لا تقتلوا سيد الشهداء مرتين

تصغير
تكبير
أبت طيور الظلام الا ان تلطخ بالسواد المشهد الحسيني الأبيض مذكرة بالفتنة الكبرى . وأبت أيادي الحقد والغدر والخسة والإجرام الا ان تمتد إلى مناسبة تحفل بالكثير من المعاني والدروس في توقيت مقصود يهدف أيضا الى أبعد من التذكير بالفتنة... الى الفتنة نفسها. قنابل الأمس ، بشرية كانت أم يدوية، مجهولة المصدر أم معلومة، اصابت كل بيت بالأسى فزادت الحزن حزنا، واتسع مقام سيد الشهداء لشهداء جدد قضوا وهم يبكون بالدموع والدماء سيرة من ذرف الدمع على وليده الذي حرم قطرة ماء فأسلم الروح عطشا، وقدم دمه دفاعا عن حق فلم يعط إعطاء الذليل ولم يفر فرار العبيد. كر...وبلاء، قالها سيد الشهداء شاعرا بما سيحدث ، لكن من كان الحق سلطانه هيهات منه الذلة ، غاب مكرسا حضورا دائما، محولا سيفه إكليل غار يكتب المعاني الحقيقية لـ «المصرع» وأهمها قول كلمة الحق مهما غلت التضحيات، والاعتصام بحبل الله مهما تكالبت عوامل الفرقة، وإعلاء راية الإيمان مهما حاول حاقدون ومجرمون وعابثون وجاهلون النيل من خفقانها. كر...وبلاء، ما حصل بالأمس ايضا، في بلد لا يراد له ان يتعافى، وفي ساحة لا يراد لها ان تستقر، وفي منطقة تحول «حماتها» الجدد شهود زورعلى المذبحة. ومن السيرة العطرة نفسها لا بد ان يكون الرد، فأعظم الجهاد اليوم ، واليوم تحديدا، هو التمسك بالوحدة والاعتصام بحبل الله وقول كلمة الحق وإعلاء راية الايمان في وجه رايات التفرقة والحقد والاجرام . هوية المجرمين واحدة مهما تعددت هوياتهم وتوزعت انتماءاتهم، وهوية المؤمنين واحدة مهما اختلفت آراؤهم وتنوعت اجتهاداتهم. في كربلاء انتصر الدم على السيف والشهادة على الظلم ... فلا تنصروا السيف على الدم و. جاسم بودي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي