يصل عددهم إلى 700 ألف نسمة ويمثلون 5 في المئة من إجمالي السكان

المسلمون في كمبوديا يعيشون تحت خط الفقر وعلى الراغبين في الخير أن يسارعوا لمساعدتهم

تصغير
تكبير
| كتب المنذر الحساوي |
تشرفت أن أكون ضمن وفد من جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية لزيارة كمبوديا في أغسطس 2008، رافقت فيها كلا من الأخ محمد المسعود وعبدالعزيز المسعود. ومن عادتي قبل السفر ان اقرأ اهم الأمور والمعلومات المتعلقة بالدولة التي سأتجه اليها خصوصاً فيما يتعلق بتاريخها وثقافاتها وتركيبة سكانها واقتصادها سواء كان السفر لعمل أو سياحة.
ولقد علمت من خلال تصفحي لمواقع الإنترنت، أن من أهم الفترات التاريخية التي مرت على كمبوديا هي فترة حكم الخمير الحمر التي بدأت عام 1975، وهو الحزب الشيوعي الذي عاث في كمبوديا فساداً، فأهلك الحرث والنسل، فهو المسؤول عن قتل أكثر من ثلاثة ملايين مواطن كمبودي عن طريق الإعدام والتعذيب، فلم يبق شخص متعلم في الدولة الا وقتله، بل قيل انه لو وجد في ذلك الوقت رجل يرتدي نظارة طبية فإن مصيره حتماً سيكون القتل، فهذه النظارة توحي بأنه انسان متعلم. وقد ألزم زعيم الخمير الحمر آنذاك بول بوت بقية الشعب الكمبودي على الانخراط في الأعمال الدونية والشاقة. الا ان حكمه وجبروته لم يصمد طويلاً اذ بدأ جيشه يضعف شيئاً فشيئاً على يد القوات الفيتنامية عندما غزت كمبوديا بدعم من الاتحاد السوفياتي عام 1978. وظلت الحروب دائرة الى ان جاء عام 1991 الذي وقعت فيه جميع الفصائل السياسية الكمبودية على معاهدة سلام وقررت اجراء انتخابات عامة في العام الذي يليه، ولعل الأوضاع لم تعد الى طبيعتها كاملة الا عام 1998 عندما توفي زعيم الخمير الحمر بول بوت واعتذر باقي زعماء الخمير الحمر عن أفعالهم المشينة والابادة الجماعية التي ارتكبوها في فترة السبعينات.

المسلمون في كمبوديا
من المهم معرفة أن المسلمين الكمبوديين كانوا الأكثر تأثراً بفترة حكم الخمير الحمر، اذ قتل منهم مئات الآلاف، وبالأخص الشخصيات الدينية التي لم يبق على قيد الحياة منها الا 20 شخصية من أصل 113، وهدمت معظم مساجدهم وحولت البقية الى حظائر للخنازير، وأرغموا على الزواج من غير المسلمين، وأجبر شباب المسلمين على المكوث في معسكرات وثنية لتضعف عقيدتهم، وأجبروا على أكل لحم الخنزير وحرم عليهم الاحتفال بأعيادهم، وأجبر عدد منهم على الهجرة الى الدول المجاورة.
وأما الآن وبعد نهاية الحرب فإن المسلمين بحمد الله عز وجل يعيشون في حرية دينية مناسبة، ويبلغ عددهم 700 ألف فقط حسب تقارير وزارة الخارجية الأميركية، يمثلون نحو 5 في المئة من اجمالي عدد السكان البالغ 14 مليون نسمة، حيث ان الديانة البوذية تعد هي الأكثر انتشاراً في كمبوديا بنسبة تتجاوز الـ 85 في المئة. ويتوزع المسلمون على 14 ولاية الا انهم يتمركزون في اقليم (قرى تشيانغ) و(فري تشامبيا) و(كامبوت)، وفي العاصمة بنوم بنه.
جنة ولكن...
لم تكذب التقارير التي تناولت الحالة الاقتصادية والفقر في دولة كمبوديا، فبمجرد خروجك من المطار فإنه سوف تتضح لك هذه الحقيقة، حيث سترى على مد بصرك (باستثناء المدن الرئيسية) أن المساكن عبارة عن بيوت خشبية وأكواخ من حصير، ومعظم الطرقات لا تزال طينية غير معبدة، ووسائل الانتقال في الأغلب هي الدراجات الهوائية والنارية، ناهيك عن انتشار التسول، وكثرة المشردين الذين ينامون على الطرقات، وافتقار النظافة حيث تنبعث روائح المجاري في الطرقات، وتتواجد الفئران والجرذان في كل مكان.
ولكنك سوف تنسى كل هذا اذا نظرت الى طبيعة وشعب الدولة، حيث ستأسرك طبيعة كمبوديا الخلابة بجمالها، فلا تكاد تقع عينك خارج المدينة على بقعة إلا وتجد صورة من صور جمال الطبيعة، إما شلالات تتدفق أو انهار تجري أو اشجار باسقة أو مزارع أرز على مد البصر او جبال تناطح السحاب أو غابات تتلون بدرجات اللون الأخضر، أو أمطار تتساقط على مدار اليوم في صورة فنية جميلة يبرزها ذلك الجو الاستوائي الخلاب لتلك الدولة. وأما الثمرات الاستوائية التي تنبت فيها فلك أن تعدد منها ما شئت، الا انه سيشق عليك أن تحصر أسماءها، فضلاً عن أن تتذكر مذاقاتها. كما ان الشعب الكمبودي يمتاز بأخلاق عالية، ورقي في التعامل ويغلب عليه - كبقية دول جنوب شرق آسيا - صفتا الحياء والخجل اللذان يؤكدان بساطة تلك الشعوب. وأيضاً فإن هذا الشعب يمتاز بهمة ونشاط عاليين يكاد يضرب بهما المثل، وقد استغربنا عندما رأينا ان الحركة والحياة تدبان في الدولة منذ الصباح الباكر وقبل شروق الشمس بنصف ساعة تقريباً.
سياحة الفساد
أكثر ما يزعج المسافر الى كمبوديا هو اكتظاظ السياح الغربيين فيها، فهؤلاء الغرب للأسف أفسدوا ذلك البلد الجميل بشهواتهم، فالكثير منهم قدموا الى تلك الدولة بهدف ممارسة الدعارة والشذوذ، ومعاقرة الخمور وتعاطي المخدرات التي تنتشر هناك انتشاراً كبيراً. والسبب الذي يجعلهم يقصدون كمبوديا دون غيرها هو تيسير ممارسة الدعارة مع الاطفال والقصر، الأمر الذي يصعب أن يجدوه في بلدانهم. ولقد قامت الحكومة الكمبودية مشكورة بشن حملة على ممارسي تلك الأفعال الشاذة المشينة، ولذلك فإنه بمجرد دخولك كمبوديا ستجد لافتات واعلانات تحذيرية في كل مكان، تجرم ممارسة الدعارة مع الاطفال، حيث يعاقب بالحبس لمدة 20 سنة من يضبط مع فتاة أو شاب قاصر، واعلنت الحكومة انها قامت بسجن 2000 شخص حتى الآن.
هذه فئة من الغرب، وأما الفئة الأخرى فهم الذين يزورون كمبوديا لأهداف تنصيرية (أو تبشيرية كما يسمونها)، وينفقون الأموال الطائلة من أجل ذلك. وبما أن عقيدتهم خاوية وحجتهم ضعيفة فإنهم يعمدون الى استغلال الفقر المادي لدى الشعب الكمبودي، فيقدمون المساعدات المالية والمعونات الغذائية والخدمات العلاجية بهدف كسب قلوب الكمبوديين وتحبيب النصرانية اليهم. ولقد دخلنا بعض القرى الفقيرة النائية فتعجبنا من حجم وامكانات المستشفيات الصليبية التي اقيمت فيها.
وحتى أكون منصفاً، فإن هناك فئة ثالثة من الغرب يزورون كمبوديا لأهداف سياحية، خصوصاً مدينة سيام رياب، حيث تنتشر فيها المناظر الطبيعية الخلابة والآثار التاريخية والمعابد البوذية وبالأخص معبد أنغكور وات الذي صنف واحدا من أهم المعالم السياحية في العالم، وقد يقصد البعض زيارة كمبوديا لأجله. وأخيراً فإن البعض يزورها لأهداف تجارية، فكمبوديا أرض خصبة للاستثمار بدأت تستقطب أنظار دول العالم حديثاً.
العلم الكويتي
تزامن أثناء وجودنا في كمبوديا، زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح، فكان منظراً جميلاً أن تزينت الشوارع الرئيسية في العاصمة بنوم بنه بالعلم الكويتي الى جانب الكمبودي. ولذلك لم نجد صعوبة في تعريف الكمبوديين بـ (ما هي الكويت)؟
ولقد كان لزيارة سموه نتائج ايجابية كثيرة، فبالاضافة الى أهداف الزيارة الأساسية التي تمثلت في تقوية وتنمية التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، فإن ما تم بذله في خدمة القضية الاسلامية امر يثلج الصدور، إذ قدم سموه مأجوراً مبلغ 5 ملايين دولار أميركي، لينفق على ترميم وتجديد أحد مساجد العاصمة، وبناء مركز اسلامي متكامل بالقرب من المسجد على مساحة 5 أفدنة، وبناء عدد من المدارس والمساجد في الشمال الشرقي لكمبوديا. وحتى فيما يتعلق بالأهداف الاقتصادية لزيارته فإنها لم تخل من جانب إنساني وديني، اذ أوصى سموه أن يكون العاملون في مزارع الأرز وانتاج المحاصيل الزراعية - التي قررت الكويت أن تستأجرها - أوصى أن يكون العاملون فيها من المسلمين الكمبوديين.
فقر شديد
يعيش معظم المسلمين في كمبوديا تحت خط الفقر، وقد صادف الوقت الذي زرنا فيه ولاية كوه كونغ في غرب البلاد، مع فترة المجاعة لديهم، حيث ان هذه الولاية الساحلية وغيرها من الولايات الساحلية في كمبوديا التي تمتد على طول 443 كم، تعتمد اعتماداً أساسياً على الصيد البحري كمصدر للعيش، ولا شك أن هذا الصيد يتأثر في مواسم الأمطار وبالأخص من شهر يونيو الى شهر أكتوبر اذ تبلغ كمية الأمطار وفتراتها أعلى مستوياتها فيستحيل الخروج للصيد، وبالتالي تزيد الحاجة ويزيد الفقر والمجاعات. ولقد جاءنا أحد الاخوة ذات يوم وأخبرنا ان احدى القرى المسلمة المجاورة أصابتها مجاعة شديدة حتى انهم لم يعد يجدوا ما يسد رمقهم وجوعهم لنهاية اليوم، فساعدهم الاخوة جزاهم الله خيراً بمئة كيلو من الارز. وبعدها بيوم أعلن القائمون على مركز الايتام في تلك المنطقة عن عزمهم تقديم الاغاثات الغذائية لجميع الأسر الفقيرة المسلمة في القرى المجاورة، فاحتشد عدد كبير منهم، يمثلون حوالي 400 أسرة، لتسلم أطنان من الارز التي تم توزيعها بدعم من أهل الخير في الكويت.
ومن صور الفقر تلك البيوت الخشبية (الأكواخ) التي يقطنها المسلمون هناك، وقد يعيش أكثر من عائلة في بيت واحد، وليس مستغرباً أن ترى أن العديد من البيوت قد سقطت أجزاء منها بفعل الأمطار والرياح، كما أن أطفالهم يمشون عراة في الشوارع، فهذه هي الوسيلة الأفضل لتوفير شراء حفاضات الأطفال. ومع أن نسبة التعليم آخذة بالازدياد، الا انه لايزال الاطفال ينخرطون في أعمال الزراعة والاشغال اليدوية بعد انتهاء يومهم الدراسي من أجل توفير لقمة العيش. ولكن الأمر الغريب هو انهم مع هذا الفقر الا انهم يتخلقون بصفات السخاء والجود والكرم.
أبواب الخير
طوال فترة بقائنا هناك رأينا أن الوجبة الوحيدة التي يأكلها الأيتام وعامة أهل القرى في غدائهم وعشائهم هي الارز الابيض فقط، ومن دون اي ادام بسبب الفقر. ولقد رأيت والله بعيني كيف ان الفرحة والبهجة علت وجوه الأيتام في آخر يوم لزيارتنا عندما تم ذبح بقرة وعدد من الدواجن، فاحتقرت معيشتنا وكيف أن الانسان يبدد الدنانير على الكماليات والمظاهر، وان والله مبلغ دينار واحد يفعل الكثير في تلك الدولة. فعلى سبيل المثال: تستطيع في كمبوديا ان تبني مسجداً بمبلغ 5 آلاف دينار كويتي، وأن تحفر بئراً بـ 250 دينارا، وتبني مركزاً اسلامياً بـ 15 الفا دينار، وتقدم مساعدات غذائية لعدد 3 آلاف شخص لمدة اسبوع بألف دينار، وتشتري مزرعة وتوقفها بألف دينار. وغيرها من ابواب الخير الكثيرة، الثقيلة الثواب والخفيفة الكلفة.
تكونت لدى قناعة أن أفضل مشروع خيري يمكن أن يتصدق به الإنسان هو بناء المراكز الاسلامية، فهذه المراكز قد جمعت الخير كله، فأغلب هذه المراكز تحتوي على مسجد وسكن أيتام وفصول دراسية وورش عمل وبئر ماء ومكتبة ومكاتب ادارة وأحياناً مستوصف، وملاعب ترفيهية. كما انه تنفذ فيها أغلب المشاريع الخيرية مثل الدورات الشرعية والدروس والمحاضرات ومشاريع افطار الصائم وذبح الأضاحي وكسوة العيد وغيرها، علما بأن تكلفة بناء مثل هذه المراكز تتراوح ما بين 15 الف الى مئة الف دينار كويتي، فما أجل أن يجمع الانسان في صدقته الخير كله.
بعد أن قمنا بتجهيز مستوصف مركز الأيتام بتجهيزات متواضعة، بدأنا باستقبال الحالات المرضية من داخل المركز. وقمنا بتخصيص يوم لعلاج جميع المرضى المحتاجين من أهالي القرى المجاورة، ولم يكن متوقعا ان يبلغ عدد المرضى ما بلغ، اذ نفدت جميع الادوية خلال ساعات قليلة، فتمت اعادة تزويد المستوصف بالمزيد من الادوية والتي نفدت هي الأخرى. وهنا قرر الاخوة ان يقتصر العلاج على الايتام من داخل المركز. وان نكتفي بالتوعية الصحية لباقي أهل القرية عبر اقامة محاضرات حول طرق الوقاية من الامراض. اذ ان الامكانات المادية من الصعب ان توفي بجميع الاحتياجات.
وهذه هي النقطة التي استغلها الغرب، اذ ان الوفرة المالية لديهم جعلتهم يسيطرون على مجال المساعدات الطبية في أغلب الدول الفقيرة في العالم.
ذكريات مع الأيتام
أجمل اللحظات في رحلتنا كانت تلك التي قضيناها مع الايتام، فالجلوس معهم حقيقة يرقق القلب ويذرف الدموع ويزيل القسوة ويزهد النفس بالدنيا، ولذلك لا عجب أن أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين). ولقد أعجبت كثيراً بأخلاق أولئك الأيتام وتعاملهم الراقي واحترامهم للضيف، وشغفهم بالعلم، وحبهم للاطلاع.
وإن من أكثر الأمور التي أثلجت صدري هو ملكة حفظ القرآن الكريم عند الأيتام، فعندما قمنا بالاعلان عن مسابقة لحفظ سورة الملك، تزاحم الايتام في لحظتها عند المسجد لحفظ السورة، وعلى الرغم من ان قيمة الجائزة كانت تعادل 26 ديناراً كويتياً فقط للفائز الأول، الا انها كانت كفيلة بأن تجعلهم يعكفون على المصاحف منذ الصباح الباكر وحتى المساء، فأتم بحمد الله عز وجل جميع الأيتام في المركز - وكان عددهم يتجاوز الستين - حفظ سورة الملك خلال 3 أيام وبعضهم خلال يوم واحد فقط، مع انهم لا يجيدون اللغة العربية.
وأخيراً، أظن من أكثر الأمور التي استمتع بها الايتام اثناء زيارتنا لهم، هي الألعاب الشعبية الكويتية، التي نقلناها لهم ولعبناها معهم، وأظنهم ما زالوا يمارسونها حتى الآن، وعلى هذا فإني اقترح أن تسجل هذه الألعاب كبراءة اختراع للشعب الكويتي.
كلمة شكر وتقدير لابد أن اتوجه للحكومة الكمبودية على دعمها المتواصل للمسلمين هناك، واتاحتها المجال لجميع الأعمال الخيرية والانسانية دون أي عقبات، وأشهد ان المسؤولين في الحكومة الكمبودية قد رحبوا بنا كثيراً عندما التقينا بهم في أحد مراكز الأيتام وأكدوا لنا دعمهم لجميع أنشطتنا الخيرية الاسلامية. ولذلك لم يكن مستغرباً أن دأبت الحكومة على استقبال وفود الجمعيات الخيرية في قاعة التشريفات بالمطار، وأن يأتي ممثل عن الدولة ليفتتح الدورات الشرعية التي تقام هناك، وآخر لتكريم خريجي تلك الدورات.
ومن هذا الباب، فإني أؤكد لكل الراغبين في العمل الخيري في كمبوديا أنه مادام الانسان يعمل ظاهراً وجميع أوراقه مكشوفة أمام الحكومة والمسؤولين فإنه سيلقى كل الدعم والتأييد منها.
شكراً لإحياء التراث
جهود جمعية إحياء التراث الإسلامي في كمبوديا جبارة، ومهما كتبت ووصفت فلن أوفي ما رأيت، فيكفي ان نعلم انها قامت بتشييد 9 مراكز اسلامية متكاملة، وبناء أكثر من 40 مسجداً، وحفر مئات الآبار، وتنفيذ المئات من المشاريع الخيرية مثل افطار الصائم وكسوة العيد وكفالة الايتام وتفريغ الدعاة وبناء المستوصفات وطباعة المصاحف والدورات العلمية والاغاثات العاجلة وغيرها.
كما ساهمت في نشر العقيدة الصحيحة السليمة الخالية من الشوائب والبدع، حتى ان الدعوة للرجوع الى الكتاب والسنة اصبحت تسمى لدى المسلمين في كمبوديا بـ (الدعوة الكويتية).
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي