ابتسامة الشيخ صباح


ربما كان أكثر ما ضايق نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزة إبراهيم عندما تحدث مهاجماً الكويت والنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد هو التي تحمل طابعين: الازدراء والأسى.
الازدراء لهؤلاء المسؤولين الذين عاثوا في الأرض فساداً وتجبراً وتسلطاً ويتحدثون عن «العملقة» بينما فرق التفتيش تبحث في غرف نومهم وقصورهم.
والأسى على العراق والعراقيين الذين آن الأوان لخلاصهم من حكم التسلط والشعارات وتوظيفهم لمقدرات بلادهم في حياة حرة كريمة.
ومن نافل القول أن النظام العراقي الذي ارتدى ثوب «تنقية الأجواء» في قمة بيروت، لم يستطع الاستمرار في ارتدائه لأنه أكبر منه، وبدا واضحاً كم غالب هذا النظام وعانى نتيجة اضطراره لاحترام الشرعية العربية والشرعية الدولية، وكم حاول «اختراق» هذه «المعاناة» بخطاب الرئيس صدام حسين التحريضي ضد الكويت وتهديدات طه ياسين رمضان وطارق عزيز باستهداف الكويت إذا حصلت عمليات عسكرية، وانتهاء بـ «فلتان أعصاب» عزة إبراهيم رداً على خطاب كويتي لم يتغير، يدعو إلى تجنب الحرب بتنفيذ القرارات الدولية تنفيذاً أميناً ودقيقاً والتعاون مع المفتشين الدوليين بشكل كامل.
شتائم عزة إبراهيم التي وجهها إلى الكويت وشتائم «رفاقه» المسؤولين في النظام هي القاعدة، واللغة العاقلة لذاك النظام هي الاستثناء الذي اضطر لاعتماده في محاولة لاستقطاب المزيد من التعاطف داخل البيت العربي، ورغبة في اللعب على وتر التناقضات داخل هذا البيت بما يخدم مصالحه.
صباح الأحمد و«أشقاؤه» في القيادة الكويتية وعلى رأسهم سمو الأمير وسمو ولي العهد ليسوا بحاجة إلى شهادة عزة إبراهيم وأمثاله، فهم ينامون الليل مرتاحي الضمير والبال ويظهرون في الضوء مع أهل الكويت صفاً واحداً، قلوبهم مفتوحة للجميع وعقولهم منفتحة على أي رأي أو اقتراح حتى لو كان مضاداً لرأيهم واقتراحاتهم.
ألا ان السيف ينقص قدره
إذا قيل ان السيف أمضى من العصا
صباح الأحمد واصل ابتسامتك، فإذا أتتك المذمة من عزة إبراهيم فهي الشهادة لك بأنك أحرص على حقوق العراقيين ومستقبلهم منه ومن «العملاق» الذي لا يرعب غيره.
جاسم بودي