«سهمك خضر» مع الله / في ظلال رمضان (3 من 4)

تصغير
تكبير
إن المتتبع لهدي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في ظلال هذا الشهر الكريم ليجد من الأفعال والسلوكيات ما لا يتحقق إلا في رجل صالح، ونبي قدوة تعلم من التعاليم الربانية ما كفاه فتمثل قول ربه جل في علاه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
لقد كان صلى الله عليه وسلم وهو الرحمة للعالمين مثالاً يحتذى ونوراً يستضاء به في مطعمه ومشربه وملبسه وتعاملاته، بل في كل همسة من همساته صلى الله عليه وسلم-.
قال ابن القيم - رحمه الله - في كتاب زاد المعاد: كان هديه - صلى الله عليه وسلم - وسيرته في الطعام: لا يرد موجوداً، ولا يتكلف مفقوداً،، فما قرب إليه شيءٌ من الطيبات إلا أكله إلا أن تعافه نفسه، فيتركه من غير تحريمٍ، عن أبي هريرة قال: ما عاب النبي - صلى الله عليه وسلم - طعاما قطُّ، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه.(رواه البخاري). كانت تلك سيرته في حياته كلها فإذا ما أقبل رمضان فإنه - صلى الله عليه وسلم - يشدد على تلك التعاليم ويحرص عليها كل الحرص حتى يعلمها أهله وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين لأن فيها فلاحهم والجنة. فإذا ما وضع الطعام أمامه - صلى الله عليه وسلم - قال: بسم الله..، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره) (رواه أبو داود وصححه الألباني).
وعن عمر بن أبي سلمة أنه قال: (كنت غلاماً في حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك، فما زالت تلك طعمتي بعد) (رواه البخاري).
فإذا انتهى من طعامه حمد الله تعالى، عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أكل طعاماً، ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه، بغير حول مني ولا قوة؛ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ...) (رواه أبو داود وحسنه الألباني).
ومن آدابه في الطعام أيضاً - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يكن يأكل وهو متكئاً ألبته، كذلك فإن من جوده وكرمه أنه كان يأكل مع خدمه وعماله قال - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه، فإن لم يجلسه معه، فليناوله أكلة أو أكلتين، أو لقمة أو لقمتين، فإنه وَلِيَ حَرَّهُ وعِلاجه) (رواه البخاري).
فإذا انتهى - صلى الله عليه وسلم - من إفطاره قال: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله.
وعن معاذ بن زهرة أنه بلغه أن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - كان إذا أفطر قال: (اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت) (رواه أبو داود).
وهكذا كان - صلى الله عليه وسلم - المثال والقدوة، لذا لابد لنا أن نسير على نهجه في الحياة كافة لاسيما في تبليغ دعوته إلى الناس جميعاً، فهو القائل: (بلغوا عني ولو آية).
ولقد اتخذت لجنة التعريف بالإسلام من هذه الدعوة النبوية منطلقاً لها في العمل الدعوي هادفة من ذلك إلى الوصول برسالة الإسلام إلى أكثر من 700 ألف غير مسلم وذلك من خلال التبرع للمشروعات الدعوية التي تقوم عليها اللجنة كمشروع رعاية المهتدين ومشروع بزكاتك أسلموا وغيرهما.
لجنة التعريف بالإسلام
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي