خواطر حول محنة غزة


| د. مجدي محمد حسن فتح الباب * |
حينما أخذت غزة على حين غرة، أمسكت عن الكلام المباح، فالاكتفاء بالكلام لن يحل الأزمة، وقد ملَّ الناس من الكلام والتصريحات والشجب والرفض والاستنكار هذه الأمور التي تؤكد أن الأمة في قمة ضعفها.
لكن لابد لنا من وقفة جادة مع النفس، ومن ثم يكون لنا دور ايجابي لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وما لا يدرك كله لا يترك جله، لكن ياترى هل هناك واجب يمكننا القيام به تجاه غزة في مأساتها.
أولاً: يجب أن تكون هذه الأزمة في بؤرة تفكير المسلمين، اننا في حاجة الى الفكر الجماعي لا الى الفكر التوحدي، لا أريد من المسلم أن يسجن في مشاكله الشخصية ويحصر اهتمامه في أهدافه وأموره الشخصية فحسب بل يهتم وينشغل لأمر الأمة يفرح بما يصيبها من خير، ويحزن لما يصيبها من سوء والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم». إذا لن يتحقق كمال الإسلام للمسلم إلا بهذه الصفة، الاهتمام لأمر المسلمين.
لا نريد الاهتمام فحسب بل الاحساس بألم الأزمة ومرارتها واستشعار فداحة الجريمة، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثالاً لحال الأمة في تماسكها فقال: مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، مثل بليغ ولكن أين نحن منه؟
في ظلال المأساة: تعلمنا أن الجهاد يتعين على المسلمين اذا داهم العدو أرضهم، غير أننا تعلمنا ايضاً ان من شروط الجهاد اعلان الحاكم واذن الحاكم درءاً للفتن التي تعصف بالمجتمعات فإذا لم يتيسر الآن الجهاد بالنفس، فإن يتعين على أهل البقعة المباركة التي داهمها العدو أن يجاهدوا، ويبقى على الأمة ان تتعلم استحضار النية وتجديد النية للجهاد في سبيل الله، حتى يظل هذا الاحساس والشعور حيا يقظا في قلوب المؤمنين ولا نتركه حتى يذبل ويموت، لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق».
ما هو العمل المتاح؟
إن العمل المتاح للمسلمين الآن هو الجهاد بالمال وهو شق الجهاد في سبيل الله قال تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) فيجب على المسلمين التبرع بما هو متاح من المال ولو كان قليلاً، ما الفائدة المرجوة من الجهاد بالمال ان الهدف المرجو من ذلك هو أن يحيا المسلمون همّ الأمة، ويوقظ الاحساس بأمته حتى لا يموت هذا الاحساس، ويستشعر المسؤولية تجاه أمته نريد لهذا العرق أن ينبض في جسد الأمة. حتى يتوقد هذا الاحساس ويستمر الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
ماذا بعد:
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم آلام الجهاد ومرارته لذلك كان ينهى الأمة عن تمني الحرب، ويُعلّم المسلمين أن يسألوا الله العافية وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف». لابد أن نشعر بنعمة العافية والأمان ونحس بما يقع بالمسلمين في غزة من آلام وآهات واشلاء ودماء، فنحمد الله على العافية ونلح في الدعاء لاخواننا ان يفرج الله كربهم.
* إمام وخطيب وباحث شرعي
حينما أخذت غزة على حين غرة، أمسكت عن الكلام المباح، فالاكتفاء بالكلام لن يحل الأزمة، وقد ملَّ الناس من الكلام والتصريحات والشجب والرفض والاستنكار هذه الأمور التي تؤكد أن الأمة في قمة ضعفها.
لكن لابد لنا من وقفة جادة مع النفس، ومن ثم يكون لنا دور ايجابي لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وما لا يدرك كله لا يترك جله، لكن ياترى هل هناك واجب يمكننا القيام به تجاه غزة في مأساتها.
أولاً: يجب أن تكون هذه الأزمة في بؤرة تفكير المسلمين، اننا في حاجة الى الفكر الجماعي لا الى الفكر التوحدي، لا أريد من المسلم أن يسجن في مشاكله الشخصية ويحصر اهتمامه في أهدافه وأموره الشخصية فحسب بل يهتم وينشغل لأمر الأمة يفرح بما يصيبها من خير، ويحزن لما يصيبها من سوء والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم». إذا لن يتحقق كمال الإسلام للمسلم إلا بهذه الصفة، الاهتمام لأمر المسلمين.
لا نريد الاهتمام فحسب بل الاحساس بألم الأزمة ومرارتها واستشعار فداحة الجريمة، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثالاً لحال الأمة في تماسكها فقال: مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، مثل بليغ ولكن أين نحن منه؟
في ظلال المأساة: تعلمنا أن الجهاد يتعين على المسلمين اذا داهم العدو أرضهم، غير أننا تعلمنا ايضاً ان من شروط الجهاد اعلان الحاكم واذن الحاكم درءاً للفتن التي تعصف بالمجتمعات فإذا لم يتيسر الآن الجهاد بالنفس، فإن يتعين على أهل البقعة المباركة التي داهمها العدو أن يجاهدوا، ويبقى على الأمة ان تتعلم استحضار النية وتجديد النية للجهاد في سبيل الله، حتى يظل هذا الاحساس والشعور حيا يقظا في قلوب المؤمنين ولا نتركه حتى يذبل ويموت، لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق».
ما هو العمل المتاح؟
إن العمل المتاح للمسلمين الآن هو الجهاد بالمال وهو شق الجهاد في سبيل الله قال تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) فيجب على المسلمين التبرع بما هو متاح من المال ولو كان قليلاً، ما الفائدة المرجوة من الجهاد بالمال ان الهدف المرجو من ذلك هو أن يحيا المسلمون همّ الأمة، ويوقظ الاحساس بأمته حتى لا يموت هذا الاحساس، ويستشعر المسؤولية تجاه أمته نريد لهذا العرق أن ينبض في جسد الأمة. حتى يتوقد هذا الاحساس ويستمر الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
ماذا بعد:
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم آلام الجهاد ومرارته لذلك كان ينهى الأمة عن تمني الحرب، ويُعلّم المسلمين أن يسألوا الله العافية وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف». لابد أن نشعر بنعمة العافية والأمان ونحس بما يقع بالمسلمين في غزة من آلام وآهات واشلاء ودماء، فنحمد الله على العافية ونلح في الدعاء لاخواننا ان يفرج الله كربهم.
* إمام وخطيب وباحث شرعي