كشف حساب... للقمة!

تصغير
تكبير
أضعف الإيمان، هذا ما يمكن أن تنتهي إليه القمة العربية، التي ستعقد في العاصمة المصرية غداً، وسط خلافات إقليمية، وعربية، تحتشد على طاولات المجتمعين، في قصر المؤتمرات. أضعف الإيمان، لأن التشدد الإسرائيلي، الذي انتهت إليه، الانتخابات الاسرائيلية، التي لم تكن بحجم التوقعات العربية، حيث كان فوز شمعون بيريس، في الانتخابات هو الأمل الذي يحدو طائفة كبيرة من العرب، لكن فوز نتنياهو، قلب المعادلات، وجعل من اللاءات العربية المعلنة في قمة العام 1969، والباهتة ألوانها لدرجة المحو، من بين سطور الكلام، تنقلب لاءات اسرائيلية، تدفع بمدريد، وما نتج عنه إلى متحف التاريخ، تماماً كما حدث في مؤتمر جنيف في العام 1974. فالصراع العربي - الاسرائيلي، خضع في السنوات العشرين الفائتة لتصفية منظمة، على رغم المقاومة للعديد من الدول المعنية في هذا الصراع، وبدأت مرحلة مدريد، بزخم جعل العرب لا ينتبهون كثيراً لردود الأفعال الناجمة عن تسريع التطبيع مع اسرائيل، وجاءت التداخلات الاقليمية والدولية، في الوضع العربي برمته، وتفاعلاتها مع الأوضاع الداخلية لكل دولة بمفردها، لتكون الهزة المحركة للأوضاع العربية برمتها. فالتحالف التركي - الاسرائيلي، كان من النتائج المتوقعة لتطورات السياسة الخارجية الاسرائيلية الرامية إلى الضغط بأكبر قدر ممكن من القوة على الدول العربية، من أجل الخروج بالسلام، بأقل قدر من الأثمان، وفي أكبر نسبة من الأرباح، والتفاعلات الاقليمية الأخرى، وفورة الارهاب، والتدخلات غير المستحبة في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية، من قبل دول أخرى، والترابط الوثيق في العلاقات والمصالح بين مختلف هذه الدوائر، أدى إلى تعرية الجسد العربي، وجعل من البعض يشعر، وكأن استفراداً منظماً يتم الاعداد له من قبل مجموعة من هذه الدوائر. وميزان السلام في المنطقة، يقوم أساساً على إعادة الحقوق العربية، وإقامة السلام العادل والشامل، والانسحاب الاسرائيلي من الجولان، وجنوب لبنان، والأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا يمكن لهذا الميزان أن يستقيم في ظل حكومة «الغربان» الاسرائيلية الراهنة، لكن التشدد الاسرائيلي، يواجهه افتراق عربي تحكمه المصالح الذاتية لكل دولة، ومن هنا تصبح القمة الراهنة، قمة أضعف الإيمان، إلا إذا كانت الرؤية العربية الراهنة، شاملة وواقعية ورأت أن الأخطار المحدقة بكل دولة، هي في الواقع أخطار تهدد جميع الدول العربية. والقمة الراهنة، تحتاج إلى أكثر من الصراحة، إلى الحزم والالزام في مقرراتها، والتي توحي العناوين الرئيسية لبيانها الختامي، والتي يمكن قراءتها من خلال تصريحات المسؤولين العرب، أنها ستكون قمة أضعف الإيمان، لأن لكل دولة اهتماماتها، وهمومها، ولكل منها أيضاً مطالبها ومتطلباتها، وهي بالتالي لن تستطيع تجاوز كل ذلك، إذا ما شعرت بأي غبن، لا سيما، وأن هذا الاجتماع يعقد بعد سنوات طويلة من عدم اللقاء الموسع. القمة، على المحك، والأخطار عديدة، ومتشعبة، والخطر الاسرائيلي ليس وحده الذي يتهدد الوضع العربي، ولذلك تستدعي الضرورة، ألا تكون هذه القمة، قمة أضعف الإيمان فعلاً، حتى لا يخسر العرب، آخر أدوات التغيير، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...!!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي