عن التعريف.
جاسم بودي