حوار / المدعج: الفرز الطائفي مدمر للكويتيين وسيحرق المجتمع

تصغير
تكبير
| حاوره أحمد لازم |

اكد مرشح التحالف الوطني الديموقراطي في الدائرة الانتخابية الاولى الدكتور عبدالمحسن المدعج ان لدى مرشح التحالف الكثير من التفاؤل والامل باعادة الدور الريادي للكويت لتكون بالفعل درة وجوهرة الخليج. وقال في حواره مع «الراي» ان الانتخابات الحالية هي فرصة تاريخية لنعرف من يجب ان يمثل الامة بحق ومن يريد للكويت التقدم والازدهار ومن يقف ضد مسارها الديموقراطي والتنموي لافتا إلى ان المرحلة التي تعيشها الكويت هذه الايام حرجة والتحديات التي تحيط بها كبيرة وخطرة وتستوجب من الجميع الكثير من الحذر والتنبه لابعادها وافرازاتها على المستوى الامني والاجتماعي والسياسي.

واشار ان الوضع لم يعد يحتمل وجود نواب خدمات ومعاملات او نواب تأزيم بل نواب على مستوى التحدي لديهم الايمان والقناعة بحرية الرأي والرأي الآخر والتعاون والعمل بروح الفريق الواحد لا نواب يعملون لصالح جماعات وفئات واصحاب نفوذ. وأكد على اهمية ان يتحمل الناخب الكويتي مسؤوليته باعطاء الصوت للأنسب ولمن لديه الرؤية الواضحة لانتشال الكويت من حال الاوضاع المتردية والتفكير العلمي بحاضر ومستقبل الاجيال القادمة والوضع المزري لقطاعات العمل الخدماتية ومنها الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية وغيرها.



المزيد من التفاصيل في الحوار التالي:

• بداية في ظل ما آلت اليه تقسيمة الدوائر الانتخابية ماذا تقول عن انتخابات مجلس 2008؟

- هي فرصة تاريخية لاجل ان نقف مع انفسنا ونراجع احوالنا ومستقبلنا والنظر بحذر إلى دقة المرحلة وخطورتها وتأثيراتها علينا وتقييم ما يطرح وتحكيم الحكمة والعقل في اختيارنا كمواطنين مسؤولين تجاه الكويت فاختيارنا سيرسم مستقبل الكويت للسنوات المقبلة يوم السبت المقبل.

• افهم من كلامك بانك من مؤيدي الدوائر الخمس؟

- بلا شك فتقسيمة الدوائر الخمس هي بداية الاصلاح والقضاء على سماسرة شراء الذمم والفساد الذي وصل إلى قمته وانا اعتبر نفسي من مؤيدي النظام الانتخابي الجديد وتجربته وتقييم نتائجه ومن ثم الحكم عليه.

• كيف ترى وضع الدائرة الاولى؟

- تجرى انتخابات 2008 تحت نظام الدوائر الخمس وسيكون لهذا المتغير تأثير عميق وحاسم على مجمل السلوك الانتخابي وسيؤدي حتما ولاسباب موضوعية الى تغيير القواعد والحسابات التي كانت تجري وفقها اللعبة الانتخابية وتسير عليها معادلات الربح والخسارة، ولكن هناك مؤشرات بوجود بعض الاطراف التي تدفع باتجاه الفرز الطائفي في الدائرة وهو مدمر للكويتيين والمجتمع، ومن يدفع بهذا الاتجاه يجب ان يعلم بانها نار ستحرق مجتمعنا الصغير.

• كيف تنظر إلى المرحلة المقبلة والدور الممكن الذي يقوم به مجلس 2008؟

- المجلس المقبل يعتبر منعطفا مهما جدا على المستوى الديموقراطي خاصة اذا ما علمنا بأن معظم مؤسساتنا اصبحت في وضع ومستوى متدن جدا سواء في اسلوب التعاطي او بالادارة او الاداء او في اسلوب التخطيط والتفكير المستقبلي المرتبط بمستقبل البلد والاجيال القادمة ومن هنا ارى بان المرحلة المقبلة سوف تكون حرجة على المستوى المحلي والخارجي، والمجلس لابد وان يكون بمستوى تلك المرحلة وتحمله من تحديات تتعلق بكينونة البلد وحاضره ومستقبله.

• برأيك ما الاسباب التي دفعت بحل مجلس الأمة السابق؟

- الانحدار في الاداء الديموقراطي والازمات المتتالية بين المجلس والحكومة اضافة إلى ازدياد الوفرة المالية التي كثيرا ما يتولد عنها امراض وازمات سياسية مثل قضايا المال السياسي والتدخلات غير المشروعة وقضايا التنفيع والواسطات والمحسوبية وللحد الذي بات فيه الكثير من التداخل في عمل كل السلطات حتى وصل الامر لصاحب القرار بعدم امكانية التعاون او استحالة التعاون وكان الحل هو المخرج من نفق التأزيم المتواصل وفي الكثير من الاحيان لأتفه الأسباب.

• وهل في اجندتك شيء تقوله عن الحكومة وطبيعة تشكيلها؟

- اعادة تشكيل الحكومة تتم بطريقة لا تتناسب مع ما يطرح ولا مع طبيعة عمل المجلس وتأتي بوزرائها بشكل عشوائي لا يتفق مع معايير تعيين الوزراء، اضافة إلى انها تفتقد لوجود الرؤية الواضحة لعملها ولا تمتلك برنامج عمل واضحا يلزم الجميع بالعمل من خلاله.

• ومجلس الامة السابق؟

- اقول بان جميع مجالس الامة هي في نهاية الامر نتاج الشارع الكويتي وتقييمها عموما يكون من الشارع ذاته لانه  هو الاكثر قدرة على تشخيص اداء العمل سواء للمجالس السابقة او حتى للمجلس المقبل.

• وما حقيقة ما يقال في ان الديموقراطية ومجلس الامة بات معطلا للتنمية في البلد؟

- هذا القول مردود عليه وهناك من يعمل على اشاعته وترسيخه بهدف ارجاعنا إلى ما قبل الدستور الذي جعل الكويتيين متماسكين ابان فترة الغزو العراقي لبلدنا... وهم في ذلك يعملون على اسقاط جميع الانجازات التي عمل لاجلها اجدادنا واباؤنا على مدى الـ 300 سنة الماضية بدليل ما حصل من تزوير في انتخابات عام 67 وحل مجلس الأمة عامي 76 و86.

• بماذا كل ذلك؟

- لانهم لا يريدون للديموقراطية ان تعيش وتزدهر في بلدنا لانه بوجودها توجد المراقبة والمساءلة والمشاركة في صنع القرار وهم لا يريدون كل ذلك.

• من تقصد بذلك؟

- متنفيذين واطرافا من داخل وخارج بيت الحكم.

• وبرأيك ما هو المطلوب آنيا؟

- ان تقوم الدولة على أسس دستورية سليمة وان يتفرغ كل من الحكومة والبرلمان لاعمالهما وان تحترم مواد الدستور وبحيث لا يكون هناك اي تداخل في عمل السلطات.

• ما دوافع التأكيد على هذه الأمور؟

- الخوف من المستقبل ولان المواطن لم يعد يشعر بانه آمن في بلده.

• ما النتيجة التي تتمناها في هذه العملية الانتخابية؟

- نجاح المرشحين المتمسكين بالدستور والا يصل إلى المجلس المقبل نواب من خلال المال السياسي وكذلك اتمنى الا يأتي وكلاء المتصارعين خارج القبة ليحولوا البرلمان إلى حلبة مصارعة.

• حيال كل ما تتفضل به ماذا تتوقع؟

- الامر يتوقع على طبيعة تشكيلة مجلس الامة المقبل وما تفرزه الانتخابات والتي على أساسها بالامكان القول ان مواصلة الاستمرار بالانحدار الذي عهدناه على مدى الفترات السابقة او بالارتقاء بالبلد بما يرضي طموحات مواطنيه ورموزه المؤسسين.

• هناك من لديه تحفظ تجاه عده وجود مرشح ليبرالي شيعي ضمن قائمة التحالف فما تعليقك بهذا الخصوص؟

- الكثير من الشيعة يعملون في التحالف وهم اعضاء ناشطون ومشهود لهم  بالحس الوطني والحراك السياسي الفاعل انما مع ذلك لم يتقدم اي منهم للترشيح ونحن في التحالف ليس عندنا اي اشكالية في هذه القضية لاننا بالاساس لا نؤمن بالمنطق الطائفي او القبلي او الفئوي ونرى بان السنة والشيعة في الكويت هم اخوة ومواطنون كويتيون ولا فرق بينهما.

• ماذا عن دور المرأة في العملية الانتخابية الحالية؟

- المرأة تشكل اليوم في معظم الدوائر اكثر من 50 في المئة من الناخبين وهي رقم صعب يساهم في نجاح المرشحين وانا اثق بقدرتها ووعيها وسيكون دورها كبيرا وستوجه دفة الانتخابات ونحن في التحالف نرى بان المرأة الكويتية عبر المراحل الزمنية الماضية ظلمت في الكثير من القوانين وحان الوقت لان تعطى حقوقها ويعاد النظر في التشريعات بما يساهم في انصافها.

• أخيرا هل لديك اي تصور ما لقضية التعليم والاشكاليات الحاصلة في مسارات عمله؟

- بالتأكيد فان الاستثمار في تطوير برامج التعليم، ولا سيما مناهج الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا، بما يتماشى مع التطوير العالمي في هذه المناهج، وبما يعزز روح التنافس العلمي والتميز في نفوس الطلبة الكويتيين، اضافة لتأهيل المعلمين وتطويرهم، خصوصا العناصر الوطنية والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم المهنية والتربوية. وتحسين اوضاع المعلمين غير الكويتيين بما يكفل استقطاب الكفاءات منهم، والدفع باستقلالية المركز الوطني لتطوير التعليم، وتطوير العملية التعليمية والتربوية لضمان بناء الشخصية السوية والقيم الانسانية وفن الحوار والتفكير النقدي، لتعزيز ثقافة قبول الآخر، وكذلك تطوير مؤسسات التعليم العالي والجامعي، ورفع مستوى الاعتراف بالجامعات الخارجية والابتعاث.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي