مواقف من الحياة

تصغير
تكبير
| عبدالرزاق العميري |
قرائي الاعزاء إليكم ثانية باقة أخرى من المقالات الاسبوعية اتحدث فيها عما يدور حولنا من المواقف اليومية، مواقف مشرفة تدخل على القلب السرور وأخرى محزنة... نرجو الا تتكرر في بلدنا الحبيب الكويت الذي نود لاهله أن يكونوا مثالا يحتذى به في كافة أرجاء المعمورة....
«مطبق شيم» قبل ايام قليلة ذهبت إلى سوق لشراء السمك، وهناك وجدت اصنافا متعددة من الاسماك المعروضة بشكل مشوق، سألت العامل الآسيوي عن اسعار السمك، عن سعر الزبيدي، والهامور والشعم، واخيرا عن سعر سمك الشيم، السمك اللذيذ الذي يقول عنه اهل الكويت الشيم اكل الحشيم، سمك لذيذ يستخدم غالبا لصنع المطبق، وهو عبارة عن ارز مطبوخ مع التوابل ومغطى بالبصل المعطر بالبهارات وحبوب الهيل، وعليه رشة من الدهن العداني... يا سلام.
سألت العامل بكم سعر الكيلو؟ قال: بدينارين ونصف الدينار، قلت له: حسنا زن لي اربعة كيلوات، ورأيته وهو يضع اربع سمكات كبيرة على الميزان، وكالعادة قلت له نظف السمك وسأعود لآخذه بعد قليل.
وبعد لحظات عدت اليه ثانية لآخذ سمك الشيم، سأولم لزملائي في العمل، يا سلام مطبق شيم على اربع صواني، على كل صينية شيمة مستلقية على فراش من الحشو المبهر والمدهون بالسمن العداني مع قليل من الدقوس والآجار والمعبوج، لقد جعت من الآن، متى يحين موعد الغداء؟
اتصلت بالمنزل لأتابع مع زوجتي مراحل اعداد الطبق اللذيذ، هل قمت بتتبيل السمك جيدا؟ اريدك ان تصنعي طبقا مميزا؟ اريد اربع صواني على كل صينية شيمة ممتلئة.
وجاءني الرد الصاعق من زوجتي حيث قالت لي: من اين لي بأربع سمكات؟ كل ما في الكيس ثلاث سمكات، ومن الحجم الصغير!
آه... اين سمكاتي الاربع؟ اين السمك الكبير؟
آه انه العامل الآسيوي، لقد نصب علي، لقد استبدل السمك الكبير بآخر صغير وقلص العدد من اربع إلى ثلاث، اين اجده؟ كيف يغشني؟ ألا يخاف؟ انه يعمل في شركة اسماك (...) في سوق السمك بالسالمية؟ هل ابلغ عنه؟ كم واحد مثلي غشه العامل ولم يكتشف السرقة او علم بها ولم يفعل شيئا؟ وهل السكوت على هذا الفعل من باب الستر محمود ام مذموم؟ لا يجب السكوت عن هذا.
تذكرت انه اعطاني رقم هاتفه فاتصلت به، لحظات ويحين موعد الغداء وسمكاتي الاربع، اصبحت ثلاث، آه لقد رد اخيرا صرخت بأعلى صوتي اين السمك؟ قال لي: باب هذا السمك الذي اخترته انت، قلت له: سأذهب إلى مخفر الشرطة، صدم الرجل وراح يقول: بابا تعال خذ فلوس، وذهبت اليه في اليوم التالي واخذت النقود واتصلت بأخيه واخبرته، اما الطعام فقد طبخته زوجتي العزيزة بامتياز والتهمه الزملاء عليهم بألف عافية.
الى متى نتعرض لجميع انواع النصب والاحتيال، في السوق وفي المستشفى وفي كل مكان، صرنا ملطشة لكل من هب ودب، هذا كفيله مسؤول كبير والثاني كفيلته؟ واحنا نقول دائما احنا احسن من غيرنا... الى متى؟
وكيل المركز الثقافي الإسلامي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي