عطف الخبر / تحالم النظم

فاضل الزباد


| فاضل الزباد* |
ليست كتابة الشعر هواية يتسلى بها اللاهون ولا تدريبا معدا له يخضع صاحبه لميدان اختبار ولا مهنة تستوجب مداهنة **وكفاية مادية، انما هي تجربة مريرة متواصلة واقتحام لمفهوم الألم والمعاناة والقلق والتوتر والتقدم والانحسار والرسوخ والتأرجح والاختلاف والاتفاق والواقع والحلم، ذلك لأنها موهبة تأخذ مصداقيتها من ذلك كله فهي سجية وطبعا اريد لها ان تكون فعلا قائما بذاته ولا يوصف بها الا لمن كان عطاؤه إيمانا ذاتيا بجدوى ما يكتب ويقينا تمهد طريقة الاستجابة.
لذلك فأن هذه التجربة لابد لها وان تكون بعيدة عن التقليد وعن المحاكاة، وعن ارتداء أثواب الآخرين بحجة مطارحة الاسلوب وانتهاج التأثر، فالتجربة الشعرية ممعنة بالإبداع ومرهونة بالحقائق ومشكلة بالأحاسيس المتوارية والمزدهرة بفرصه المثول امام إرهاصات الإفصاح، فكتابة الشعر هي نبرة داخلية سامية بطائنها دفينة لكنها تتألق بالتحاور مخترقة آفاق التجدد موضحة معانيها بحيوية اللغة وانسجام المعاني والألفاظ، نجدها معقودة برباط الالفة وموصولة بتزامنها مع الإلهام ومقدرة بالتجذر الأصيل فهي تمثل حياة لان لها علاقة متأنية مع الصدق وهي بقاء لان لها نظرة ثاقبة مع الوفاء وهي تكامل لان كنهها متغلغل مع التفاني.
تثبت حضورها بجدارة وتقترن بكينونة الانتشاء باعتزاز.
لذا تكون كتابة الشعر حالة سوية لإلهام غير طبيعي تحس معه بتدفق تعابير الصور الشعرية وفق نسق متحاور ومتواز مع عمق التفاعل.
والتجربة الشعرية تمر بمراحل صقل وتشذيب، وكلما تقادمت عليها السنون والظروف كلما بلغت من النضج ما يكفي لان تكون واثقة من مجاراتها لامكانات الشاعر، فهي ليست عفويه تسقط في المزاجية بل وقفه نادرة عاقدة العزم على تبني أسلوب الطرح المنطلق الذي يشتاق دائما الى البوح الرزين من دون إشكالية او شائبة او اختلاق او تملق، فهي شعلة نادرة بالتناغم وتفاؤل ينم عن حالة الاقرار بعلو الرفاه وهيبة الثبات باعتلاء منابر السؤدد.
* شاعر وكاتب
- قراءة من كتابي مزن الكلمات
[email protected]
Twitter: @hiwaralfikr
ليست كتابة الشعر هواية يتسلى بها اللاهون ولا تدريبا معدا له يخضع صاحبه لميدان اختبار ولا مهنة تستوجب مداهنة **وكفاية مادية، انما هي تجربة مريرة متواصلة واقتحام لمفهوم الألم والمعاناة والقلق والتوتر والتقدم والانحسار والرسوخ والتأرجح والاختلاف والاتفاق والواقع والحلم، ذلك لأنها موهبة تأخذ مصداقيتها من ذلك كله فهي سجية وطبعا اريد لها ان تكون فعلا قائما بذاته ولا يوصف بها الا لمن كان عطاؤه إيمانا ذاتيا بجدوى ما يكتب ويقينا تمهد طريقة الاستجابة.
لذلك فأن هذه التجربة لابد لها وان تكون بعيدة عن التقليد وعن المحاكاة، وعن ارتداء أثواب الآخرين بحجة مطارحة الاسلوب وانتهاج التأثر، فالتجربة الشعرية ممعنة بالإبداع ومرهونة بالحقائق ومشكلة بالأحاسيس المتوارية والمزدهرة بفرصه المثول امام إرهاصات الإفصاح، فكتابة الشعر هي نبرة داخلية سامية بطائنها دفينة لكنها تتألق بالتحاور مخترقة آفاق التجدد موضحة معانيها بحيوية اللغة وانسجام المعاني والألفاظ، نجدها معقودة برباط الالفة وموصولة بتزامنها مع الإلهام ومقدرة بالتجذر الأصيل فهي تمثل حياة لان لها علاقة متأنية مع الصدق وهي بقاء لان لها نظرة ثاقبة مع الوفاء وهي تكامل لان كنهها متغلغل مع التفاني.
تثبت حضورها بجدارة وتقترن بكينونة الانتشاء باعتزاز.
لذا تكون كتابة الشعر حالة سوية لإلهام غير طبيعي تحس معه بتدفق تعابير الصور الشعرية وفق نسق متحاور ومتواز مع عمق التفاعل.
والتجربة الشعرية تمر بمراحل صقل وتشذيب، وكلما تقادمت عليها السنون والظروف كلما بلغت من النضج ما يكفي لان تكون واثقة من مجاراتها لامكانات الشاعر، فهي ليست عفويه تسقط في المزاجية بل وقفه نادرة عاقدة العزم على تبني أسلوب الطرح المنطلق الذي يشتاق دائما الى البوح الرزين من دون إشكالية او شائبة او اختلاق او تملق، فهي شعلة نادرة بالتناغم وتفاؤل ينم عن حالة الاقرار بعلو الرفاه وهيبة الثبات باعتلاء منابر السؤدد.
* شاعر وكاتب
- قراءة من كتابي مزن الكلمات
[email protected]
Twitter: @hiwaralfikr