الزواج... بين عناية الإسلام وبريق المظاهر


الزواج هو قضية اجتماعية من الأهمية بمكان، حيث يتوقف عليها تكوين الاسرة التي هي اللبنة الاولى في تكوين المجتمع وهي المدرسة التي تغذيه بالأفراد الصالحين القادرين على تحقيق آماله، ولهذا عني الاسلام بها عناية فائقة، ومن مظاهر هذه العناية تحديد الصفات المحققة للمودة والرحمة، فيمن يختارها الرجل شريكة لحياته وأمينة سره، وأم أولاده.
وفي الحديث الآتي يضع الرسول صلى الله عليه وسلم أمام الرجال والنساء معا بعض الدوافع التي تغري بالزواج ويشير صلى الله عليه وسلم- إلى اصلحها واولاها بالاهتمام في عبارة تحمل التهديد والوعيد بالفقر والهوان لكل مخالف هدي الاسلام في بناء الأسرة!
الحديث: عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»، «متفق عليه واللفظ لمسلم».
وفي هذا الحديث الشريف يبين الرسول صلى الله عليه وسلم دوافع الزواج والتي تختلف من شخص إلى آخر لان النظرة إلى الزواج تختلف حسب طباع ورغبات كل شخص من الزواج وسوف نتناول هذه الدوافع التي ذكرها الحديث بشيء من التفصيل على النحو التالي:
أولا: المال
وهذا الدافع المادي يقصده الرجال لذاته، بمنى الرجل في هذا الصدد جعل المال غايته، وهدفه الأساسي عند اختيار الزوجة، فذات المال عنده ومن وجهة نظره هي أفضل النساء لان غايته ستتحقق من خلال الاقتران بها، وهو بذلك لا يهمه ما عليه هذه المرأة من دين او خلق او سلوك، ولهذا الصنف من الرجال حجج واهية تتمثل في ان متطلبات الحياة الزوجية كثيرة، والزوج في حاجة إلى مال زوجته لمساعدته على تبعات الحياة، ومن مبرراتهم لهذا الدافع ايضا، ان المرأة الغنية تستغني بمالها عن مطالبة الزوج بما تحتاج اليه مثيلاتها، وهذه النظرة المادية البحتة في اختيار الزوجة يرفضها الاسلام لاسباب عديدة منها:
> لأنها تهمل العامل الاساسي في الزواج وهو السكن والمودة والرحمة، وكلها امور لا يتوقف وجودها بالضرورة على مال الزوجة.
> لانها كثيرا ما تكون سببا في الخلاف بين الزوجين.
> لان الرجل لن يستطيع ان يحقق قوامته على المرأة في هذه الحالة لانه يفقد أحد عناصر القامة وهو الانفاق وقد قال تعالى «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم...»، سورة النساء الآية 34.
ثانيا: الحسب
واصحاب هذا الاتجاه لا يعنيهم من المرأة الا ان تكون ذات حسب ونسب، بمعنى ان تكون الزوجة من اسرة يشرف الزوج والاولاد نسبها! أي انها اسرة ذات نفوذ وجاه وشهرة، ولا يهم هؤلاء ان تكون هذه المرأة جاهلة بواجباتها نحو الزوج والاولاد!
وهذا الاتجاه في الاختيار مرفوض هو الآخر من قبل الاسلام، فالزواج تبعات وتضحيات كثيرا ما تكون المرأة من مثل هذا الوسط غير صالحة لشيء من ذلك!! وتزداد خطورة هذا الاتجاه في ان مثل هذه المرأة قد يعتريها سلطان اسرتها باحتقار زوجها، وقد ترهقه بما لا يقدر عليه من نفقات، وقد تحطمه بما تدفعه اليه من عادات سيئة تخالف آداب الاسلام وتعاليمه.
ثالثا: الجمال:
واصحاب هذا الدافع ينظرون إلى المرأة على انها متعة جسدية، وكل همهم ان تكون الزوجة جميلة الشكل وان كان جمالها بلا روح كالتمثال، او كانت مثيرة للفتنة كالشيطان!! المهم ان تكون زوجة احدهم على قمة الجمال، وان عاش معها محروما من راحة القلب، مغموسا في عذاب القلق والشك، هو بذلك عبد لجمالها، اسير فتنتها، لانه يخضع لدلالها، ويقبل الحرمان من فلذات الاكباد وتحقيق اسمى معاني الحياة وهو الابوة، ليحقق رغبتها في رفض الامومة حفاظا على جمالها.
رابعا: الدين:
مما لا شك فيه ان اعظم حسنات الدنيا، واحسن متاعها، الزوجة الصالحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم «خير النساء من اذا نظرت اليها سرتك، واذا امرتها اطاعتك، واذا اقسمت عليها ابرتك، واذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك»، رواه النسائي، وكل هذه الصفات يجدها الرجل في المرأة ذات الدين، وبها يكون صلاح الزوجة، ويكون متاع الدنيا في الحصول عليها، قال صلى الله عليه وسلم «الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» رواه البخاري.
ان مثل هذه المرأة قليل نادر، والحصول عليها ظفر ظاهر، والزهد في مثلها عند الاختيار ضياع، يورث الشقاء ويجلب الفقر، والى كل هذا وغيره يشير الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله «فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وبمثل هذه المرأة التي طبع الاسلام سلوكها على الاستقامة، وحسن الخلق، وجميل الطاعة، يكون السكن، وتكون المودة والرحمة، وتتحقق النعمة الالهية في الزوج!! قال تعالى: «ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون»، سورة الروم الاية 21.
اخي الشاب:
وبعد هذا الطرح الموجز لمضمون الحديث الشريف هل قررت ان تكون من الذين يرغبون في ذات الدين؟ ادعو الله تعالى ان تكون منهم، فيها ومعها خير الدنيا ومتعتها وحسن ثواب الاخرة، لانك بالطبع ستكون اسرة مسلمة ترتكز على اسس راسخة من تعاليم الاسلام الحنيف، ومنها سوف تنجب الذرية الصالحة النافعة لمجتمعها، وبذلك تكون قد حققت سنة الله في خلقه وقد اطعت الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، في التزامك بتعاليم دينك والحرص عليها، فلا تنخدع بالمظاهر المادية البراقة وكن صادقا مع نفسك امينا على دينك وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى.
وفي الحديث الآتي يضع الرسول صلى الله عليه وسلم أمام الرجال والنساء معا بعض الدوافع التي تغري بالزواج ويشير صلى الله عليه وسلم- إلى اصلحها واولاها بالاهتمام في عبارة تحمل التهديد والوعيد بالفقر والهوان لكل مخالف هدي الاسلام في بناء الأسرة!
الحديث: عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»، «متفق عليه واللفظ لمسلم».
وفي هذا الحديث الشريف يبين الرسول صلى الله عليه وسلم دوافع الزواج والتي تختلف من شخص إلى آخر لان النظرة إلى الزواج تختلف حسب طباع ورغبات كل شخص من الزواج وسوف نتناول هذه الدوافع التي ذكرها الحديث بشيء من التفصيل على النحو التالي:
أولا: المال
وهذا الدافع المادي يقصده الرجال لذاته، بمنى الرجل في هذا الصدد جعل المال غايته، وهدفه الأساسي عند اختيار الزوجة، فذات المال عنده ومن وجهة نظره هي أفضل النساء لان غايته ستتحقق من خلال الاقتران بها، وهو بذلك لا يهمه ما عليه هذه المرأة من دين او خلق او سلوك، ولهذا الصنف من الرجال حجج واهية تتمثل في ان متطلبات الحياة الزوجية كثيرة، والزوج في حاجة إلى مال زوجته لمساعدته على تبعات الحياة، ومن مبرراتهم لهذا الدافع ايضا، ان المرأة الغنية تستغني بمالها عن مطالبة الزوج بما تحتاج اليه مثيلاتها، وهذه النظرة المادية البحتة في اختيار الزوجة يرفضها الاسلام لاسباب عديدة منها:
> لأنها تهمل العامل الاساسي في الزواج وهو السكن والمودة والرحمة، وكلها امور لا يتوقف وجودها بالضرورة على مال الزوجة.
> لانها كثيرا ما تكون سببا في الخلاف بين الزوجين.
> لان الرجل لن يستطيع ان يحقق قوامته على المرأة في هذه الحالة لانه يفقد أحد عناصر القامة وهو الانفاق وقد قال تعالى «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم...»، سورة النساء الآية 34.
ثانيا: الحسب
واصحاب هذا الاتجاه لا يعنيهم من المرأة الا ان تكون ذات حسب ونسب، بمعنى ان تكون الزوجة من اسرة يشرف الزوج والاولاد نسبها! أي انها اسرة ذات نفوذ وجاه وشهرة، ولا يهم هؤلاء ان تكون هذه المرأة جاهلة بواجباتها نحو الزوج والاولاد!
وهذا الاتجاه في الاختيار مرفوض هو الآخر من قبل الاسلام، فالزواج تبعات وتضحيات كثيرا ما تكون المرأة من مثل هذا الوسط غير صالحة لشيء من ذلك!! وتزداد خطورة هذا الاتجاه في ان مثل هذه المرأة قد يعتريها سلطان اسرتها باحتقار زوجها، وقد ترهقه بما لا يقدر عليه من نفقات، وقد تحطمه بما تدفعه اليه من عادات سيئة تخالف آداب الاسلام وتعاليمه.
ثالثا: الجمال:
واصحاب هذا الدافع ينظرون إلى المرأة على انها متعة جسدية، وكل همهم ان تكون الزوجة جميلة الشكل وان كان جمالها بلا روح كالتمثال، او كانت مثيرة للفتنة كالشيطان!! المهم ان تكون زوجة احدهم على قمة الجمال، وان عاش معها محروما من راحة القلب، مغموسا في عذاب القلق والشك، هو بذلك عبد لجمالها، اسير فتنتها، لانه يخضع لدلالها، ويقبل الحرمان من فلذات الاكباد وتحقيق اسمى معاني الحياة وهو الابوة، ليحقق رغبتها في رفض الامومة حفاظا على جمالها.
رابعا: الدين:
مما لا شك فيه ان اعظم حسنات الدنيا، واحسن متاعها، الزوجة الصالحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم «خير النساء من اذا نظرت اليها سرتك، واذا امرتها اطاعتك، واذا اقسمت عليها ابرتك، واذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك»، رواه النسائي، وكل هذه الصفات يجدها الرجل في المرأة ذات الدين، وبها يكون صلاح الزوجة، ويكون متاع الدنيا في الحصول عليها، قال صلى الله عليه وسلم «الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» رواه البخاري.
ان مثل هذه المرأة قليل نادر، والحصول عليها ظفر ظاهر، والزهد في مثلها عند الاختيار ضياع، يورث الشقاء ويجلب الفقر، والى كل هذا وغيره يشير الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله «فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وبمثل هذه المرأة التي طبع الاسلام سلوكها على الاستقامة، وحسن الخلق، وجميل الطاعة، يكون السكن، وتكون المودة والرحمة، وتتحقق النعمة الالهية في الزوج!! قال تعالى: «ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون»، سورة الروم الاية 21.
اخي الشاب:
وبعد هذا الطرح الموجز لمضمون الحديث الشريف هل قررت ان تكون من الذين يرغبون في ذات الدين؟ ادعو الله تعالى ان تكون منهم، فيها ومعها خير الدنيا ومتعتها وحسن ثواب الاخرة، لانك بالطبع ستكون اسرة مسلمة ترتكز على اسس راسخة من تعاليم الاسلام الحنيف، ومنها سوف تنجب الذرية الصالحة النافعة لمجتمعها، وبذلك تكون قد حققت سنة الله في خلقه وقد اطعت الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، في التزامك بتعاليم دينك والحرص عليها، فلا تنخدع بالمظاهر المادية البراقة وكن صادقا مع نفسك امينا على دينك وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى.