الأجوبة المفيدة
عن أسئلة العقيدة


زاوية نعرض من خلالها لكل ما يعن لقراء «الراي» الأعزاء من أسئلة تتعلق بالعقيدة الاسلامية، وتحتاج الى توضيح وبيان، يجيب عنها الأستاذ الدكتور وليد محمد عبدالله العلي، امام وخطيب المسجد الكبير، واستاذ العقيدة بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية جامعة الكويت.
وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة
(w-alali@hotmail.com) أو فاكس رقم: (4815921)
معرفة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم سبيل الأنس والفلاح
ان الالباب والعقول، مضطرة لمعرفة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، لانه لا سبيل في العاجلة إلى السعادة والنجاح، ولا طريق في الاجلة إلى الانس والفلاح: الا في تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما اخبر، وطاعته فيما امر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر، والا يعبد الله الا بما شرع وقرر.
فهو الميزان الراجح الذي توزن به الاقوال والاخلاق والاعمال، وبمتابعته يتميز الهدى من الضلال.
فسيرته العطرة، ومسيرته النضرة: آيات بينات، وحجج واضحات، على انه رسول رب البرية، إلى جميع البشرية، كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
لو لم يكن فيه آيات مبينة
كانت بديهته تأتيك بالخبر
ومصداق ذلك ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: ( ان ابا سفيان انطلق في المدة التي كانت بين قريش وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي صلح الحديبية إلى الشام، اذ جيء بكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم، فقال هرقل: هل ههنا احد من قوم هذا الرجل الذي يزعم انه نبي؟ قالوا: نعم؟ قال ابوسفيان: فدعيت في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل، فأجلسنا بين يديه، فقال: ايكم اقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم انه نبي؟ فقال ابوسفيان: فقلت: انا فأجلسوني بين يديه، واجلسوا اصحابي خلفي، ثم دعا هرقل بترجمانه فقال له: قل لهم: اني سائل هذا عن الرجل الذي يزعم انه نبي، فإن كذبني فكذبوه فقال ابوسفيان: وايم الله، لولا مخافة ان يؤثر علي الكذب لكذبت. فقال هرقل لترجمانه: سله كيف حسبه فيكم؟ فقال ابوسفيان: هو فينا ذو حسب فقال هرقل: فهل كان من آبائه ملك؟ فقال ابو سفيان: لا، فقال هرقل: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال؟ فقال ابو سفيان: لا، فقال هرقل: ومن يتبعه؟ اشراف الناس ام ضعفاؤهم؟ فقال ابوسفيان: بل ضعفاؤهم. فقال هرقل: ايزيدون ام ينقصون؟ فقال ابوسفيان: لا بل يزيدون. فقال هرقل: هل يرتد احد منهم عن دينه بعد ان يدخل فيه سخطة له؟ فقال ابوسفيان: لا فقال هرقل: فهل قاتلتموه. فقال ابوسفيان: نعم فقال هرقل: فكيف كان قتالكم اياه؟ فقال ابوسفيان: تكون الحرب بيننا وبينه سجالا، يصيب منا ونصيب منه. فقال هرقل: فهل يغدر؟ فقال ابوسفيان: لا، ونحن منه في مدة، لا ندري ما هو صانع فيها. قال ابوسفيان: فوالله، ما امكنني من كلمة ادخل فيها شيئا غير هذه. فقال هرقل: فهل قال هذا القول احد قبله؟ فقال ابوسفيان: لا فقال هرقل لترجمانه: قل له: اني سألتك عن حسبه؟ فزعمت انه فيكم ذو حسب، وكذلك الرسل تبعث في احساب قومها. وسألتك: هل كان في ابائه ملك؟ فزعمت ان لا، فقلت: لو كان من ابائه ملك، قلت: رجل يطلب ملك ابائه.
وسألتك عن اتباعه: اضعفاؤهم ام اشرافهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم، وهم اتباع الرسل. وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال؟ فزعمت ان لا، فقد عرفت انه لم يكن ليدع الكذب عن الناس، ثم يذهب فيكذب على الله. وسألتك: هل يرتد احد منهم عن دينه بعد ان يدخله سخطة له؟ فزعمت ان لا، وكذلك الايمان اذا خالط بشاشة القلوب، وسألتك: هل يزيدون او ينقصون؟ فزعمت انهم يزيدون، وكذلك الايمان حتى يتم. وسألتك: هل قاتلتموه؟ فزعمت انكم قد قاتلتموه، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا، ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى، ثم تكون لهم العاقبة، وسألتك: هل يغدر؟ فزعمت انه لا يغدر، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك: هل قال هذا القول احد قبله؟ فزعمت ان لا، فقلت: لو قال هذا القول احد قبله، قلت: رجل ائتم بقول قيل قبله. ثم قال هرقل: بم يأمركم؟ فقال ابوسفيان: يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف. فقال هرقل: ان يكن ما تقول فيه حقا: فإنه نبي، وقد كنت اعلم انه خارج، ولم اكن اظنه منكم، ولو اني اعلم اني اخلص اليه: لاحببت لقاءه، ولو كنت عنده: لغسلت عن قدميه، وليبلغن ملكه ما تحت قدمي). لذا كانت الضرورة إلى معرفة هدي ودلِّ المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم التي بها الطمأنينة والانشراح: اعظم من ضرورة الابدان إلى الارواح، وادعى من حاجة العيون إلى النور الوضاح.
فأي ضرورة وحاجة فرضها العباد: فضرورتهم وحاجتهم إلى معرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفوق الاحصاء والتعداد.
فما ظن المحب اذا غاب عنه هدي الحبيب وسيرته؟ لا جرم ان لبه سيفسد وتخبث سريرته.
فما حال المعرض عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الا كحال حوت فارق الماء، ووضع في مقلاة تحت الهواء، هذا حال العقول، اذا فارقت هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، بل اخنع واروع، واشنع وافظع.
ولكن لا يحس بهذا الا قلب واع، واما قلب في ظلم الخداع والضياع: فيراه الناظر، بما صوره الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت ايلام
واذا كانت سعادة العبد في الدارين، معلقة بمعرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم معرفة لا شك فيها ولا مين: وجب على كل من نصح نفسه واحب نجاتها، ورام نعيمها وسعادتها: ان يعرف من نبيه وحبيبه وخليله اخباره، حتى يقتفي سننه وهديه واثاره.
والناس في معرفة هدي النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم ما بين مستقل ومستكثر ومحروم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
واذا اردت ان تتعرف على نفسك وانها على سنن اي الطرائق الثلاث، حتى تثير عزمك الساكن إلى الاتباع وتسير إلى متابعة حبيبك سير الحاث: فاسمع إلى ما يشنف الاسماع ويهذب الطباع، ويدعوها إلى الاتباع: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) «سورة آل عمران: 31».
وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة
(w-alali@hotmail.com) أو فاكس رقم: (4815921)
معرفة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم سبيل الأنس والفلاح
ان الالباب والعقول، مضطرة لمعرفة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، لانه لا سبيل في العاجلة إلى السعادة والنجاح، ولا طريق في الاجلة إلى الانس والفلاح: الا في تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما اخبر، وطاعته فيما امر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر، والا يعبد الله الا بما شرع وقرر.
فهو الميزان الراجح الذي توزن به الاقوال والاخلاق والاعمال، وبمتابعته يتميز الهدى من الضلال.
فسيرته العطرة، ومسيرته النضرة: آيات بينات، وحجج واضحات، على انه رسول رب البرية، إلى جميع البشرية، كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
لو لم يكن فيه آيات مبينة
كانت بديهته تأتيك بالخبر
ومصداق ذلك ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: ( ان ابا سفيان انطلق في المدة التي كانت بين قريش وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي صلح الحديبية إلى الشام، اذ جيء بكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم، فقال هرقل: هل ههنا احد من قوم هذا الرجل الذي يزعم انه نبي؟ قالوا: نعم؟ قال ابوسفيان: فدعيت في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل، فأجلسنا بين يديه، فقال: ايكم اقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم انه نبي؟ فقال ابوسفيان: فقلت: انا فأجلسوني بين يديه، واجلسوا اصحابي خلفي، ثم دعا هرقل بترجمانه فقال له: قل لهم: اني سائل هذا عن الرجل الذي يزعم انه نبي، فإن كذبني فكذبوه فقال ابوسفيان: وايم الله، لولا مخافة ان يؤثر علي الكذب لكذبت. فقال هرقل لترجمانه: سله كيف حسبه فيكم؟ فقال ابوسفيان: هو فينا ذو حسب فقال هرقل: فهل كان من آبائه ملك؟ فقال ابو سفيان: لا، فقال هرقل: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال؟ فقال ابو سفيان: لا، فقال هرقل: ومن يتبعه؟ اشراف الناس ام ضعفاؤهم؟ فقال ابوسفيان: بل ضعفاؤهم. فقال هرقل: ايزيدون ام ينقصون؟ فقال ابوسفيان: لا بل يزيدون. فقال هرقل: هل يرتد احد منهم عن دينه بعد ان يدخل فيه سخطة له؟ فقال ابوسفيان: لا فقال هرقل: فهل قاتلتموه. فقال ابوسفيان: نعم فقال هرقل: فكيف كان قتالكم اياه؟ فقال ابوسفيان: تكون الحرب بيننا وبينه سجالا، يصيب منا ونصيب منه. فقال هرقل: فهل يغدر؟ فقال ابوسفيان: لا، ونحن منه في مدة، لا ندري ما هو صانع فيها. قال ابوسفيان: فوالله، ما امكنني من كلمة ادخل فيها شيئا غير هذه. فقال هرقل: فهل قال هذا القول احد قبله؟ فقال ابوسفيان: لا فقال هرقل لترجمانه: قل له: اني سألتك عن حسبه؟ فزعمت انه فيكم ذو حسب، وكذلك الرسل تبعث في احساب قومها. وسألتك: هل كان في ابائه ملك؟ فزعمت ان لا، فقلت: لو كان من ابائه ملك، قلت: رجل يطلب ملك ابائه.
وسألتك عن اتباعه: اضعفاؤهم ام اشرافهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم، وهم اتباع الرسل. وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال؟ فزعمت ان لا، فقد عرفت انه لم يكن ليدع الكذب عن الناس، ثم يذهب فيكذب على الله. وسألتك: هل يرتد احد منهم عن دينه بعد ان يدخله سخطة له؟ فزعمت ان لا، وكذلك الايمان اذا خالط بشاشة القلوب، وسألتك: هل يزيدون او ينقصون؟ فزعمت انهم يزيدون، وكذلك الايمان حتى يتم. وسألتك: هل قاتلتموه؟ فزعمت انكم قد قاتلتموه، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا، ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى، ثم تكون لهم العاقبة، وسألتك: هل يغدر؟ فزعمت انه لا يغدر، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك: هل قال هذا القول احد قبله؟ فزعمت ان لا، فقلت: لو قال هذا القول احد قبله، قلت: رجل ائتم بقول قيل قبله. ثم قال هرقل: بم يأمركم؟ فقال ابوسفيان: يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف. فقال هرقل: ان يكن ما تقول فيه حقا: فإنه نبي، وقد كنت اعلم انه خارج، ولم اكن اظنه منكم، ولو اني اعلم اني اخلص اليه: لاحببت لقاءه، ولو كنت عنده: لغسلت عن قدميه، وليبلغن ملكه ما تحت قدمي). لذا كانت الضرورة إلى معرفة هدي ودلِّ المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم التي بها الطمأنينة والانشراح: اعظم من ضرورة الابدان إلى الارواح، وادعى من حاجة العيون إلى النور الوضاح.
فأي ضرورة وحاجة فرضها العباد: فضرورتهم وحاجتهم إلى معرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفوق الاحصاء والتعداد.
فما ظن المحب اذا غاب عنه هدي الحبيب وسيرته؟ لا جرم ان لبه سيفسد وتخبث سريرته.
فما حال المعرض عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الا كحال حوت فارق الماء، ووضع في مقلاة تحت الهواء، هذا حال العقول، اذا فارقت هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، بل اخنع واروع، واشنع وافظع.
ولكن لا يحس بهذا الا قلب واع، واما قلب في ظلم الخداع والضياع: فيراه الناظر، بما صوره الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت ايلام
واذا كانت سعادة العبد في الدارين، معلقة بمعرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم معرفة لا شك فيها ولا مين: وجب على كل من نصح نفسه واحب نجاتها، ورام نعيمها وسعادتها: ان يعرف من نبيه وحبيبه وخليله اخباره، حتى يقتفي سننه وهديه واثاره.
والناس في معرفة هدي النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم ما بين مستقل ومستكثر ومحروم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
واذا اردت ان تتعرف على نفسك وانها على سنن اي الطرائق الثلاث، حتى تثير عزمك الساكن إلى الاتباع وتسير إلى متابعة حبيبك سير الحاث: فاسمع إلى ما يشنف الاسماع ويهذب الطباع، ويدعوها إلى الاتباع: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) «سورة آل عمران: 31».