رياضيات يطالبن نواب مجلس الأمة المقبل بتبني قضية رياضة المرأة

تصغير
تكبير
تعاني الرياضة النسائية الكويتية من مشاكل عدة منعتها من اداء دورها التنموي والحضاري والصحي بشكل واقعي تجاه شريحة تمثل اكثر من نصف المجتمع الكويتي واعاقت مسيرة نموها وتطورها نحو خدمة تطلعات وطموحات المرأة الرياضية. وتعددت العوامل التي اعاقت الرياضة النسائية وأدت الى تأخر ركبها عن مثيلاتها في معظم دول الخليج العربي بالرغم من انها كانت صاحبة السبق على مستوى المنطقة منذ منتصف سبعينات القرن الماضي وتكفي الاشارة الى ان اول ميدالية ذهبية للكويت في تاريخ مشاركاتها في الالعاب الاسيوية تحققت على يد احدى فتياتها. ولعل من ابرز هذه العوامل التي طرحتها العديد من المسؤولات الرياضيات في مختلف المناسبات حول اسباب تراجع مستوى الرياضة النسائية الاهمال الحكومي وكذلك تدخل بعض اعضاء السلطة التشريعية لعرقلة النشاط الرياضي النسائي من منظور ديني واجتماعي اضافة الى اعتبارها حالة ضمن الوضع الرياضي العام المتراجع وكذلك سلبية النساء في التعاطي مع التقصير الحاصل في هذا الجانب. وتبقى دائما بارقة امل للساعين الى تغيير الواقع وخلق فرص للنهوض بالرياضة النسائية ليس لكونها مجرد وسيلة مفيدة لقتل اوقات الفراغ او لتحسين مستوى اللياقة البدنية والصحية وانما لكونها عنصرا مهما يسهم في تنمية الموارد البشرية ويعكس مستوى تطور المجتمع المدني القائم على المساواة بين افراده في حقوقهم المدنية ومنها الرياضة. وطالبت مجموعة من المسؤولات الرياضيات في تصريحات لوكالة الانباء الكويتية (كونا) نواب مجلس الامة المقبل بالعمل على تبني قضية تفعيل الرياضة النسائية وافساح المجال امام المرأة للاستفادة من دور الرياضة التنموي والحضاري والصحي في اثبات ذاتها في عملية تطور المجتمع. ولاحظن تبني المرشحين العديد من القضايا التي تتعلق بالمرأة في مختلف نواحي الحياة في برامجهم الانتخابية دون التطرق بشكل فعال الى الجانب الرياضي الذي اجمعن على انه لايقل اهمية عن بقية قضايا المرأة. وقالت رئيسة نادي الفتاة الرياضي مها المطوع لـ (كونا) ان الاهتمام بالرياضة النسائية وتفعيل دورها في المجتمع قضية غاية في الاهمية لانها تمس شريحة كبيرة من المجتمع الكويتي مؤكدة ان تطور رياضة المرأة دليل على تقدم المجتمعات. واضافت ان على المرشحين ان يولوا هذا الجانب الحضاري اهمية كبرى والعمل على استصدار تشريعات وقوانين في حال حصولهم على عضوية المجلس تتيح للمرأة ممارسة الرياضة دون معوقات. وشددت المطوع على اهمية اثارة المرشحين لموضوع توفير الدعم المادي المناسب لقيام رياضة نسائية حقيقية تستطيع مواكبة التطور السريع الذي تشهده رياضة المرأة في معظم دول المنطقة والقارة الاسيوية من اجل المنافسة وتحقيق الانجازات. وذكرت ان هناك اهمالا حكوميا في هذا الجانب مضيفة انه «من غير المعقول ان يكون هناك ناد واحد متخصص للفتيات في مجتمع غالبيته من الاناث ناهيك عن افتقاره للعديد من المقومات التي تحد من قيامه بدوره الرياضي على اكمل وجه». ودعت المطوع الى انشاء اندية نسائية اخرى تمتلك جميع الامكانات الفنية والمنشآت في مختلف محافظات الدولة لتكون نواة لبداية نهضة حقيقية لرياضة المرأة من خلال تنافس هذه الاندية فيما بينها.

من جهتها لفتت رئيسة اللجنة النسائية بنادي السالمية الشيخة نور خالد الصباح الى انه يتوجب على المرشحين الساعين الى كسب اصوات النساء وخاصة الشابات منهن اعطاء الجانب الرياضي النسائي مساحة اكبر من اهتماماتهم. واعتبرت ان تبني المرشحين لمثل هذه القضايا الحضارية بقناعة بعيدا عن المزايدات المرتبطة بفترة الانتخابات كفيل بان يسهم بشكل ايجابي في خدمة رياضة المرأة . ورأت الشيخة نور ان على المرشحين طرح مبادرات تلزم الاندية الرياضية الشاملة بتشكيل فرق رياضية نسائية في مختلف الالعاب الرياضة وتوفير ملاعب وصالات لها اسوة بالفرق الرجالية. واضافت انه يجب الزام الهيئة العامة للشباب والرياضة بدعوة الاتحادات الرياضية الى تنظيم مسابقات رياضية نسائية للاندية على ان تدخل نتائجها في حساب نقاط التفوق حتى يكون الاهتمام بالفرق النسائية حقيقيا وليس شكليا. وحثت الشيخة نور المرشحات من النساء على التركيز على قضية رياضة المرأة بشكل اكبر كونها تمس بنات جلدتها وان تكون من الاولويات على برامجهن الانتخابية موضحة ان تقصير النساء في اثارة القضية هو احد اسباب تراجع الرياضة النسائية. من جانبها، دعت رئيسة قسم التربية البدنية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي الدكتورة بدور المطوع المرشحين الى تقديم تصورات تسهم في تهيئة مناخ رياضي يساعد على التنشئة الصحية الملائمة للمواطنين وبخاصة المرأة التي تشكل اكثر من نصف المجتمع. واشارت الى تجاهل معظم المرشحين لمواد الدستور التي تنص على المساواة بين المواطنين وعدم التفرقة بينهم من حيث الجنس في تناولهم لمعظم القضايا التي تمس المرأة ومنها قضية الرياضة. وقالت الدكتورة المطوع ان قيام المرشحين بتبني مبدأ اتاحة الفرصة لظروف مناسبة ومتساوية بين الرجل والمرأة لممارسة الرياضة مع مراعاة المرأة لتعاليم الدين الاسلامي والعادات الاجتماعية في الجانب الرياضي امر ينم عن فكر حضاري. وذكرت ان اسهل الطرق التي يمكن تبنيها هو تخصيص فترات زمنية في الاندية الرياضية باشراف متخصصات في مختلف الالعاب لتشجيع المرأة على ممارسة الرياضة بما يعود عليها بالفائدة صحيا ونفسيا واجتماعيا.


من جهتها، طالبت امينة سر اللجنة النسائية لكرة القدم في الاتحاد الكويتي للعبة فاطمة حيات المرشحين بالالتفات بصورة جدية الى رياضة المرأة واهميتها في ايجاد كوادر نسائية رياضية تسهم في بناء مجتمع حضاري وعصري. وقالت ان توجه المرشحين الى تبني قضايا المرأة الرياضية من شأنه ان يسهم في ايجاد مبادرات جادة لتنظيم العمل الرياضي النسائي بما يعود بالفائدة على النساء الرياضيات ويمكنهن من ممارسة هواياتهن الرياضية. ونبهت حيات المرشحين المهتمين بالشأن الرياضي الى ان قضية الرياضة النسائية ليست قضية محلية بل هي قضية دولية مشيرة الى سعي معظم الاتحادات الرياضية الدولية الى الزام الدول الاعضاء فيها بتشكيل منتخبات رياضية نسائية تشارك في مسابقاتها. واوضحت ان بعض الاتحادات الدولية بدأت بالفعل في الاتصال بالاتحادات الاهلية لوضع برامج وخطط لتكوين منتخبات نسائية وان مسؤولين في هذه الاتحادات ومنها الاتحاد الدولي لكرة القدم المحوا الى تعليق عضوية الدول غير الملتزمة بهذه البرامج. وشددت حيات على ضرورة تعاطي المرشحين بشكل ايجابي مع المشاكل الرياضية النسائية كما هو حاصل مع نظيرتها الرجالية وان تتضمن الحلول والمقترحات التي يقدمونها لتطوير الرياضة الكويتية بنودا خاصة بتطوير رياضة المرأة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي