جعفر رجب / تحت الحزام / عندما يحكم «الميد»

تصغير
تكبير
ان اردت كتابة مقال بعد اكل سمك «الميد» فانك ستكتب:

ان الجيش هو حامي الديموقراطية، والحريات، والدستور، والحكومات المنتخبة، وهو الضمانة للامن والامان وتطبيق القانون، وهو وحده القادر على انقاذ البلد من التخلف والانهيار، و«شعب وجيش ايد واحدة»... وتنسى بفضل «الميد» قرنا كاملا من التخلف والديكتاتوريات والسجون والمعتقلات والعيش تحت «بساطير» العسكر!

وستكتب: ان الكهنة، هم الطريق الى الجنة، وببركاتهم ننال الخير، وبدعائهم نصل الى المراد، وبصلواتهم تتحقق الامنيات... وتنسى بفضل اكل «الميد» انهم يبيعون الكلام على البشر بالعملة الصعبة، وتنسى انهم موظفون تحت امرة ولاة الامر، وتحت امرة ولاة القنوات الفضائية، وتحت امرة المشاريع السياسية!

وستكتب: رغم ان فلانا كافر، زنديق، مجوسي، بوذي، مشرك، ملحد، افكاره منحرفة، واراؤه كريهة، ولسانه بذيء، وامه يهودية... الا انه لا يستحق القتل بهذه الطريقة... وتنسى بفضل «الميد» ان الانسانية لا حدود لها، وان الحرية مطلقة، وان مقدمتك الطويلة قبل الاستنكار ما هي الا اعلان رسمي انك جبان لا تستطيع ان تواجه الاخرين بافكارك صراحة، رغم كل شعارات «الحرية» التي ترفعها!

ستكتب: ان حكومة الكويت رشيدة، وفعلا ستبني مدينة الحرير في خمس سنوات، وفعلا يحارب الوزراء فيها الفساد بقيادة وزير التربية، وفعلا دول الخليج حريصة على الحريات والديموقراطية في الوطن العربي، وفعلا الفضائيات العربية نظيفة طاهرة... وتنسى بفضل اكل «الميد»، ان اكثر فضائية تتابع الوضع في مصر، وتنقل اخبار المعارضة، ولديها المراسلون هي «الاخبارية السورية»، فلا يستشرف احد علينا، فنحن شعوب شريفة ابتليت بانظمة عاهرة!

ستكتب: لم يعد بالامكان اكمال المقال، فما بعد حكم «الميد» حكم!



جعفر رجب

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي