الأجوبة المفيدة / عن أسئلة العقيدة

u0627u0644u062fu0643u062au0648u0631 u0648u0644u064au062f u0627u0644u0639u0644u064a
الدكتور وليد العلي
تصغير
تكبير
|الدكتور وليد العلي|

زاوية نعرض من خلالها لكل ما يعن لقراء «الراي» الأعزاء من أسئلة تتعلق بالعقيدة الاسلامية، وتحتاج الى توضيح وبيان، يجيب **عنها الأستاذ الدكتور وليد محمد عبدالله العلي، امام وخطيب المسجد الكبير، واستاذ العقيدة بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية جامعة الكويت.

وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة

([email protected])

أو فاكس رقم: (24815921)



عناية الاسلام بالأسرة (1)



يا معاشر السادة الكرام، المزينين بالألباب والأفهام:

ان خاتمة الشرائع السماوية وهي شريعة الاسلام، قد حفلت وتكفلت بكل ما يصلح شؤون الانام، فمن ذلك عناية دين الاسلام بالأسرة وأفرادها، عناية بالغة قد يطول المقام في سردها وتعدادها.

فقد أسس بنيان هذه الأسرة على ميثاق قد غلظه الشارع الحكيم، وجعل الله من آياته ما في الأسرة من السكينة والرحمة والود الحميم، «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون».

فاشتق الله تعالى للزوجين من اسمه الودود: صفة المودة وهي دثار الجوارح، كما اشتق لهما سبحانه من اسمه الرحيم: صفة الرحمة وهي شعار الجوانح.

فمن رام من الناس بلوغ السعادة الزوجية الأسنى: فعليه ان يعاشر الآخر بمقتضى أسماء الله الحسنى، وهذا يعم المعاشرة حال الوفاق والائتلاف، كما يعمها في حال الشقاق والاختلاف.

وقد تجلت عناية الاسلام بالأسرة في اختيار الزوجة والحث على الظفر بذات الدين، التي ان أمرها أطاعته وان نظر اليها سرته وان غاب عنها نصحته في المال والبنين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) أخرجه البخاري ومسلم.

وان من بركة الدين على المتدينين: ذكر الله تعالى في كل وقت وحين، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو ان أحدهم اذا أراد ان يأتي أهله قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فانه ان يقدر بينهما ولد في ذلك: لم يضره شيطان أبدا) أخرجه البخاري ومسلم.

فصرف العناية لحسن تربية الأولاد في شريعة الاسلام: قد جاء الحث عليه قبل ان تستقر الأجنة في الأرحام.

كما جاء الحث بعد ذلك على حسن التسمي، لما لهذا الاسم الحسن من أثر بالغ على المتسمي، فعن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان أحب أسمائكم الى الله عبدالله وعبدالرحمن).

فقد يورث الاسم الحسن صاحبه بعض ما فيه من فضائل الأوصاف، وربما كان له أوفر الحظ والنصيب من قبح ما فيه من دلائل الاتصاف، فعن المسيب بن حزن رضي الله عنه: (ان أباه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟ قال: حزن. قال: انت سهل. قال: لا أغير اسما سمانيه أبي. قال: سعيد بن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد) أخرجه البخاري.

وتتجلى شمائل ومحاسن دين الاسلام التي ليس لها انقطاع، برعاية الطفل بعد ذلك حولين كاملين حتى يتم له الرضاعة، فعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه: (ان ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، اني قد ظلمت نفسي وزنيت، واني أريد ان تطهرني. فرده، فلما كان من الغد أتاه فقال: يا رسول الله، اني قد زنيت. فرده الثانية، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قومه فقال: أتعلمون بعقله بأسا؟ تنكرون منه شيئا؟ فقالوا: ما نعلمه الا وفي العقل من صالحينا في ما نرى. فأتاه الثالثة فأرسل اليهم أيضا فسأل عنه، فأخبروه انه لا بأس به ولا بعقله، فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم. قال: فجاءت الغامدية فقالت: يا رسول الله، اني قد زنيت فطهرني. وانه ردها، فلما كان الغد قالت: يا رسول الله، لم تردني؟ لعلك ان تردني كما رددت ماعزا؟ فوالله، اني لحبلى. قال: اما لا، فاذهبي حتى تلدي. فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة قالت: هذا قد ولدته. قال: اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه. فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت: هذا يا نبي الله، قد فطمته وقد أكل الطعام. فدفع الصبي الى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها الى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه اياها، فقال: مهلا يا خالد، فوالذي نفسى بيده، لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له. ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت) أخرجه مسلم، وفي رواية له: (فقال له عمر: تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت؟ فقال: لقد تابت توبة، لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت توبة أفضل من ان جادت بنفسها لله تعالى؟)...

فهذه عناية الاسلام برضاعة طفل قد تولد من السفاح! فما ظنكم بحسن رعاية أحكامه لطفل هو ثمرة النكاح؟

لذا نجد ان الشريعة قد أولت الطفل حظه من المداعبة، وفسحت له قبل سن التمييز وزمن التأهيل في الملاعبة، فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه أو قال شفته يعني الحسن بن علي صلوات الله عليه، وانه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم) أخرجه أحمد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي