طالب «الإخوان» بألا يبكوا على «اللبن المسكوب»

ناجح إبراهيم لـ «الراي»: إسلاميو مصر نجحوا في استعداء الجميع

تصغير
تكبير
| القاهرة - من عبدالجواد الفشني |

أعلن القيادي في الجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم، أن «الإسلاميين على وشك أن يضيعوا فرصتهم الرابعة في العودة إلى الممارسة السياسية، بسبب فشلهم في كسب الأصدقاء ونجاحهم في صنع الأعداء لتبنيهم خطاب الاستعلاء والاستعداء».

وأوضح في تصريحات لـ «الراي»، أن «الإسلاميين نجحوا في استعداء وتجميع المعارضين رغم أنهم من تيارات متباينة لم تتجمع أو تتوحد معا من قبل، ورغم أن بعضهم كانوا يؤيدون صعود الإسلاميين، ولم تتوقف حالة الاستعداء عند المعارضين فقط بل وصلت إلى عدد من مؤسسات الدولة مثل القضاة، ووصفهم بما يسيء إليهم وبما يخالف المنهج الإسلامي في عدم تعميم الأوصاف، ولم يقتصر الأمر على كلمات في قنوات فضائية، بل قام الإسلاميون بتنظيم مليونية خاصة ضدهم، أطلقوا عليها مليونية تطهير القضاء».

وتابع ان «الإسلاميين فشلوا في اجتذاب الإعلاميين إلى صفهم، واستعدوا حتى الذين أيدوا الدكتور محمد مرسي في حملته الانتخابية، مع أن أصول الذكاء السياسي في الحكم عدم معاداة الإعلاميين». وأشار إلى أن «الأزمة التي تجرى وقائعها على الأرض حاليا، وخلفت ضحايا ومصابين، هي نتيجة نقل النخب السياسية صراعها إلى الشارع، بما أفقدها السيطرة عليه، حيث نتج عن ذلك تكفير سياسي وديني واستقطاب وعنف».

وأضاف: «ليت الإسلاميون يتوقفون عن عداء مؤسسات الدولة مثل الأزهر وشيخه وعلمائه، بما يمثل سعيا لدفع الأزهر إلى الحركة السياسية، رغم تأكيد الإمام الأكبر شيخ الأزهر على ابتعاده عن الصراع السياسي، ورغم أن الإسلاميين كان يمكنهم كسب شيخ الأزهر وعلمائه باحترامهم وتقديرهم وليس بإقصائهم وتهميشهم لصالح دعاة الحركة الإسلامية الذين هم أقل منهم علما وفقها».

واكد ان «الإسلاميين اليوم ليس أمامهم سوى خيارين في هذه المرحلة، الخيار الأول يتمثل في تجربة الجزائر المريرة وهي تجربة الدم، عندما عزل الجيش الشاذلي بن جديد، ووقتها كانت الحركة الإسلامية وليدة مراهقة فكريا فاصطدمت بالجيش وبالشعب الرافض لتجربتهم، ونتج عنها مقتل 100 ألف ممن لا ناقة لهم ولا جمل، وأصيب 180 ألفا آخرون، ودخل الإسلاميون السجون، ودمرت الجزائر تدميرا، وعاشت أسوأ 10 سنوات في تاريخها، دخل فيها الإسلاميون المعتقلات وتعطلت المصالح وانهار الاقتصاد، ولم تفق سوى بعد تولي عبدالعزيز بوتفليقة الحكم، وعقده مصالحة مع الإسلاميين باتفاق أطلق عليه اسم (السلم والمصالحة)، حيث أخرجهم من المعتقلات، بعد فترة مريرة دفع البلاد والعباد ثمنها، وهي تجربة لا نتمنى تكرارها في مصر.

وشدد إبراهيم على أنه «على الإسلاميين إدراك أنهم إن فقدوا الكرسي أو السلطة، فإن المناصب والكراسي تأتي وتذهب، لكن الذي يبقى هو الدعوة، وهم يملكون الدعوة إضافة إلى السماح لهم بإنشاء أحزاب سياسية يمكن لهم من خلالها الوصول إلى السلطة غير الصريحة.

وعن الخيار الثاني، قال إنه «يتمثل في قناعة الإسلاميين بتجربة نجم الدين أربكان ورجب طيب أردوغان، حيث وصل أربكان إلى رئاسة تركيا عبر انتخابات ديموقراطية نزيهة، لكنه لم يستطع التعامل مع مؤسسات الدولة وانغلق على نفسه وتنظيمه ولم ينفتح على العالم العربي، وأظهر فشلا جعل الجيش يقوم بخلعه ثم يأتي بعده خليفته رجب طيب أردوغان، الذي استفاد من تجربة سابقه، وأجرى تغييرات مهمة في السياسة التي فشل فيها أربكان فتواصل مع جميع التيارات، ولم يقص أحدا منهم وتعاون مع المجتمع، ولم يحصر نفسه داخل جماعته، وانحاز إلى مؤسسات الدولة ولم ينحز إلى التنظيم».

وتابع: «هذا الخيار هو الذي أرشحه للإسلاميين خلال الفترة المقبلة بدلا من خيارات الصدام والمواجهة والبكاء على اللبن المسكوب الذي لن يرجع إلى الإناء مرة أخرى، فالإسلاميون ليس أمامهم سوى خيار النملة التي وقعت أثناء صعودها الجبل فما كان منها سوى النهوض مرة ثانية لتحاول الوصول إلى قمة الجبل، ولابد من اللجوء إلى خيار البدء من جديد، وتصحيح الأخطاء، والاستفادة من قصة سيدنا يوسف الذي استأثر بحب أبيه فاجتمع إخوته وليس معارضوه أو أعداؤه على قتله».

وأشار إلى أن «الرسول (صل الله عليه وسلم)، استعان بمسيحيين في أخطر رحلة في حياته وهي الهجرة، واستعان الرئيس عبد الناصر بسفراء من أيام الملك وخاض بهم معاركه السياسية المختلفة». وقال: «استعان السادات بسفراء ناصر وكانوا مخلصين له، لأن المصري مخلص بطبعه لمن يستعمله إذا شعر فيه الإخلاص والحنكة والدراية، كما أدخل الإسلاميون مصر في حرب غير مبررة مع 100 مليون شيعي، فكان يمكنهم كسب الجميع بخطاب التواضع والتسامح الذي يكسر العداوات ويخلق المودات، خصوصا أنهم لم يستطيعوا أن يقدموا للشعب المصري شيئا على الأرض حتى الكلمة الطيبة لعله يسامحنا على تقصيرنا في الاقتصاد والأمن والسياحة والصناعة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي