مدير مركز الاقتصاد الإسلامي في جامعة الأزهر محمد عبدالحليم: الصناعة المالية الإسلامية أصبحت واقعا منتشرا في العالم

تصغير
تكبير
| القاهرة - من علي الطواب |

أكد مدير مركز الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر الدكتور محمد عبدالحليم عمر، أن الصناعة المالية الإسلامية أصبحت واقعا منتشرا في العالم، لدرجة أن دولا مثل «ألمانيا وإيطاليا والصين واليابان والولايات المتحدة»، أصدرت سندات لا تنطوي على التعامل بالربا، ويتم تداولها في جميع البورصات العالمية، منوها، إلى أن مؤسسات المال الإسلامية تملك نحو تريليون دولار.

الخبير الاقتصادي الإسلامي قال - في حواره مع «الراي» -: إن الاستثمار الإسلامي أصبح له دور مهم في العالم عبر أساليبه وضوابطه التي أدخلت إلى عالم الاستثمار.



مشددا، على رفضه لما يقوله البعض حول عدم وجود سياسة مالية واقتصادية في الإسلام.

وأعرب، عن استيائه الشديد لضعف حجم التجارة البينية العربية، معتبرا أنها لا ترقى إلى المأمول بالرغم من وجود اتفاقية المنطقة الحرة العربية التي رفعت الجمارك بين نحو «17» دولة عربية.

وأضاف:«حجم التجارة العربية لايزيد على «10» في المئة، وهو دون المأمول، ولابد أن تزيد هذه النسبة حتى نصبح جاهزين لمواجهة آليات وتحديات السوق».

الخبير الاقتصادي الإسلامي - وهو أحد مستشاريي بيت الزكاة الكويتي - تمنى للكويت وصاحب السمو أمير البلاد النجاح والتوفيق، واصفا الكويت بأنها «بلده الثاني يفرح لفرحها».

ومشيرا، إلى أن جزءا من حياته العلمية أمضاه في «الديرة»، حيث عمل أستاذا زائرا ومستشارا أكاديميا كما أن أولاده يعيشون فيها.

وهذا نص ما دار معه من حوار:

• بداية، أنت عشت في الكويت لفترة، فماذا تقول عن حياتك بها؟.

- أعتبر نفسي من أهل الكويت فقد بدأت حياتي فيها، والكويت بلدي الثاني، أولادي يعيشون هناك، وأنا كنت أستاذا زائرا وعملت مستشارا أكاديميا بها، ولذا أفرح لفرح الكويت، وأتمنى لها ولأميرها مزيدا من النجاح والتوفيق، كما أن علاقاتي مع بيت الزكاة الكويتي طيبة وأنا أحد مستشاريه.

• وماذا تقول عن مركز الاقتصاد الإسلامي، لمن لا يعرفه؟.

- مركز الاقتصاد الإسلامي هو أحد فروع الجامعة لخدمة المجتمع، وهو أحد المراكز ذات الطابع الخاص، الذي يهتم بالبحوث الاقتصادية وطرق الاستثمار.

وجاء التفكير مبكرا في خدمة مراكز ذات طابع خاص تهتم بالبحوث وتطبيقها على أرض الواقع بحيث تعود بالنفع على الكثيرين في المجتمع، ولذا أنشئ هذا المركز لأجل هذا الهدف بمبادرة من الشيخ صالح كامل، وتقرر إنشاء وقفية للصرف عليه منذ العام 1984.

ومجلس إدارة هذا المركز يتكون من: رئيس الجامعة بصفته، ثم نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا  ثم الشيخ صالح كامل، والإمام الأكبر، وهما عضوا شرف، ثم عدد من الأعضاء المهتمين بالدراسات الاقتصادية الإسلامية من داخل وخارج الجامعة.

وحاليا يوجد كل من رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عبدالعزيز حجازي، وعميد كلية التجارة بنات، وعميد كلية الشريعة.

• العديد لا يعرفون حتى الآن ما هو مفهوم الاستثمار الإسلامي، فماذا تقول لهم؟.

- مفهوم الاستثمار الإسلامي يعني اتباع الطريقة الإسلامية في استخدام الأموال لإنتاج عائد ومعدلات تنمية، وهناك ضوابط عامة تنظمه وتحدده لضمان عدم الوقوع في أماكن محظورة أو معاملات مشبوهة.

 وهذا الاستثمار له دور معين ومهم في العالم كله سواء في أساليبه الجديدة التي أدخلت إلى عالم الاستثمار والضوابط العامة له لعدم الاستثمار في أمور محرمة لأنها ضارة، ثم العدالة بين المشغلين وأصحاب الأموال.

 وبشكل عام تدخل في ذلك البنوك الإسلامية وشركات التأمين الإسلامية وصناديق الاستثمار الإسلامية التي أنشئت لخدمة هذا الهدف، وهو الاستثمار الإسلامي، وتملك هذه المؤسسات جميعها حوالي تريليون دولار تدور في 700 مؤسسة إلى جانب وجود أوراق مالية إسلامية.

 وهي تعني أنها لا تنطوي على التعامل بالربا مثل صكوك المشاركة والمضاربة وصكوك المرابحة والأسهم العادية وخلافه.

ومن هنا، فالصناعة المالية الإسلامية أصبحت واقعا كبيرا لدرجة أن غير المسلمين ودولا مثل «ألمانيا، إيطاليا، الصين، اليابان، أميركا» الحكومات فيها أصدرت صكوكا وتسمى أحيانا سندات مالية إسلامية ويتم تداولها في جميع البورصات العالمية.

• وهل يقدم المركز استشارات اقتصادية للشباب أو دراسات جدوى لمشروعاتهم؟.

- المركز يقدم خدمات اقتصادية عديدة واستشارات في ذات المجال، والأمل في إيجاد طلعت حرب «جديد»، ناصر الخرافي «جديد»، الشيخ صالح كامل «جديد»، كرجال أعمال ونماذج اقتصادية مشرفة لعالمنا العربي كله.

والمركز لديه «قسم» للتدريب في جميع المجالات خاصة الكمبيوتر واللغات، ثم التدريب الإداري للشركات والعاملين فيها، وكذلك طاقم العمل في البنوك والبورصة بحيث يتم اطلاعهم كذلك على الدراسات الاقتصادية والاستثمارية المختلفة التي يعدها متخصصون محترفون في مجال المال والأعمال ولغة الأرقام الاستثمارية.

وحاليا لدينا تدريب جديد يسمى «فقه المهن»، وكذلك هناك تدريب للدعاة على الاقتصاد الإسلامي في بلاد مختلفة، واخيرا كانت هناك دورة تحمل رقم «76» فيها ثلاثون داعية من الصين وأوغندا وغيرهما من الدول للتدريب المكثف على الأنشطة الاقتصادية الإسلامية التي يهتم بها الكثير من دول العالم.

• هل تبنى المركز مشروعات استثمارية إسلامية تكون نواة لعمل استثماري كبير؟

- المركز،  هو مؤسسة علمية فكرية وليس مؤسسة تطبيقية، فهو يهتم بالأبحاث والدراسات في المقام الأول.

ولكن نحن نرشد المطبقين بدراسات اقتصادية وأخرى للجدوى الاقتصادية، وهناك إسهامات تتعلق بكيفية إنشاء وتمويل الصناعات الصغيرة في كل من الجزائر وإندونيسيا، فنحن مرشدون ولسنا مطبقين ومقدمين دراسات للاستثمارات.

• حجم التجارة البينية العربية لا يزال ضعيفا، كيف ترى هذا الموضوع؟

-  أنا مستاء جدا لأن حجم التجارة العربية البينية قليل جدا ولا يرتقي للمأمول حتى الآن بالرغم من اتفاقية المنطقة العربية الحرة، والآن هناك «17» دولة عربية الجمارك على حدودها صفر، لكن رغم هذا فحجم التجارة لا يزيد على 10في المئة، وهو دون المأمول حتى الآن.

 ولابد أن يزيد هذا الحجم حتى يصبح جاهزا لمواجهة آليات وتحديات السوق وخدمة الشباب العربي في كل بقعة من بلاد العرب من الخليج إلى المحيط.

• ثمة من يقول بأنه لا توجد سياسة مالية واقتصادية في الإسلام، ما رأيك؟

- إذا كان الاقتصاد هو المال، فالمال ذكر في القرآن «85» مرة والإنفاق ذكر حوالى «80» مرة والشريعة بها جزء كبير اسمه المعاملات،  الإسلام يهتم بالمعاملات الاقتصادية ويشرع هذه المعاملات، وبالتالي فهذا كلام غير صحيح فرسول الإسلام «عليه الصلاة والسلام» كان يعمل بالتجارة.

والإمام الغزالي قال «نظام الدين لا يحصل إلا بانتظام الدنيا»، فمثلا كيف نصلي من دون صناعة للنسيج الذي نرتديه، أو نحج من دون وسيلة للانتقال، وهكذا فكلها اقتصاد، فالإسلام هو لبّ المعاملات والاقتصاد الذي يعود بالنفع على الجميع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي