مختارات منوعة

تصغير
تكبير
أعزائي أعود إليكم ثانية عبر نافذتي المتواضعة لأكتب لكم مختارات متنوعة في أيام الشهر المبارك .. الأجواء الرمضانية تعطر الجو ... الوجوه مبتسمة ... الهدوء ... السكينة ... التهاني .. التبريكات بحلول الشهر المبارك .. تقبل الله طاعتكم ... يا رب كم اقترفنا من الذنوب.. كم عصيناك يا رب ... صيام شهر رمضان أملنا في التوبة ... نحن تائبون يا أرحم الراحمين ..فتقبل منا جميعاً.

كيمياء السعادة
قال الصحابي أبوالدرداء رضي الله عنه لأهل حمص: الا تستحون؟؟ تبنون ما لا تسكنون، وتأملون ما لا تدركون، وتجمعون ما لا تأكلون، إن الذين قبلكم بنوا شديدا وجمعوا كثيرا، وأملوا بعيدا فأصبحت مساكنهم قبوراً وآمالهم غروراً، وجمعهم بوراً . عزيزي القاريء إذا أردت أن تكون سعيداً فهناك ثلاثة أشياء تبنى عليها السعادة، وتمام السعادة مبني على ثلاثة أشياء: قوة الغضب، قوة الشهوة، قوة العلم. فيحتاج أن يكون أمرها متوسطاً؛ لئلا تزيد قوة الشهوة فتخرجه إلى الرخص فيهلك، أو تزيد قوة الغضب فتخرجه إلى الجموح فيهلك.
فإذا توسطت القوتان بإشارة قوة العلم دل على طريق الهداية، وكذلك الغضب إذا زاد سهل عليه الضرب والقتل، وإذا نقص ذهبت الغيرة والحمية في الدين والدنيا، وإذا توسط كان الصبر والشجاعة والحكمة. وكذا الشهوة إذا زادت كان الفسق والفجور، وإن نقصت كان العجز والفتور، إن توسطت كانت العفة والقناعة وأمثال ذلك.

أحوال القلب مع عسكره
وأعلم أيها القارئ أن للقلب أحوالا وصفات، بعضها يسمى أخلاق السوء، وبعضها أخلاق الحسن فبالأخلاق الحسنة يبلغ درجة السعادة، وبالأخلاق السيئة هلاكه وخروجه للشقاء.
وهذه كلها تبلغ أربعة أجناس: أخلاق الشياطين، أخلاق البهائم، أخلاق السباع، أخلاق الملائكة.
فأعمال السوء: من الأكل والشرب، والنوم، والنكاح؛ هي أخلاق البهائم.
وكذلك أعمال الغضب: من الضرب، والقتل، والخصومة هي أخلاق السباع.
وكذلك أعمال النفس: وهي المكر، والحيلة، والغش، وغير ذلك؛ هي أخلاق الشياطين. وكذلك أعمال العقل؛ التي هي الرحمة، والعلم، والخير؛ هي أخلاق الملائكة. وقد أمر ابن آدم بأن يكشف ظلم الجهل بنور العقل؛ خوفا من الفتنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد إلا وله شيطان، ولي شيطان، وأن الله قد أعانني على شيطاني حتى أسلم» . وكذلك الشهوة والغضب، ينبغي أن يكونا تحت يد العقل، فلا يفعل شيئا إلا بأمره، فإن فعل ذلك صح له حسن الأخلاق، وهي صفات الملائكة، وهي بذر السعادة. وإن عمل بخلاف ذلك، فخدم الشهوة والغضب، صح له الأخلاق القبيحة، وهي صفات الشياطين، وهي بذر الشقاء. من كتاب كيمياء السعادة - (ج 1 / ص 3)


الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي