مبارك المعوشرجي / ولي رأي / المشاركة أوجب

تصغير
تكبير
| مبارك المعوشرجي |

نعم نجحت الدعوة للمقاطعة للانتخابات السابقة لحد ما ولكنها لم تلغِ مرسوم الصوت الواحد الذي حصنته المحكمة الدستورية أخيرا ولم تمنع إجراء الانتخابات التي تمت بنسبة معقولة من المشاركين، انتخابات أفرزت لنا مجلسا اخترقته مجموعة من مراهقي السياسة والانتهازيين وفداوية بعض الشيوخ والمشايخ وطائفيين من الدرجة الأولى. نعم كانوا قلة، ولكن ظهورهم الإعلامي واضح بشدة وأثرهم على القرارات كان كبيرا لعلو أصواتهم وفجاجة أطروحاتهم وحمل تيار الإخوان المسلمين وهو تيار سياسي عريق واسع انتشاره في البلد كل الأخطاء وصوروه بالخطر الكبير على الكويت خطر يفوق الأخطار الحقيقية المحدقة بالبلد مثل الفساد المالي والإداري والطائفية المستوردة والواسطة والمحسوبية وذلك بتهويل أخطاء رموزه السياسية في الكويت وخارجها وحاولوا تخويف السلطة منه، وصمت نواب المجلس السابق حتى من كنا نعدهم إسلاميين عما يجري في سورية الشقيقة من حمامات دم بحجة النأي بالكويت عن القضايا الخارجية ولكنهم أقاموا الدنيا وأقعدوها على تصريح شخص متهور، بل جعلوا فترة المجلس السابق القصيرة مجالا للدعاية وكسب الشعبية لهم.

لذا إن المشاركة الآن أوجب من المقاطعة أو السلبية حماية للوطن من عودة هؤلاء للمجلس وازدياد عددههم وأناشد رموز الديموقراطية الكويتية المخضرمين إن استمروا في المقاطعة وعدم الترشيح حض الناس على حسن الاختيار ممن قبل بالترشيح ونحسبهم أهلا للإصلاح ومحلا للثقة خوفا من أن يستلم «سكان» سفينة المجلس رضيف أو تباب أو نهام فاقد الرشد والرؤية يغرقها في الغبة أو يرسيها على بر التيه، إن السادة الأفاضل محمد العدساني، أحمد السعدون، وجاسم الخرافي مطالبون قبل غيرهم بعدم السلبية وبذل الجهد الشديد بالمشورة والرأي حتى لا يضيع جهدهم الطويل في صنع الديموقراطية الحديثة لتجنيب البلد أزمة جديدة قد لا يتحملها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي