... أمة وحّـــدها بنيامين نتنياهو !

تصغير
تكبير
هذا رأي قاس جدا، لكنه يعكس واقع الحال العربي إلى حد كبير. فمؤسسة القمة العربية التي ترنحت منذ أن وضعها صدام حسين تحت عباءته المهترئة العام 8791 مرورا بقمة الكذب والاحتيال التي استضافها في مايو 9891 وحتى أهال التراب عليها لست سنوات متصلة منذ أن شن عدوانه الغادر على الكويت. يجب أن يعترينا الخجل في أقل القليل كون هذه المؤسسة لم تدخل غرفة الانعاش، ومحاولة الاحياء من جديد إلا لأن حزبا آخر «غير حزبنا في إسرائيل»!! فاز في الانتخابات الاشتراعية استنادا الى شعاراته المدوية في عدم التفاوض حول القدس، والبقاء في الجولان وفي جنوب لبنان، ورفض التطبيع مع دول غير متحضرة ولا تعرف الديموقراطية!!. أليس هذا كلام بنيامين نتنياهو الذي أملى علينا أن نتداعى للاجتماع بعد أن فاز، ليجعلنا ندوس على خلافاتنا وتناقضاتنا التي لم نتوصل إلى حل لها منذ أن أظهر عدوان أغسطس 0991 أن نظامنا العربي كله بحاجة ماسة إلى إعادة بناء، وأن صيغته التي كانت قائمة وأقمنا حولها احتفالات الفرح، أماطت اللثام عن نفسها، في هيئة عجز وتحايل وعدم صدق مع الذات. ثم أليس نظام تُعاد إليه بوادر الصحة والعافية لتداوي جسده المريض يد جراح يهودي ليكودي متطرف، أدعى وأحق بالشفقة عليه بدل الوثوق في أنه بلغ مرحلة الشفاء وتجاوز الجروح اللاهبة. إنها صرخة حق نطلقها حتى لا تصبح مسألة التداعي إلى لمّ الشمل قراراً يختزن مفاتيحه دهاقنة تل أبيب، ولكي يدرك القادة العرب وهم أهل للثقة في هذه النقطة وغيرها أن طريقة القفز على الماضي الأليم بجروحه المريرة لن تحمل مقومات الحياة والاستمرارية، فنحن نحتاج إلى إقرار نظام عمل عربي جديد، أساسه الأول الاعتراف بأخطاء الماضي ومثالبه، وأن نصوغ ميثاق عمل أكثر حداثة وعصرية بما يسمح بتجاوز عقدة الاجماع إلى وضع لا يتم فيه خضوع الكل لابتزاز الفرد كما حصل مع حالة صدام حسين. غير هذا سوف يحول القمة العربية إلى عملية استدراك لما كان يتم قبلاً من إطلاق تعابير التضامن والأخوة في العلن ووضح النهار، وإذكاء بذور المؤامرات، وتداول الخناجر تحت الطاولات ووراء الستائر سراً أو في عتمة الليل البهيم، وهو ليل اتضح أنه يُرخي سدوله على الشعوب الصغيرة وهي نائمة مطمئنة لتصحو على حين غرة بينما تجتاحها جنازير الدبابات. للقادة العرب جميعا نقولها بصراحة وصدق: نريد حالا عربية نتداعى نحن إليها بإرادتنا وقرارنا نحن لا بإرادة بيريس أو نتنياهو، أو غيرهما ممن صاروا يحددون مصير الأمة وهم من غير أبنائها!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي