مواقف من الحياة
عذر أقبح من ذنب
قرائي الاعزاء إليكم ثانية باقة أخرى من المقالات الاسبوعية اتحدث فيها عما يدور حولنا من المواقف اليومية، مواقف مشرفة تدخل على القلب السرور وأخرى محزنة... نرجو الا تتكرر في بلدنا الحبيب الكويت الذي نود لاهله أن يكونوا مثالا يحتذى به في كافة أرجاء المعمورة....
| عبدالرزاق العميري |
استيقظ الرجل من نومه في منتصف الليل نظر إلى زوجته النائمة بقربه ثم راح يمشي في شقته وهو يحدث نفسه كأنه يحاسبها ما هذا الذي يحدث لي، نعم لقد توقفت الدنيا، يصرخ في صمت بهستيريا وكأنه بطل في فيلم صامت، يضع يديه على رأسه ويعاني من صداع شديد آه ماذا اصنع؟ واخيرا وجد الحل، أتعلمون ما هو الحل؟
توجه إلى مستودع صغير في شقته وراح يبعثر الاغراض على الأرض ثم اخرج فأسا تستخدم في قطع الاشجار، وتوجه بسرعة إلى غرفته واقترب من زوجته النائمة في هدوء، ثم راح يحدثها بغير صوت، ثم هوى بالفأس على رأسها فتدفق الدم منها وكأنه سيل ولم تستفق المسكينة بل ارتجف جسدها النحيل لتخرج روحها في دقائق من اثر الضربة القاضية بالفأس.
ولم يكتف الرجل بإزهاق روح زوجته المسكينة بل انطلق راكضا إلى غرفة ابنته البالغة من العمر 24 سنة وقام بضربها بالفأس مرات عدة حتى ازهق روحها، واخيرا انهال على رأس ابنه البالغ من العمر 25 سنة والذي يعمل مهندسا بضربات سحقت جمجمته وراح يركض في الشقة، وهو يقول: هذا افضل لكم، اني اخاف عليكم، نعم قتلتكم لأنني اخاف عليكم، ثم تذكر شيئا... ما هو؟
نعم لقد تذكر نفسه، وسمع صوتا يناديه كيف ستعيش بعدهم؟ الا تخاف، لقد قلت لك من قبل بأنك لن تجد حلا آخر، انه صوت الشيطان الذي اقنعه بارتكاب هذه الجريمة البشعة، وذهب إلى المطبخ - فتح احد الادراج واستل سكينا حادا وراح يغرزها في رقبته مرارا وسقط على الارض، لتغطي دماؤه الارض. وقبيل الظهر دخلت الخادمة، لترى هذا المشهد المروع، الأب ملقى على الأرض، الام ميتة على سريرها في غرفتها بلا حراك الابن الابنة. واتصلت بالاسعاف فحضروا بسرعة فائقة دخل المسعف ونظر إلى الرجل فوجده ما يزال حيا بينما الآخرون موتى... الله اكبر ما يزال حيا بعد ان نزف دمه لمدة خمس ساعات او اكثر فقد طعن نفسه بعد الفجر وظل ينزف، ولم يمت. واجريت معه مقابلة تلفزيونية، اتدرون ما هو عذره؟
انه يقول: لقد خسرت اموالي كلها في السوق وتراكمت علي الديون، فكيف اعيش؟ ماذا سآكل؟
ابناؤه موظفون، فلماذا قتلهم، انه تزيين الشيطان، كل الناس لديهم ديون ولكنهم يعيشون لأن الله الذي يتكفل بهم ويرزقهم اما هذا الرجل فقد اقنعه شيطانه بأنه لا حياة له بعد ضياع ماله.
وجلست في المسجد افكر بمصير هذا الرجل وكيف اقدم على هذه الجريمة وكان يوم الجمعة، وقف الخطيب ليحكي لنا هذه القصة.
يقول: كان سيدنا موسى ذاهبا للقاء ربه سبحانه وتعالى، ولما وصل إلى مكان اللقاء حدثه الله عز وجل، وبينما يحدثه ربنا سبحانه وتعالى علم بأن موسى كان يفكر في رزقه ورزق عياله، فقال له الرب عز وجل: يا موسى اضرب بعصاك هذا الحجر الكبير، وانصاع موسى لأمر ربه فضرب الحجر بعصاه فانفلق، وخرج منه حجر اصغر منه؟
ثم قال له ربنا عز وجل: يا موسى اضرب الحجر الذي خرج من بطن الحجر، فضربه موسى فانفلق وخرج منه حجر صغير بعد ذلك امر الله موسى بأن يضرب الحجر الاخير فضربه فخرجت منه دودة صغيرة، وفي فيها شيء اخضر تأكل، ففهمها موسى عليه السلام وقال: سبحان من رزق هذه الدودة في الظلمات.
الذي رزق هذه الدودة لن ينساني ولن ينسى عيالي ولن ينسى الناس جميعا، فيا له من رب كريم، وبكى الناس في المسجد وكنت اكثرهم بكاء لأنني مازلت افكر بذلك الرجل الذي ضحك عليه الشيطان.
مصائب الدنيا لا تنتهي وهي جزء من الاختبار، فعلينا ان نصبر ونحتسب وان نلجأ إلى ربنا عز وجل بالدعاء وندعو الله ان يفرج الكرب عن اخواننا المديونين في الكويت وفي كل مكان... اللهم آمين
وكيل المركز الثقافي الإسلامي
| عبدالرزاق العميري |
استيقظ الرجل من نومه في منتصف الليل نظر إلى زوجته النائمة بقربه ثم راح يمشي في شقته وهو يحدث نفسه كأنه يحاسبها ما هذا الذي يحدث لي، نعم لقد توقفت الدنيا، يصرخ في صمت بهستيريا وكأنه بطل في فيلم صامت، يضع يديه على رأسه ويعاني من صداع شديد آه ماذا اصنع؟ واخيرا وجد الحل، أتعلمون ما هو الحل؟
توجه إلى مستودع صغير في شقته وراح يبعثر الاغراض على الأرض ثم اخرج فأسا تستخدم في قطع الاشجار، وتوجه بسرعة إلى غرفته واقترب من زوجته النائمة في هدوء، ثم راح يحدثها بغير صوت، ثم هوى بالفأس على رأسها فتدفق الدم منها وكأنه سيل ولم تستفق المسكينة بل ارتجف جسدها النحيل لتخرج روحها في دقائق من اثر الضربة القاضية بالفأس.
ولم يكتف الرجل بإزهاق روح زوجته المسكينة بل انطلق راكضا إلى غرفة ابنته البالغة من العمر 24 سنة وقام بضربها بالفأس مرات عدة حتى ازهق روحها، واخيرا انهال على رأس ابنه البالغ من العمر 25 سنة والذي يعمل مهندسا بضربات سحقت جمجمته وراح يركض في الشقة، وهو يقول: هذا افضل لكم، اني اخاف عليكم، نعم قتلتكم لأنني اخاف عليكم، ثم تذكر شيئا... ما هو؟
نعم لقد تذكر نفسه، وسمع صوتا يناديه كيف ستعيش بعدهم؟ الا تخاف، لقد قلت لك من قبل بأنك لن تجد حلا آخر، انه صوت الشيطان الذي اقنعه بارتكاب هذه الجريمة البشعة، وذهب إلى المطبخ - فتح احد الادراج واستل سكينا حادا وراح يغرزها في رقبته مرارا وسقط على الارض، لتغطي دماؤه الارض. وقبيل الظهر دخلت الخادمة، لترى هذا المشهد المروع، الأب ملقى على الأرض، الام ميتة على سريرها في غرفتها بلا حراك الابن الابنة. واتصلت بالاسعاف فحضروا بسرعة فائقة دخل المسعف ونظر إلى الرجل فوجده ما يزال حيا بينما الآخرون موتى... الله اكبر ما يزال حيا بعد ان نزف دمه لمدة خمس ساعات او اكثر فقد طعن نفسه بعد الفجر وظل ينزف، ولم يمت. واجريت معه مقابلة تلفزيونية، اتدرون ما هو عذره؟
انه يقول: لقد خسرت اموالي كلها في السوق وتراكمت علي الديون، فكيف اعيش؟ ماذا سآكل؟
ابناؤه موظفون، فلماذا قتلهم، انه تزيين الشيطان، كل الناس لديهم ديون ولكنهم يعيشون لأن الله الذي يتكفل بهم ويرزقهم اما هذا الرجل فقد اقنعه شيطانه بأنه لا حياة له بعد ضياع ماله.
وجلست في المسجد افكر بمصير هذا الرجل وكيف اقدم على هذه الجريمة وكان يوم الجمعة، وقف الخطيب ليحكي لنا هذه القصة.
يقول: كان سيدنا موسى ذاهبا للقاء ربه سبحانه وتعالى، ولما وصل إلى مكان اللقاء حدثه الله عز وجل، وبينما يحدثه ربنا سبحانه وتعالى علم بأن موسى كان يفكر في رزقه ورزق عياله، فقال له الرب عز وجل: يا موسى اضرب بعصاك هذا الحجر الكبير، وانصاع موسى لأمر ربه فضرب الحجر بعصاه فانفلق، وخرج منه حجر اصغر منه؟
ثم قال له ربنا عز وجل: يا موسى اضرب الحجر الذي خرج من بطن الحجر، فضربه موسى فانفلق وخرج منه حجر صغير بعد ذلك امر الله موسى بأن يضرب الحجر الاخير فضربه فخرجت منه دودة صغيرة، وفي فيها شيء اخضر تأكل، ففهمها موسى عليه السلام وقال: سبحان من رزق هذه الدودة في الظلمات.
الذي رزق هذه الدودة لن ينساني ولن ينسى عيالي ولن ينسى الناس جميعا، فيا له من رب كريم، وبكى الناس في المسجد وكنت اكثرهم بكاء لأنني مازلت افكر بذلك الرجل الذي ضحك عليه الشيطان.
مصائب الدنيا لا تنتهي وهي جزء من الاختبار، فعلينا ان نصبر ونحتسب وان نلجأ إلى ربنا عز وجل بالدعاء وندعو الله ان يفرج الكرب عن اخواننا المديونين في الكويت وفي كل مكان... اللهم آمين
وكيل المركز الثقافي الإسلامي