الجنود البريطانيون لن يمكثوا في العراق أكثر من عامين بسبب الجوع


يثير تقرير داخلي للجيش البريطاني تم الكشف عنه هذا الأسبوع، ضجة واسعة لما تضمنه من تفصيلات عن المستوى المتدني لمعيشة الجنود الذين تعيش غالبيتهم في فقر مدقع، لدرجة أن بعضهم لا يقدر على توفير الغذاء الكافي له ويضطر للاعتماد على برامج توزيع الغذاء لحالات الطوارئ التي توفرها وزارة الدفاع، الأمر الذي أثار مخاوف شديدة لدى قادة الجيش ودفع الجنرال باتريك كوردينغلي، الذي اشتهر في حرب تحرير الكويت، الى القول أن القوات البريطانية الموجودة حالياً في جنوب العراق «لن تقدر في مثل هذه الحالة على البقاء هناك لأكثر من عامين».
ووجهت الى الحكومة انتقادات شديدة على اثر صدور التقرير، واتهمت بأنها تعامل قواتها المسلحة معاملة سيئة. وكان قائد الأركان العامة للجيش السير ريتشارد داننت، على رأس المنتقدين. فيما حاول ناطق باسم وزارة الدفاع التقليل من أهمية التقرير، مدعياً أن واضعيه استندوا على شهادات شخصية لجنود «لم تخضع لاعادة صياغة وتحرير جيد».
لكن اعداد التقرير استغرق بضعة أشهر وتمت مقابلة آلاف الجنود تمهيداً لذلك الى جانب عدد كبير من أبناء عائلاتهم. وذكر أن الراتب السنوي للجندي العادي لا يزيد على 16 الف جنيه استرليني.
وقال قائد الأركان العامة أنه يعرف شخصياً قصصاً عديدة عن ضباط من خيرة الجنود في القوات المسلحة الذين اضطروا الى ترك الخدمة العسكرية «لأنهم ببساطة لم يعودوا قادرين على تحمل الوضع الاقتصادي». وأضاف أن الجيش يواجه ضغوطاً بسبب الافتقار الى عددٍ كافٍ من القوة البشرية. وتابع أن التقرير يكشف أن «عدداً من الجنود لا يأكلون جيداً لنفاد الراتب من جيوبهم قبل نهاية الشهر»، معترفاً بأن القادة العسكريين يحاولون التغلب على هذه الظاهرة من خلال برنامج لدى وزارة الدفاع يطلق عليه اسم «الجندي الجائع».
ويبدو أن التقرير أثار مواجع عديدة داخل القوات المسلحة، اذ ان وسائل الاعلام أوردت تعليقات لقادة عسكريين آخرين تحدثوا فيها عن أن القيمة الغذائية للوجبات التي تقدم للجنود ليست بالمستوى المطلوب و«ليست دائماً صحية».