ألبومها الجديد «ثورة الحب دائرة... إن شاء الله»

هل ينقص الغرب خوض مادونا حلبة الجدل حول الإسلام؟

تصغير
تكبير
| لندن من إلياس نصرالله |

وسط زحمة الأحداث والأخبار والتعليقات والتفسيرات المتعلقة بالإسلام والمسلمين على الساحة الغربية، خرجت مغنية البوب الأميركية الشهيرة مادونا على العالم بإعلان عن ألبوم جديد لها لم ينزل إلى الأسواق بعد، لكنه نجح قبل صدوره في إشعال جدل في أوساط الشباب وانعكس أمس (الجمعة) على وسائل الإعلام، نظراً لأنه يتعلق بالإسلام والمرأة الإسلامية وتقليد ارتداء الحجاب أو النقاب.

ففي تقرير لمجلة «هاربر بازار» التي تهتم بأخبار الفن والفنانين ظهر خبر عن انشغال مادونا بإنتاج الألبوم الجديد وإلى جانب الخبر صورة مثيرة من الصور التي ستنشر لاحقاً مع الألبوم، حيث ظهرت مادونا فيها وهي ترتدي نقاباً مصنوعاً من السلاسل الحديدية وإلى جانب الصورة تعليق بسيط، لكنه ذو دلالة واضحة، وهو «ثورة الحب دائرة... إن شاء الله»، واستعملت كلمة «إن شاء الله» باللغة العربية، حيث من المعتقد أن هذا سيكون اسم الألبوم الذي من المنتظر أن ينزل إلى الأسواق في وقت لاحق من العام الحالي.

فمادونا (53 عاماً) بالطبع ليست مسلمة، رغم ارتباطها أخيراً بعشيق جزائري يحمل الجنسية الفرنسية هو إبراهيم زيبات (23 عاماً)، وهو راقص محترف حائز شهرة واسعة، بل هي مسيحية في الأصل اعتنقت الديانة اليهودية على الطريقة الصوفية المسماة «كابالا»، لكن البعض يعتقد أن تطرقها في ألبومها الجديد إلى الإسلام راجع لتأثير زيبات عليها.

غير أن أوساطاً إسلامية واسعة ترفض تعرُّض مادونا للإسلام في أي شكل من الأشكال، وفقاً لتقارير نشرت في الصحف الغربية والبريطانية منها. وانعكس الجدل بين المؤيدين لمادونا في ألبومها الجديد والمعارضين له على وسائل الإعلام أيضاً، حيث أجرت صحيفة «الإندبندنت» أمس استفتاء بين قرائها لمعرفة مدى التأييد أو المعارضة للألبوم الجديد، حيث أظهرت النتيجة أن حوالي 58 في المئة من الذين شاركوا في الاستفتاء، حتى ساعة كتابة هذا التقرير، أيدوا ظهور مادونا وهي مرتدية النقاب.

ويُعتقد أن نشاط مادونا الخيري لصالح الأطفال في القارة الأفريقية وضعها في مراحل معينة على اتصال مع المجتمعات الإسلامية في البلدان التي زارتها في القارة السوداء، حيث اطلعت عن قرب على مشاكلها الاجتماعية ومعاناتها من الفقر. لكنها، بدلاً من العمل على التخفيف من وطأة هذا الفقر ومحاربة أسبابه الحقيقية، ارتأت أن تعالج قضية جانبية لا تقدّم ولا تؤخر بالنسبة لمشكلة الفقر وهي ارتداء المرأة المسلمة النقاب أو الحجاب.

ويرى المؤيدون لمادونا أنها في ألبومها الجديد ستحاول إثارة الظلم الواقع على المرأة في المجتمعات الإسلامية من خلال التركيز على مشكلة الحجاب، لكن المعارضون لها يرون في الطريقة الفظة التي تتم بها هذه المعالجة المقرونة بلقطات تنطوي على الإثارة الجنسية ومظاهر خلاعية متنوعة على طريقة مادونا المعهودة والمعروفة في ألبومات سابقة، من شأنها أن تلحق بالمرأة المسلمة المزيد من الأضرار، بدلاً من مساعدتها على الانعتاق.

وتجدر الإشارة إلى أن ألبومات مادونا ونمط حياتها المثير لم يواجه الغضب من جانب الأوساط غير المعجبة بفنها فقط، بل تناقلت وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة نبأ عن تصدي باتريسيا فيدال، والدة إبراهيم زيبات، لابنها في محاولة لمنعه من الارتباط بمادونا، بعدما بلغها أنه أصبح على علاقة وثيقة معها ومع أطفالها من زيجتيها السابقتين. كما أن المسلمين ليسوا وحدهم الذين ينتقدون مادونا ويعارضون فنها.

وكانت جولة فنية لمادونا في بولندا أخيراً أثارت موجة شديدة من المعارضة من جانب أوساط سياسية ودينية بولندية، حيث تتمتع الكنيسة الكاثوليكية هناك بشعبية واسعة. ووصف الزعيم البولندي ليخ فاليسا، مؤسس حركة «تضامن» الحفل الذي أقامته مادونا في مطار عسكري مهجور بالقرب من وارسو بأنه «استفزاز شيطاني» لأنه جرى في فترة عيد «الصعود»، أي صعود مريم العذراء إلى السماء وهي مناسبة يقدسها أتباع الكنيسة الكاثوليكية كثيراً، على أنه جاء في فترة الاحتفال بيوم القوات المسلحة البولندية.

من التعليقات التي وردت في وسائل الإعلام البريطانية أن هدف مادونا ومن يقف وراء إنتاج الألبوم الجديد مادي محض، إذ انهم يعلمون مدى حساسية التعرض للإسلام والمسلمين، الأمر الذي يدفعهم للاعتقاد بأن الألبوم الجديد سيكون مثيراً جداً وسينعكس على مبيعاته والدخل المتوقع منه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي