اليوم الكبير المنسي

تصغير
تكبير
مرت امس الذكرى الخامسة والثلاثون على إعلان استقلال دولة الكويت، وإلغاء اتفاقية 9981، وهى ذكرى وطنية عزيزة على قلوبنا ككويتيين. ففي التاسع عشر من يونيو 1691 أُنجِزَتْ مهمة نيل الاستقلال الوطني، وانطلقت الكويت الفتية، لتحتل مكانتها في مصاف الدول المستقلة، ولتبدأ مسيرتها نحو بناء الدولة الحديثة في إطار دستوري. ولئن كان التاسع عشر من يونيو هو يوم إعلان الاستقلال فإن اعلان الاستقلال لم يكن لينتقص من حقيقة تاريخية ثابتة وهي ان الكويت كانت إمارة مستقلة، ولم تخضع للاستعمار، ولكنها واجهت من الضغوط والتحديات الدولية في بداية القرن ما دفعها لعقد اتفاقية للحماية مع بريطانيا، وتم إلغاء هذه الاتفاقية عندما انتفت مبررات عقدها، ولم تمنع هذه الاتفاقية الكويت يوماً، من ان تكون بلداً حراً سيداً، بل كان تاريخ الكويت شاهدا حياً على استماتة الكويتيين في الدفاع عن استقلالهم وسيادتهم الوطنية. وبعد ايام قلائل من الغاء اتفاقية 9981 وجدت الكويت نفسها امام تحديات خطيرة تمثلت في تهديدات قاسم، ومحاولاته ضم الكويت الى العراق تحت دعاوى تاريخية باطلة، وهو الامر الذي رفضه الكويتيون بإباء، حيث تمسكوا باستقلالهم، واستندوا في دفاعهم عن استقلالهم الى الشرعية والدعم الدولي والعربي، الى ان زال حكم قاسم. ومرة اخرى، بعد ثلاثة عقود من إعلان الاستقلال تعرضت الكويت الى عدوان شرس وغزو غادر واحتلال غاشم على يد النظام العراقي الغاصب، وكان الخيار الكويتي الوطني واضحاً منذ اللحظة الاولى للعدوان: مقاومة الغازي المحتل، والتمسك بالشرعية الدستورية والسيادة الوطنية، حيث اجترح الكويتيون مآثر مشهودة في المقاومة الباسلة، سطرها الشهداء الابرار والاسرى الميامين، وغيرهم من ابناء هذا الوطن الى ان تم دحر المحتل، واستعادت الكويت حريتها، بفضل من الله، وعون من الاصدقاء والاشقاء. خمسة وثلاثون عاماً انقضت على عهد الاستقلال والدستور، هي سنوات نفخر بها ككويتيين اختاروا ان تكون الكويت بلداً حراً سيداً . وستكون ذكرى الاستقلال حافزاً ملهماً لنا ككويتيين على طريق بناء الكويت ونهضتها وعزتها، ومن حقنا ان نفخر بالتاسع عشر من يونيو يوماً وطنياً خالداً . ووفاء وعرفاناً فسيحفظ الكويتيون في القلب والذاكرة اسم رائد الاستقلال وباني دولة الدستور المغفور له ـ بإذنه تعالى ـ الشيخ عبدالله السالم الصباح، الذي لايمكن ان يفصل بين اسمه المجيد وبين سجل التاريخ الوطني للكويت الحرة المستقلة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي