فوائد من قصة يوسف الصدَّيق

تصغير
تكبير
تعتبر قصة نبي الله يوسف عليه السلام من احسن القصص القرآني، ولكثرة ما فيها من عبر ودروس وعظات فقد استنبط الامام ابن قيم الجوزية - رحمه الله - منها مئة فائدة جمعها الاستاذ الدكتور وليد بن محمد بن عبدالله العلي استاذ العقيدة في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية جامعة الكويت في كتاب اسماه «الروض الانيق في الفوائد المستنبطة من قصة يوسف الصديق».
وقد قسمه إلى اجزاء يشتمل كل جزء على فائدة او اكثر وسنقوم بعرضها تباعا طوال شهر رمضان المبارك ليستفيد بها اكبر قدر من القراء الاعزاء.


الجزء الثاني

الفائدة الرابعة:
الفائدة المستنبطة من قول الله تعالى: «فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون» (يوسف: 15).
- حذف كثير من الأجوبة في القرآن لدلالة الواو عليها، لعلم المخاطب أن الواو عاطفة، ولا يعطف بها إلا على شيء، كقوله تعالى: «فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب» وكقوله تعالى: «حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها».
وهذا الباب واسع في اللغة (بدائع الفوائد 1/186).
الفائدة الخامسة:
الفائدة المستنبطة من قول الله تعالى: «وجاءوا أباهم عشاء يبكون» (يوسف: 16).
- قال الشعبي: «شهدت شريحا وجاءته امرأة تخاصم رجلا، فأرسلت عينيها وبكت، فقلت: يا أبا أمية، ما أظن هذه البائسة إلا مظلومة. فقال: يا شعبي، إن أخوة يوسف «جاءوا أباهم عشاء يبكون» (الطرق الحكمية ص 20).
الفائدة السادسة:
الفائدة المستنبطة من قول الله تعالى: «وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون» (الآية 18).
- «فصبر جميل»: لا جزع فيه.
قلت: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه مرارا يقول: (ذكر الله الصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل، فالصبر الجميل: الذي لا شكوى فيه، والهجر الجميل: الذي لا أذى معه، والصفح الجميل: الذي لا عتاب معه) انتهى (بدائع الفوائد 100/3).
الفائدة السابعة:
الفائدة المستنبطة من قول الله تعالى: «وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين» (الآية 20). - قال الإمام أحمد: بعشرين درهما (بدائع الفوائد 97/3).
الفائدة الثامنة:
الفائدة المستنبطة من قول الله تعالى: «وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون» (الآية 21).
- قال ابن مسعود رضي الله عنه: (أفرس الناس ثلاثة: العزيز في يوسف، حيث قال لامرأته: «أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً».
وابنة شعيب، حين قالت لأبيها في موسى: «استأجره».
وأبوبكر في عمر رضي الله عنهما، حيث استخلفه.
وفي رواية أخرى: «وامرأة فرعون: حين قالت: «قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا» (مدارج السالكين 507/2 ونظير هذا الكلام في هذا المقام في: الطرق الحكمية ص 24).
الفائدة التاسعة:
الفوائد المستنبطة من قول الله تعالى: «ولما بلغ أشده آتيناه حُكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين» (الآية 22).
- إنه سبحانه ذكر فضله ومنّته على أنبيائه ورسله وأوليائه وعباده بما آتاهم من العلم، فذكر نعمته على خاتم أنبيائه ورسله بقوله: «وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً». وقال في يوسف: «ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين» (مفتاح دار السعادة 239/1-240).
- قال الحسن: (من أحسن عبادة الله في شبيبته: لقاه الله الحكمة عند كبر سنه، وذلك قوله: «ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين».
ومن هذا قال بعض العلماء: تقول الحكمة: من التمسني فلم يجدني: فليعمل بأحسن ما يعلم، وليترك أقبح ما يعلم، فإذا فعل ذلك: فأنا معه وإن لم يعرفني (مفتاح دار السعادة 1/508).


الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي