الأجوبة المفيدة عن أسئلة العقيدة
زاوية نعرض من خلالها لكل ما يعن لقراء «الراي» الأعزاء من أسئلة تتعلق بالعقيدة الاسلامية، وتحتاج الى توضيح وبيان، يجيب عنها الأستاذ الدكتور وليد محمد عبدالله العلي، امام وخطيب المسجد الكبير، واستاذ العقيدة بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية جامعة الكويت.
وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة
(w-alali@hotmail.com) أو فاكس رقم: (4815921)
دلالة مناسك الحج على أركان الإسلام
إن الله عز وجل جمع في مناسك الحج: أركان الإسلام: الشهادتين، والصلاة، والزكاة، والصوم.
فجمع الله عز وجل في مناسك الحج الشهادتين: الشهادة له بالتوحيد، والشهادة لنبيه صلى الله عليه وسلم بالارسال للعبيد.
فأما الشهادة لله عز وجل بالتوحيد: فإن الحاج إنما يُهل بالتلبية، وهي قوله: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، فهذه التلبية متضمنة لإفراد الله عز وجل بالتوحيد، وتنزيهه عن الشرك والتنديد، كما أخرج مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما في حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء: عملنا به، فأهل بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
فإهلال الحاج بالتوحيد: فيه تجديد للعهد والوعد الذين بينه وبين الله عز وجل، فالحاج يُعاهد الله عز وجل على تحقيق التوحيد الذي أدخله في دين الإسلام، فعصم بسبب هذا التوحيد أن يُنتهك دمه وعرضه وماله بالعدوان والآثام.
فتلبية الحاج بالتوحيد فيها عهد بأن يلزم عبودية الله عز وجل وأن يتقرب اليه بالطاعة بعد الطاعة، وفيها وعد بأن يبرأ من كل ما يُناقض التوحيد من الشرك والبدع والمعاصي التي سببها التفريط والاضاعة.
فهذا عهد ووعد بين الحاج وبين الله عز وجل على أن يوحده وأن يُخلص له الدين، وأن ينتهي عما نهاه عنه وأن يأتي - ما استطاع - ما أمره به وأن يكون من المسلمين.
فإن نقض الحاج هذا العهد، وأخلف بعد حجه هذا الوعد: فإنه يبادر إلى التوبة والاستغفار، ويندم على هذا النقض والخلف ويقلع عن كل ما يناقض التوحيد ويعزم على عدم الاصرار.
فيخفض الحاج بين يدي الله عز وجل جناح الذل مع غاية الخضوع والانكسار، وتلهج أعضاؤه كلها - جنانه ولسانه وأركانه - حياء بسيد الاستغفار، ففي صحيح البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
قال: ومن قالها من النهار موقناً بها، فمات من يومه قبل أن يُمسي: فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح: فهو من أهل الجنة).
فهذه دلالة مناسك الحج على الشهادة لله عز وجل بالتوحيد، وأما دلالتها على الشهادة لنبيه صلى الله عليه وسلم بالارسال للعبيد: فيتجلى في كون عمود الحج المتين، وأسه الأعظم الركين، مؤسس على متابعة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه صلى الله عليه وسلم بمقتضى (شهادة أن محمداً رسول الله)، كما أخرج مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر ويقول: لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه). وفي لفظ: (عني مناسككم).
فهذه الوصية النبوية الشريفة: هي مقتضى (شهادة أن محمداً رسول الله)، ففيها دلالة مناسك الحج على هذه الشهادة، التي هي حق من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم، فحقه: أن يصدق فيما أخبر، وأن يُطاع فيما أمر، وأن ينتهى عما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله عز وجل إلا بما شرع وقرر.
فبنيان حقوق النبي صلى الله عليه وسلم مؤسس على أربعة أركان، من أخل بواحد منها فقد أخل بهذا البنيان.
لذا يظهر حرص الصحابة رضي الله عنهم على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أركان الإسلام، ومن أمثلة هذا رغبتهم في أخذهم عنه جميع مناسك حجهم الى بيت الله الحرام، ففي صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: (أهل النبي صلى الله عليه وسلم بالحج وأهللنا به معه، فلما قدمنا مكة قال: من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم هدي، فقدم علينا علي بن أبي طالب من اليمن حاجاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بم أهللت، فإن معنا أهلك؟ قال: أهللت بما أهل به النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فأمسك، فإن معنا هدياً).
فهذه دلالة مناسك الحج على الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وأن الواجب على المسلم الذي يرجو الله عز وجل والدار الآخرة أن يستحضر هذه المعاني المستحسنة، وهي وجوب متابعة وفرضية محبة هذه الأسوة الحسنة، كما قال الله عز وجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).
فنسأل الله ذا الجلال والإكرام: أن يبلغنا بمنه حج بيته الحرام، وأن يجعل قصده طُهرة من الذنوب والآثام.
وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة
(w-alali@hotmail.com) أو فاكس رقم: (4815921)
دلالة مناسك الحج على أركان الإسلام
إن الله عز وجل جمع في مناسك الحج: أركان الإسلام: الشهادتين، والصلاة، والزكاة، والصوم.
فجمع الله عز وجل في مناسك الحج الشهادتين: الشهادة له بالتوحيد، والشهادة لنبيه صلى الله عليه وسلم بالارسال للعبيد.
فأما الشهادة لله عز وجل بالتوحيد: فإن الحاج إنما يُهل بالتلبية، وهي قوله: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، فهذه التلبية متضمنة لإفراد الله عز وجل بالتوحيد، وتنزيهه عن الشرك والتنديد، كما أخرج مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما في حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء: عملنا به، فأهل بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
فإهلال الحاج بالتوحيد: فيه تجديد للعهد والوعد الذين بينه وبين الله عز وجل، فالحاج يُعاهد الله عز وجل على تحقيق التوحيد الذي أدخله في دين الإسلام، فعصم بسبب هذا التوحيد أن يُنتهك دمه وعرضه وماله بالعدوان والآثام.
فتلبية الحاج بالتوحيد فيها عهد بأن يلزم عبودية الله عز وجل وأن يتقرب اليه بالطاعة بعد الطاعة، وفيها وعد بأن يبرأ من كل ما يُناقض التوحيد من الشرك والبدع والمعاصي التي سببها التفريط والاضاعة.
فهذا عهد ووعد بين الحاج وبين الله عز وجل على أن يوحده وأن يُخلص له الدين، وأن ينتهي عما نهاه عنه وأن يأتي - ما استطاع - ما أمره به وأن يكون من المسلمين.
فإن نقض الحاج هذا العهد، وأخلف بعد حجه هذا الوعد: فإنه يبادر إلى التوبة والاستغفار، ويندم على هذا النقض والخلف ويقلع عن كل ما يناقض التوحيد ويعزم على عدم الاصرار.
فيخفض الحاج بين يدي الله عز وجل جناح الذل مع غاية الخضوع والانكسار، وتلهج أعضاؤه كلها - جنانه ولسانه وأركانه - حياء بسيد الاستغفار، ففي صحيح البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
قال: ومن قالها من النهار موقناً بها، فمات من يومه قبل أن يُمسي: فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح: فهو من أهل الجنة).
فهذه دلالة مناسك الحج على الشهادة لله عز وجل بالتوحيد، وأما دلالتها على الشهادة لنبيه صلى الله عليه وسلم بالارسال للعبيد: فيتجلى في كون عمود الحج المتين، وأسه الأعظم الركين، مؤسس على متابعة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه صلى الله عليه وسلم بمقتضى (شهادة أن محمداً رسول الله)، كما أخرج مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر ويقول: لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه). وفي لفظ: (عني مناسككم).
فهذه الوصية النبوية الشريفة: هي مقتضى (شهادة أن محمداً رسول الله)، ففيها دلالة مناسك الحج على هذه الشهادة، التي هي حق من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم، فحقه: أن يصدق فيما أخبر، وأن يُطاع فيما أمر، وأن ينتهى عما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله عز وجل إلا بما شرع وقرر.
فبنيان حقوق النبي صلى الله عليه وسلم مؤسس على أربعة أركان، من أخل بواحد منها فقد أخل بهذا البنيان.
لذا يظهر حرص الصحابة رضي الله عنهم على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أركان الإسلام، ومن أمثلة هذا رغبتهم في أخذهم عنه جميع مناسك حجهم الى بيت الله الحرام، ففي صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: (أهل النبي صلى الله عليه وسلم بالحج وأهللنا به معه، فلما قدمنا مكة قال: من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم هدي، فقدم علينا علي بن أبي طالب من اليمن حاجاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بم أهللت، فإن معنا أهلك؟ قال: أهللت بما أهل به النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فأمسك، فإن معنا هدياً).
فهذه دلالة مناسك الحج على الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وأن الواجب على المسلم الذي يرجو الله عز وجل والدار الآخرة أن يستحضر هذه المعاني المستحسنة، وهي وجوب متابعة وفرضية محبة هذه الأسوة الحسنة، كما قال الله عز وجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).
فنسأل الله ذا الجلال والإكرام: أن يبلغنا بمنه حج بيته الحرام، وأن يجعل قصده طُهرة من الذنوب والآثام.