عساك الجنة

تصغير
تكبير
| بقلم: عبدالحميد جاسم البلالي |
هذه هي العبارة التي كانت تتردد على لسان الأخ الحبيب حمد مزعل (بومهنا) رحمه الله كلما التقاه أخ وسلم عليه قال له: عساك الجنة، حتى عرف بها.
هنيئاً لك يا أبا مهنا هذه المحبة الغامرة التي امتلأت بها قلوب أحببتهم فأحبوك.
هنيئاً لك هذه الجموع التي توافدت لوداعك في مقبرة الصليبخات يكفيك يا أبا مهنا ترحم القاصي والداني عليك وبكاء العشرات عليك... فلم يملك الكثير من الاخوة كفكفة الدموع عندما رأوا جنازتك تمر من أمامهم... كيف لا.... ولم يشاهدوا منك إلا الابتسامة العريضة التي ما كنت تجيدها، لأنك أدركت أنها هي لغة المحبة ورسالتها الكبرى... امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) فلا أتذكر أبداً أي صورة من صور وجهك دون ابتسامة... حتى غدوت رمزاً لها.
هكذا هو الموت كلما غفلنا، ولهونا، ونسينا، غار علينا، فاختطف واحدا منا، فنتذكر، ونبكي، ونحزن، وننتبه ثم نغفل، وننسى، فيغير ثانية فيخطف واحدا منا، حتى يأتي الدور علينا...
كم هو قاس فراق الأحبة، وخاصة اذا كان هذا الفراق لا عودة بعده، وكم نلقى من البلاد فتتحجر مآقينا ولكنها تنهمر بالدموع ساعة الفراق.
ولقد لقيت الحادثات فما جرى
دمعي كما أجراه يوم فراق
ولا نملك أن نقول إلا كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم عند فراق ولده ابراهيم: (إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا) وإنا لفراقك يا بومهنا لمحزونون.
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي