مواقف من الحياة


| عبدالرزاق العميري |
قرائي الأعزاء أعود إليكم ثانية بباقة اخرى من المقالات الأسبوعية أتحدث فيها عن ما يدور حولنا من المواقف اليومية، مواقف مشرفة تدخل على القلب السرور وأخرى محزنة... نرجو ألا تتكرر في بلدنا الحبيب الكويت الذي نود لأهله ان يكونوا مثالاً يحتذى به في كافة ارجاء المعمورة... 1 - عجيب للبخيل...! قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذي اياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، وعجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة ويكون غداً جيفة، وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله، وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموتى، وعجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه يتعجب من أمور كثيرة منها تلك الأمور الستة. سنتحدث هنا عن الأمر الأول. وهو البخلاء. نعم أغرب خلق الله. يحدثني احد الاصدقاء الثقات عن قريبه الذي اتصف بهذه الصفة الذميمة وهو البخل يقول: لي قريب دائماً يصيح بالفقر. بدأ حياته حافي منتف كما يقول الناس. وبدأ بجمع المال... يمسكه عن نفسه وعن أولاده... طعام الفطور. صنف واحد فقط وإذا زاد عن ذلك. يصاب ذلك البخيل بأزمة قلبية مصطنعة،. وربما يكون الفنان محمد المنصور قد استمد شخصية بو هباش من هذا الرجل.
يجلس في الديوانية ليس من أجل عيون الحاضرين بل من أجل طعام العشاء الذي يريد ان يوفره على نفسه ليزيد بذلك رصيده الذي أقسم في البداية ان يجعله ألف دينار وبعد الألف اقسم بأن يكرس حياته لجمع الأموال بعد ان ألقى الله في قلبه حب جمع المال... فتراه يحسب الدينار تلو الدينار.
يقول صديقي قلت له ذات مرة: هل تخرج زكاة مالك؟
فامتقع وجهه وكاد يسقط على الأرض من تلك الصدمة... يا الله ما هذه الحالة... لقد خفت ان أتسبب في موته وتركت الأمر وأقسمت بالا أسأله مرة ثانية... طبعاً... كان البخيل يتصنع هذا الدور المتقن... إنه لا يريد شراء جهاز فحص السكر لوالدته الطاعنة في السن... لسبب بسيط وهو غلاء ثمنه... يا الله... ما هذا البخل؟؟
ابنه اراد ان يولم لزملائه في العمل فدخل عليهم وهو يحمل كيس ساندويشات لم يكلفه دينارين، وكان زملاؤه في العمل يقدمون اطايب الطعام مما لذ وطاب طبعاً شايفين خير... نظر اليه زملاؤه نظرة تجعل الرجل يستحي من نفسه... لبقية عمره.
هذا الرجل وأمثاله يودون الاستمتاع بمالهم ولكن الله يبعدهم عن الاستمتاع به حتى يحين أجلهم... ويدخل عليهم ملك الموت هنا ينتبه أمثال هؤلاء إلى الأموال الطائلة التي جمعوها طيلة سنوات عمرهم فيقولون لملك الموت نريد ان نستمتع بأموالنا... فيقول كلا لا رجعة ستتركون أموالكم لغيركم انما كنتم تجمعون لهم وليس لكم... وهنا ينتبه البخيل فيقول: ليتني كنت استمتع بك يا مالي العزيز. لقد حرمت نفسي كثيراً. حرمتها من الاستمتاع بالطعام والشراب والكساء. وحرمت الناس منها فلم استمتع بالتصدق على الفقراء... والأهم من ذلك لم يستمتع المسكين بالذكر الطيب من أهل الطيب فالبخيل ذكره سيئ على كل لسنان وهو مذموم من أهل الأرض والسماء... فعندما تدعو ملائكة السماء اللهم أعط منفقاً خلفاً. اللهم اعط ممسكاً تلفاً فإنها تدعو عليه في كل يوم... أما عقاب الآخرة فهو حساب الله له. فلا يظن ان الله العالم بكل شيء سيحاسبه حساب الفقراء... انه ليس بفقير بل غني يملك من المال الكثير... وسيحاسب حساب الأغنياء.
اللهم اعط منفقاً خلفاً... اللهم اعط ممسكاً تلفاً... أيها القارئ الحبيب العزيز. أي الدعاء تحب. الدعاء بالخلف أم التلف الأمر راجع اليك وسنعود في حلقة ثانية بإذن الله...
وكيل المركز الثقافي الإسلامي
قرائي الأعزاء أعود إليكم ثانية بباقة اخرى من المقالات الأسبوعية أتحدث فيها عن ما يدور حولنا من المواقف اليومية، مواقف مشرفة تدخل على القلب السرور وأخرى محزنة... نرجو ألا تتكرر في بلدنا الحبيب الكويت الذي نود لأهله ان يكونوا مثالاً يحتذى به في كافة ارجاء المعمورة... 1 - عجيب للبخيل...! قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذي اياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، وعجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة ويكون غداً جيفة، وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله، وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموتى، وعجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه يتعجب من أمور كثيرة منها تلك الأمور الستة. سنتحدث هنا عن الأمر الأول. وهو البخلاء. نعم أغرب خلق الله. يحدثني احد الاصدقاء الثقات عن قريبه الذي اتصف بهذه الصفة الذميمة وهو البخل يقول: لي قريب دائماً يصيح بالفقر. بدأ حياته حافي منتف كما يقول الناس. وبدأ بجمع المال... يمسكه عن نفسه وعن أولاده... طعام الفطور. صنف واحد فقط وإذا زاد عن ذلك. يصاب ذلك البخيل بأزمة قلبية مصطنعة،. وربما يكون الفنان محمد المنصور قد استمد شخصية بو هباش من هذا الرجل.
يجلس في الديوانية ليس من أجل عيون الحاضرين بل من أجل طعام العشاء الذي يريد ان يوفره على نفسه ليزيد بذلك رصيده الذي أقسم في البداية ان يجعله ألف دينار وبعد الألف اقسم بأن يكرس حياته لجمع الأموال بعد ان ألقى الله في قلبه حب جمع المال... فتراه يحسب الدينار تلو الدينار.
يقول صديقي قلت له ذات مرة: هل تخرج زكاة مالك؟
فامتقع وجهه وكاد يسقط على الأرض من تلك الصدمة... يا الله ما هذه الحالة... لقد خفت ان أتسبب في موته وتركت الأمر وأقسمت بالا أسأله مرة ثانية... طبعاً... كان البخيل يتصنع هذا الدور المتقن... إنه لا يريد شراء جهاز فحص السكر لوالدته الطاعنة في السن... لسبب بسيط وهو غلاء ثمنه... يا الله... ما هذا البخل؟؟
ابنه اراد ان يولم لزملائه في العمل فدخل عليهم وهو يحمل كيس ساندويشات لم يكلفه دينارين، وكان زملاؤه في العمل يقدمون اطايب الطعام مما لذ وطاب طبعاً شايفين خير... نظر اليه زملاؤه نظرة تجعل الرجل يستحي من نفسه... لبقية عمره.
هذا الرجل وأمثاله يودون الاستمتاع بمالهم ولكن الله يبعدهم عن الاستمتاع به حتى يحين أجلهم... ويدخل عليهم ملك الموت هنا ينتبه أمثال هؤلاء إلى الأموال الطائلة التي جمعوها طيلة سنوات عمرهم فيقولون لملك الموت نريد ان نستمتع بأموالنا... فيقول كلا لا رجعة ستتركون أموالكم لغيركم انما كنتم تجمعون لهم وليس لكم... وهنا ينتبه البخيل فيقول: ليتني كنت استمتع بك يا مالي العزيز. لقد حرمت نفسي كثيراً. حرمتها من الاستمتاع بالطعام والشراب والكساء. وحرمت الناس منها فلم استمتع بالتصدق على الفقراء... والأهم من ذلك لم يستمتع المسكين بالذكر الطيب من أهل الطيب فالبخيل ذكره سيئ على كل لسنان وهو مذموم من أهل الأرض والسماء... فعندما تدعو ملائكة السماء اللهم أعط منفقاً خلفاً. اللهم اعط ممسكاً تلفاً فإنها تدعو عليه في كل يوم... أما عقاب الآخرة فهو حساب الله له. فلا يظن ان الله العالم بكل شيء سيحاسبه حساب الفقراء... انه ليس بفقير بل غني يملك من المال الكثير... وسيحاسب حساب الأغنياء.
اللهم اعط منفقاً خلفاً... اللهم اعط ممسكاً تلفاً... أيها القارئ الحبيب العزيز. أي الدعاء تحب. الدعاء بالخلف أم التلف الأمر راجع اليك وسنعود في حلقة ثانية بإذن الله...
وكيل المركز الثقافي الإسلامي