رصد القلم / الهمز واللمز الإعلامي

u0639u0628u062fu0627u0644u062du0643u064au0645 u0633u0644u0645u0627u0646 u0627u0644u0643u0631u064au062fu064a
عبدالحكيم سلمان الكريدي
تصغير
تكبير
| عبدالحكيم سلمان الكريدي |

احياناً تشدني بعض أسماء المواقع الإلكترونية من حيث التسمية التي أكن لها كل أحترام نظراً لقربها من قلبي بالفطرة، بل وكما يقول المثل (تمشي في دمي) فسرعان ما أبادر بالدخول اليها من خلال تصفحها الكترونياً وقراءة مانشيتاتها، التي تؤكد لي ومن الوهلة الأولى بأنني أنا الذي على الفطرة ظناً وسعياً، وليس من ظننتهم بأنهم على قلبي بعد أن اتضح لي بأنهم يستخدمون اسم الشعار المستترين خلفه لممارسة (النميمة) الإعلامية! فأجد بأن أغلب مايريدون ايصاله من رأي أو رغبة هو مغلف في الغموض! الأمر الذي دعاني للتفكير بتعجب عن سبب لجوء مثل هؤلاء الأشخاص لأساليب «شوارعية» مستخدمين إشارات الهمز واللمز الإعلامي، ولا يجرؤون على التعبير بصورة واضحة رغم حرية التعبير التي كفلها القانون، وهنا أدركت تماماً بأنني في موقع شوارعي أشبه بمقاهي الرصيف، فهذا الأمر له تفسيران، أما أن تكون الأهداف مشبوهة أو يكون صاحب هذا الموقع ضعيف الشخصية أتى من فراغ وبالتالي انساق وراء التحدث بالاشارات من دون الجرأة بمواجهة الحجة بالحجة كما يفعل الرجال! فالواضح بأنه عجز تماماً عن مجاراة التيار المعاكس له فطبّق المثل «المصري» (ساب الحمار ومسك في البردعة)! «عذراً للفظ»، ان من يقوم بقذف الأشخاص بتهم جزافاً من دون تقديم ما يدل على إدانتهم مادياً أو معنوياً فهو شخص فاسق أمتلأ قلبه بالحقد و الحسد خصوصاً اذا كان المقصود بالأساءة هو شخصية ناحجة ومرموقة فحتماً سيكون له حسّاد وأحقاد فتلك هي ضريبة النجاح، وهذا دليل على لجوئهم لمثل هذا الأسلوب الشوارعي الرخيص لعجزهم عن تشويه اسمه وصورته بالأدلة والبراهين لافتقارهم لها بسبب نظافة خصمهم و حسن سيرته وسلوكه، وعليه فإني أذكر بقول الله تعالى {يأَيُّهَا الذِينَ آَمنوا اِنْ جاءكُمْ فَاسِق بِنبأٍ فتبَيَّنوا أَن تُصِيبُوا قومًا بجهالةٍ فتُصبِحُوا عَلَى مَا فَعَلتمْ نَادمين} الحجرات (6)، أن التحدث من خلال القنوات الرسمية في وضح النهار وتحت غطاء القانون وحسب بنوده يعتبر سلوكاً حضارياً متقدماً يشير الى الرقي والالتزام بالنظام والقانون، الذي كفل مثل هذه الحرية، لكن يبدو أن هناك من يسعى الى سد وتهميش هذه القنوات الرسمية ومحاربتها بقصد حجبها عن ممارسة دورها الطبيعي من حيث تكافؤ الفرص على أرض الواقع قاصداً بذلك تكميم الأفواه التي يراها مخالفة له بالرأي و المسلك، لكنه لا يجرؤ على أن يقولها بصراحة حيث لجأ الى التخاطب بلغة الهمز واللمز الشوارعية إعلامياً، فذلك هو الأسلوب الإجرامي المشبوه من حيث الوسيلة، لذلك فأنا أتوقع بأن أقرأ في لوبي المقهى بالأيام المقبلة (واحد مقال وصلّحوو)!



* كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي