الجيش انتشر على «خط النار» السني - العلوي في طرابلس عكار استعادت هدوءها و«نزوح جماعي» عبر العريضة الحدودية

لبناني يرفع العلم في طرابلس أمس (ا ف ب)

لبناني يرفع العلم في طرابلس أمس (ا ف ب)




| بيروت - «الراي» |
لفّ الهدوء الحذر شمال لبنان امس غداة المواجهات العنيفة التي دارت في حلبا (عكار) بين أنصار «تيار المستقبل» من جهة و«الحزب السوري القومي الاجتماعي» وعلى «خط النار» بين باب التبانة والقبة (السنية) وجبل محسن (العلوية) في طرابلس والتي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 18 قتيلاً وعشرات الجرحى.
ومع وقف إطلاق النار الذي ساد صباحاً في طرابلس، تقدّمت وحدات مؤللة من الجيش الى منطقتي باب التبانة والمنطقة الفاصلة عن جبل محسن وتحديداً في شارع سورية، غداة الليل الطويل الذي لم تهدأ فيه الاشتباكات التي استخدمت فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، والتي بلغت ذروتها قرابة الرابعة فجراً، حيث استُعملت الاسلحة الثقيلة نوع «ار بي جي» والقذائف الصاروخية على نطاق واسع بين المنطقتين.
وفيما اشار مصدر امني الى ان المواطنة مروى ناصر قتلت في منزلها فيما جُرح ثلاثة آخرون، وان نحو سبعة آلاف شخص نزحوا من باب التبانة بسبب المعارك، سُجل احتراق منازل عدة في منطقتي جبل محسن والتبانة نتيجة القصف الصاروخي المتبادل.
واستمرّت «المعارك» حتى التاسعة صباحاً لا سيما في منطقة البكار في القبة، وهي منطقة متاخمة لجبل محسن.
وسارع نائب طرابلس مصباح الاحدب (من الأكثرية) الى الترحيب بانتشار الجيش مشددا لـ «فرانس برس» على ضرورة استكمال هذه الخطوة «باخراج مسلحي الحزب القومي (السوري الاجتماعي- معارضة) الذين استقدموا الى المدينة من مناطق اخرى».
وقال: «حمّلتُ الجيش مسؤولية بقائهم في طرابلس حتى لا يتكرر ما جرى في عكار» (قتل 14 شخصا غالبيتهم من الحزب الموالي لسورية)، لافتاً الى ان «الجيش يواجه تحدياً كبيراً وعليه ان يثبت ان دوره لم يكن حامياً للميليشيات».
في المقابل برّر رئيس الوزراء السابق عمر كرامي (سنّي من المعارضة) ردة فعل حزب الله على قرارات الحكومة وإن كان اقر بـ «عمق الجرح» الذي خلفته بين السنّة والشيعة.
وقال كرامي في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس ان قرارات الحكومة «وضعت المقاومة في الزاوية بحيث لم يعد امامها الا الاستسلام او فعل ما فعلته»، مشيراً الى ان «ما يحكى عن استعمال المقاومة السلاح في الداخل، رغم انها لم تلجأ الا للسلاح الخفيف ما كان الا بسبب قراري الحكومة».، مضيفاً: «ولكن اذا انقلب الوضع واصبحت القضية تناحر مذاهب اما نجلس في بيوتنا او نكون مع طائفتنا».
وراى ان الجيش عالج الازمة «بحكمة وحيادية»، مستغربا انتقاده من الاكثرية كأنهم «يريدون منه ان يقاتل المقاومة ويكون فريقا».
ويذكر ان منطقة طرابلس والجوار شهدت أزمة رغيف اذ تهافت المواطنون على الافران التي عانت نقصا في مادة الطحين، نتيجة الاحداث التي حصلت وقطع عدد من الطرق، مما أعاق وصول الشاحنات التي تقل هذه المادة.
وفي عكار، وغداة المواجهات «الطاحنة» بين أنصار «المستقبل» وعناصر «القومي» والتي أدّت الى سقوط 17 قتيلاً غالبيتهم من الحزب القريب من سورية، شهدت المنطقة هدوءاً تَرافق مع تسلُّم الجيش المراكز الحزبية التابعة لمختلف الأطراف في عكار، وجابت دوريات الجيش في ساحات حلبا وعلى طول الطريق الممتدة من حلبا حتى العبدة (على الحدود مع سورية).
وفُتحت امس الطرق ولوحظ على نقطة العريضة الحدودية خروج الكثير من الرعايا الأجانب لبنان عبر سورية بعد قفل مطار بيروت.
وكانت ادارة مستشفى عكار - رحال نفت في بيان لها «ما اذيع في بعض وسائل الاعلام وما اعلنه الحزب «السوري القومي الاجتماعي» ان بعض الجرحى تمت تصفيتهم على مرأى من الاطباء والممرضين والقوى الامنية داخل المستشفى».