| محمد عبدالله المطر |
بعد ان عاشت الدول العربية والاسلامية فترة من الزمن تسودها الانقلابات العسكرية بالحديد والنار وانتشرت فيها الديموقراطية الشكلية في انتخاباتها الشكلية معلومة النتائج سلفاً والفائز فيها يحصل على نسبة النجاح فوق 90 في المئة بطريقة من التزوير جعلت امة الاسلام اضحوكة في نظر الاخرين، وبعد سنين على هذه الاوضاع ظهر الربيع العربي مطيحاً بالانظمة العسكرية ومنها مصر العظيمة واختارت رئيسها المنتخب بجولتين بانتخابات حرة نزيهة، وبعد عام دون الخوض بالتفاصيل عاد العسكر بعادته القديمة بتواطؤ مع جهات كثيرة وانقلبوا على الشرعية المنتخبة من الشعب وقد استنكرت هذا الفعل اطراف كثيرة في مصر والعالم الاسلامي والعربي وبالكويت اثار بعض من هم خصوم الاخوان والتيار الاسلامي وحتى بعض المعارضة قضية ان المعارضة بالكويت قامت بإسقاط مجلس الامة 2009 المنتخب من الشعب بزعم ان الشعب اعترض عليه، وها هي تعترض في مصر على اسقاط رئيس منتخب من الشعب اعترض عليه الشعب وتظاهر ضده وزعموا ان هذا تناقض صارخ، وانا اقول هذا من خلط الاوراق والضحك على الذقون في تبرير البعض كرهه للتيار الاسلامي وتيار المعارضة عموماً.
الفرق بين الامرين كبير جداً فمجلس 2009 بالكويت في بدايته بانتخابات شابتها علامات استفهام كبيرة بنتائجها وعدم عرض تفاصيل النتائج والغموض في كثير من اللجان، ومجلس 2009 الذي قام بالتعدي على حق الاستجواب من خلال الاحالة للتشريعية وشطب الاستجواب تارة واتهام عدد كبير منهم بالرشوة وتأجيل الجلسات وتأييد الحكومة والوزراء بقضايا كثيرة، يصعب عدم اخذ موقف كبير فيها مثل الاعلام والوحدة الوطنية من خلال التعدي على الوحدة الوطنية بشتم القبائل والعوائل وغير ذلك واستجواب يتعلق بشبهة الرشوة واخر يتعلق بالمهزلة الكبرى في ما حدث بديوان الحربش من ضرب وتعد على المواطنين وممثلي الشعب واقتحام القوات لمنزل الحربش وسحل دكتور اكاديمي مثل عبيد الوسمي وغير ذلك، واستجواب اخر في قصور الحكومة مع قضية امن البحرين واللعبة الكبيرة التي افتعلتها الحكومة في تعطيل الجلسات حتى ترفع الحصانة عن النائب فيصل المسلم لمجرد انه قام بواجبه الذي هو حق له بإستجواب رئيس الوزراء، الى تأجيل الجلسات وتعطيلها دون مبرر واضح وكأن المجلس بقالة تفتح وتغلق، وفي جانب الاخر اغلب اعضاء هذا المجلس عطلوا دور الرقابة على الحكومة في التنمية في دولة فيها من الخيرات والفائض امر كبير وقد كان مدة هذا المجلس عامين ونصف وخرجت اعداد ضخمة لاسقاط هذا المجلس شملت اغلب التيارات بكافة تنوعها والجهات والرموز الدينية والفعاليات المجتمعية فهذا باختصار مجلس 2009 الذي يطول الحديث في ذمه.
وأما في مصر، فالرئيس محمد مرسي هو رئيس منتخب لاول مرة في العالم العربي بانتخابات حرة نزيهة واضحة النتائج بتفاصيلها بعد سنين من التزوير بالانتخابات بأبشع صورها ووسط حصار كبير من الدول في الدعم حتى من الدول التي يتصور ان تكون واقفة مع الشعب وليس قيادة معينة له والارث بالفشل الاقتصادي وانهيار مصر بأمور كثيرة حتى صارت مصر معروفة عالميا بتدني المستوى بالاحصائيات، والحرب الذي مورست عليه داخلياً وخارجياً ومع هذا الامر قام بعمل استفتاء على الدستور واخذ موافقة الغالبية عليه، ولم يرتكب ممارسات ضد الحريات وكل القنوات كانت تحاربه دون اي مساس منه والاعلام الداخلي برموزه، وبإختصار ما هي الامور التي جعلت محمد مرسي بهذا السوء؟ وهل الجماهير التي خرجت ضده هي بتنوع الفئات بمصر؟ وهل التيار الاسلامي بقوته بمصر الذي يشكل الاغلبية لا يتم مراعاته انه من الشعب؟ وهل المليونيات التي خرجت مع الرئيس بكل المحافظات والعدوية لا تمثل الشعب المصري؟ مع التكتيم الاعلامي والتقزيم من قوة مظاهرات التأييد والتشويه ولقد حصل انصار مرسي على ثلاث مرات من الانتصارات في مجلس الشعب والاستفتاء والرئاسة فهل الشعب معه ام ضده؟
فمن هنا يتبين بكل الامور بطريقة الانتخابات وحجم الجماهير وتنوعها والمدة الزمنية والتحديات ان هناك فرقا كبيرا جداً بين مجلس 2009 المنتخب وموضوع الانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي، واني اعلم مع ذلك ان هذه الشبهة ينشرونها من اجل خلط الاوراق والتضليل، ولكن اجبت عن ذلك حتى لا يتم التشويش على عوام الناس ومن لا يتابع بكثافة الشأن السياسي، وان الانصاف والحياد امر عزيز في هذا الزمن قليل من يرفع شعاره ويطبقه.
[email protected]