سموه أشاد بحكم «الدستورية»: لا سلطة ولا سقف يعلو على سلطة الحق والعدالة
الأمير: الكويت انتصرت... لا غالب ولا مغلوب

سمو الأمير يلقي كلمته للمواطنين





أكد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أن ما شهدته البلاد خلال الفترة الماضية، وانتهى بحكم المحكمة الدستورية أمس كان تجربة مريرة ولكنها لم تكن معركة فيها منتصر ومهزوم ولا منازلة فيها غالب ومغلوب فالكويت هي المنتصرة وهي الفائزة.
وقال سموه في كلمة موجهة للمواطنين أمس بعد صدور حكم المحكمة الدستورية بشأن الطعون الانتخابية ان الحكم التاريخي سطر حقيقة ناصعة أن الكويت دولة مؤسسات يحكمها الدستور والقانون وان لا سلطة ولا سقف يعلو على سلطة الحق والعدالة، يحرص أهلها عند اختلافهم على الاحتكام للقضاء والالتزام بالقنوات والأطر الدستورية. وهي سمة حضارية والتزام بمرجعياتنا وانتصار للديموقراطية يحق لكل كويتي أن يفخر بها.
وذكر سموه أنه يلتمس العذر لمن أخذه الحماس فانحرف عن جادة الحق والصواب سائلين الله لهم الهداية والرشاد، وأنه من موقفه كمسؤول ووالد للجميع يحمل همومهم وأعمل جاهدا لاسعادهم يشهد الله بأنه لا يحمل ضغينة ولا حقدا على أحد على الاطلاق. وهل يعرف الأب غير المحبة والمودة والرحمة لأبنائه؟
وتحدث سموه عما برز أخيرا على ساحتنا من مظاهر وممارسات مستنكرة في مجتمعنا تحمل نفسا طائفيا بغيضا من شأنه استدراج نار التعصب والتطرف وافتعال أسباب الفتنة المدمرة وهو ما يرفضه ويدينه كل كويتي مخلص لوطنه، مؤكدا سموه أنه لن يسمح بأن تكون بلدنا ساحة للصراعات الطائفية وتصفية الحسابات المريضة. وفي ما يلي نص الكلمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. احييكم أطيب تحية وأدعو المولى العزيز أن تكونوا جميعا على خير حال... وبعد.
لقد رأيت لزاما أن أتحدث إليكم اليوم بعد أن اصدرت المحكمة الدستورية حكمها الذي انتظرناه جميعا في قضية تباينت الاجتهادات حولها وشغلت الناس وأشاعت جوا من القلق في النفوس والاحتقان في البلاد.
حقيقة مهمة ساطعة يسطرها هذا الحكم التاريخي وهي أن الكويت دولة مؤسسات يحكمها الدستور والقانون وان لا سلطة ولا سقف يعلو على سلطة الحق والعدالة. يحرص أهلها عند اختلافهم على الاحتكام للقضاء والالتزام بالقنوات والأطر الدستورية. وهي سمة حضارية والتزام بمرجعياتنا وانتصار للديموقراطية يحق لكل كويتي أن يفخر بها.
وأكرر لكم اليوم ما قلته من قبل بأنني أقبل عن طيب خاطر حكم المحكمة الدستورية أيا كان وأدعو جميع المواطنين الى احترامه والامتثال له اجلالا واحتراما لقضائنا الشامخ واعلاء لمنزلته والتزاما بدستورنا وهو ما حرصنا عليه دائما وسوف نظل نحرص عليه بعون الله.
وقد وجهت مجلس الوزراء باتخاذ الاجراءات الكفيلة بتنفيذه. الآن وقد قال القضاء قوله الفصل علينا ان نترك هذه القضية وذيولها المفتعلة خلفنا ونواصل مسيرتنا في الاصلاح والتنمية مدركين دروس هذه التجربة وعظاتها.
قال تعالى «فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا».
وأول هذه الدروس أن نؤكد بأن ما شهدته البلاد كان تجربة مريرة ولكنها لم تكن معركة فيها منتصر ومهزوم ولا منازلة فيها غالب ومغلوب فالكويت بفضل الله وتوفيقه هي المنتصرة وهي الفائزة.
اننا نفترض حسن الغرض وسلامة القصد للجميع واذا كنا نسجل بالاعتزاز مواقف الاخوة المواطنين الذين انسجموا مع مبادئهم وتحملوا مسؤوليتهم بالتعبير عن آرائهم وتوجهاتهم فإننا نلتمس العذر لمن أخذه الحماس فانحرف عن جادة الحق والصواب سائلين الله لهم الهداية والرشاد. ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر والتقدير لرئيس وأعضاء مجلس الأمة بما قاموا به من جهود مخلصة في تحمل أعباء مسؤوليتهم وأداء واجبهم الوطني وما حققوه من انجاز.
وندعو الجميع الى الالتزام بقيم إسلامنا الحنيف وتعاليمه السمحاء والتحلي بأخلاق الآباء والأجداد الحميدة والتأسي بقيمهم الكريمة في التسامح والتراحم والتعاون والتكاتف وعفة القلب واليد واللسان وتوقير الكبير ورعاية الصغير وأن يعود الجميع تحت مظلة وحدتنا الوطنية درع الكويت الحصينة التي لا ترد أحدا من أبنائها.
وإنني من موقفي كمسؤول ووالد للجميع أحمل همومهم وأعمل جاهدا لاسعادهم أشهد الله بأنني لا أحمل ضغينة ولا حقدا على أحد على الاطلاق. وهل يعرف الأب غير المحبة والمودة والرحمة لأبنائه وإن تعاطف الحاكم وتلاحمه مع شعبه وارتباطه معهم سمة أساسية في مجتمعنا الكويتي توارثناها ونتمسك بها على مر الأجيال.
إخواني وأبنائي إن الديموقراطية قدرنا الذي ارتضيناه وخيارنا الذي اخترناه أساسها الشورى التي توارثها مجتمعنا جيلا بعد جيل وجسدها حديثا دستورنا الذي وضعه ممثلو شعبنا وصاغوا أحكامه بضمائرهم ووجدانهم عن طريق الحوار والتوافق والتفاهم فكانت موافقة وإجماع الجميع.
إن الديموقراطية التي تعيش في كنفها المجتمعات المتقدمة لم تتحقق بخطوة واحدة ولم تأت بين عشية وضحاها بل جاءت بعد سلسلة طويلة من التجارب والممارسات ومجتمعنا الكويتي ليس استثناء من المجتمعات الأخرى وعلينا جميعا تقع مسؤولية صيانة وتطوير نظامنا الديموقراطي لكي نحقق ما نصبو إليه من آمال وطموحات في ارتقاء وطننا ورفعته دون هيمنة فئة أو سيطرة جماعة أو تهميش أخرى بل ضمان تمثيل جميع شرائح الكويتيين وتعزيز المشاركة الشعبية وارساء ثقافة الحوار والتفاهم والتوافق وقبول الاختلاف والتعددية واحترام الرأي الاخر ونبذ العنف والتطرف والتشدد والتعصب والابتعاد عن الشخصانية والمصالح والاهواء والحرص على رقي الخطاب وعدم التجريح أو مس كرامات الاخرين وجعل مصلحة الكويت العليا فوق كل اعتبار... هذه هي الممارسة الديموقراطية الصحيحة التي نطمح الى بلوغها ونعمل على تحقيقها وتطوير مسيرتنا الديموقراطية بالحوار والتوافق والتفاهم والتشاور الذي يخدم مصلحة الوطن والمواطنين وعلينا جميعا أن نعمل جادين على ترشيد وانضاج ممارستنا الديموقراطية حتى نحقق المأمول من الأهداف والغايات.
وإذا كنا نفخر بدستورنا الشامل ونحرص على حمايته وصيانته فان علينا ان نلتزم بجميع أحكامه نصا وروحا تماما كما نفخر ونعتز بقضائنا النزيه العادل ونلجأ إليه في كل ما نختلف حوله كمرجعية راسخة حاكمة علينا تجسيد احترامه ودعم سلطانه والالتزام الصادق بجميع أحكامه والعمل دائما على صيانة مكانته العالية المعهودة فهذه الأحكام وحدة لا تتجزأ لا نملك إلا قبولها واحترامها والالتزام بتنفيذها.
أخواني وأبنائي الأعزاء لقد أثبت الشعب الكويتي مرة أخرى خلال الأزمة أصالة معدنه وصدق ولائه لوطنه وحرصه على مصلحة الكويت وحماية أمنها واستقرارها فرفض دعوات الفتنة والانقسام ونبذ أصوات الفوضى والبغضاء وتمسك بوحدته الوطنية والتف حول قيادته.
ولا أخفي عليكم أيها الأخوة والأبناء مشاعر القلق إزاء ما برز أخيرا على ساحتنا من مظاهر وممارسات مستنكرة في مجتمعنا تحمل نفسا طائفيا بغيضا من شأنه استدراج نار التعصب والتطرف وافتعال أسباب الفتنة المدمرة وهو ما يرفضه ويدينه كل كويتي مخلص لوطنه. ولن نسمح بأن يكون بلدنا ساحة للصراعات الطائفية وتصفية الحسابات المريضة ولن نسمح لأشواك الفتنة أن تبث سمومها في جسد مجتمعنا المتماسك.
ويعلم الجميع التزامنا الثابت بمواقفنا المبدئية وحجم التضحيات والجهود الايجابية التي قدمتها وتقدمها الكويت في سبيل نصرة أشقائنا العرب والمسلمين ودعم مبادئ الحق والعدالة. ونسأله تعالى أن يعز الحق وينصر المظلوم ويحقن دماء أشقائنا العرب والمسلمين ويحفظ كرامة الانسان في كل مكان.
إننا حريصون على صيانة ثوابتنا والتمسك بمكتسباتنا الوطنية وحماية الحرية التي ننعم بها بالقدر الذي يحسد المسؤولية ويحفظ المصلحة الوطنية العليا.
اخواني وابناء أهل الكويت الأوفياء ان أمن الكويت واجب مقدس لا تهاون فيه ولا تساهل وهو على رأس الأولويات والاهتمامات.
فلا بناء ولا تنمية ولا اقتصاد ولا خدمات ولا مدارس ولا مستشفيات في غياب الأمن. واعلموا أن حماية أمن البلاد مسؤولية الجميع وواجب الجميع وهي أمانة تقتضي الوعي والحكمة وروح المسؤولية وتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من مصالح واهتمامات وأهواء.
إن أولى اولوياتنا في المرحلة الراهنة حماية وطننا من شرور الكوارث المحيطة بنا وصيانة أمنه واستقراره وتحصينه ضد العواصف الهوجاء التي تزمجر حولنا تحرق البلاد وتهلك العباد وتنشر الدمار والخراب حيث مئات الأبرياء يسقطون قتلى وجرحى كل يوم وملايين المشردين يهجرون أوطانهم طلبا للنجاة. قال تعالى «وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون».
صدق الله العظيم تبصروا فيما يحدث غير بعيد عنا ولنحمد الله على ما أسبغ علينا من نعم الأمن والامان والاستقرار والسلام والطمأنينة والهدوء والرفاه والعيش الكريم. ولندعوه جلت قدرته أن يحفظ الكويت كعهدها دار آمن وأمان ويحميها وأهلها من كل مكروه.
«رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات» صدق الله العظيم إخواني وأبنائي الأعزاء ان أمامنا طريقا طويلا من الصعاب والتحديات التي لابد من مواجهتها والتغلب عليها لتحقيق أهدافنا الوطنية. نعم... إن الطريق طويل وشائك والتحديات كبيرة على مختلف الصعد والمستويات ولكننا بعون الله وتوفيقه وعزيمة الكويتيين وتعاونهم وتكاتفهم قادرون إن شاء الله على النجاح وتحقيق الأهداف.
«وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب».
صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
• أشهد الله بأنني لا أحمل ضغينة ولا حقداً على أحد ... هل يعرف الأب غير المحبة والمودة لأبنائه؟
• إذا كنا نفتخر بدستورنا الشامل ونحرص على حمايته وصيانته فإن علينا التزام جميع أحكامه
• لن نسمح بأن يكون بلدنا ساحة للصراعات الطائفية وتصفية الحسابات المريضة
• أمن الكويت واجب مقدس لا تهاون فيه ولا تساهل وهو على رأس الأولويات والاهتمامات
• لن نسمح بأن يكون بلدنا ساحة للصراعات الطائفية وتصفية الحسابات المريضة
• أشهد الله بأنني لا أحمل حقداً على أحد... وهل يعرف الأب غير المحبة والرحمة لأبنائه؟
• نلتمس العذر لمن أخذه الحماس فانحرف عن جادة الصواب سائلين الله لهم الهداية
• علينا مسؤولية تطوير نظامنا الديموقراطي لتحقيق آمالنا دون هيمنة فئة وتهميش أخرى
وقال سموه في كلمة موجهة للمواطنين أمس بعد صدور حكم المحكمة الدستورية بشأن الطعون الانتخابية ان الحكم التاريخي سطر حقيقة ناصعة أن الكويت دولة مؤسسات يحكمها الدستور والقانون وان لا سلطة ولا سقف يعلو على سلطة الحق والعدالة، يحرص أهلها عند اختلافهم على الاحتكام للقضاء والالتزام بالقنوات والأطر الدستورية. وهي سمة حضارية والتزام بمرجعياتنا وانتصار للديموقراطية يحق لكل كويتي أن يفخر بها.
وذكر سموه أنه يلتمس العذر لمن أخذه الحماس فانحرف عن جادة الحق والصواب سائلين الله لهم الهداية والرشاد، وأنه من موقفه كمسؤول ووالد للجميع يحمل همومهم وأعمل جاهدا لاسعادهم يشهد الله بأنه لا يحمل ضغينة ولا حقدا على أحد على الاطلاق. وهل يعرف الأب غير المحبة والمودة والرحمة لأبنائه؟
وتحدث سموه عما برز أخيرا على ساحتنا من مظاهر وممارسات مستنكرة في مجتمعنا تحمل نفسا طائفيا بغيضا من شأنه استدراج نار التعصب والتطرف وافتعال أسباب الفتنة المدمرة وهو ما يرفضه ويدينه كل كويتي مخلص لوطنه، مؤكدا سموه أنه لن يسمح بأن تكون بلدنا ساحة للصراعات الطائفية وتصفية الحسابات المريضة. وفي ما يلي نص الكلمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. احييكم أطيب تحية وأدعو المولى العزيز أن تكونوا جميعا على خير حال... وبعد.
لقد رأيت لزاما أن أتحدث إليكم اليوم بعد أن اصدرت المحكمة الدستورية حكمها الذي انتظرناه جميعا في قضية تباينت الاجتهادات حولها وشغلت الناس وأشاعت جوا من القلق في النفوس والاحتقان في البلاد.
حقيقة مهمة ساطعة يسطرها هذا الحكم التاريخي وهي أن الكويت دولة مؤسسات يحكمها الدستور والقانون وان لا سلطة ولا سقف يعلو على سلطة الحق والعدالة. يحرص أهلها عند اختلافهم على الاحتكام للقضاء والالتزام بالقنوات والأطر الدستورية. وهي سمة حضارية والتزام بمرجعياتنا وانتصار للديموقراطية يحق لكل كويتي أن يفخر بها.
وأكرر لكم اليوم ما قلته من قبل بأنني أقبل عن طيب خاطر حكم المحكمة الدستورية أيا كان وأدعو جميع المواطنين الى احترامه والامتثال له اجلالا واحتراما لقضائنا الشامخ واعلاء لمنزلته والتزاما بدستورنا وهو ما حرصنا عليه دائما وسوف نظل نحرص عليه بعون الله.
وقد وجهت مجلس الوزراء باتخاذ الاجراءات الكفيلة بتنفيذه. الآن وقد قال القضاء قوله الفصل علينا ان نترك هذه القضية وذيولها المفتعلة خلفنا ونواصل مسيرتنا في الاصلاح والتنمية مدركين دروس هذه التجربة وعظاتها.
قال تعالى «فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا».
وأول هذه الدروس أن نؤكد بأن ما شهدته البلاد كان تجربة مريرة ولكنها لم تكن معركة فيها منتصر ومهزوم ولا منازلة فيها غالب ومغلوب فالكويت بفضل الله وتوفيقه هي المنتصرة وهي الفائزة.
اننا نفترض حسن الغرض وسلامة القصد للجميع واذا كنا نسجل بالاعتزاز مواقف الاخوة المواطنين الذين انسجموا مع مبادئهم وتحملوا مسؤوليتهم بالتعبير عن آرائهم وتوجهاتهم فإننا نلتمس العذر لمن أخذه الحماس فانحرف عن جادة الحق والصواب سائلين الله لهم الهداية والرشاد. ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر والتقدير لرئيس وأعضاء مجلس الأمة بما قاموا به من جهود مخلصة في تحمل أعباء مسؤوليتهم وأداء واجبهم الوطني وما حققوه من انجاز.
وندعو الجميع الى الالتزام بقيم إسلامنا الحنيف وتعاليمه السمحاء والتحلي بأخلاق الآباء والأجداد الحميدة والتأسي بقيمهم الكريمة في التسامح والتراحم والتعاون والتكاتف وعفة القلب واليد واللسان وتوقير الكبير ورعاية الصغير وأن يعود الجميع تحت مظلة وحدتنا الوطنية درع الكويت الحصينة التي لا ترد أحدا من أبنائها.
وإنني من موقفي كمسؤول ووالد للجميع أحمل همومهم وأعمل جاهدا لاسعادهم أشهد الله بأنني لا أحمل ضغينة ولا حقدا على أحد على الاطلاق. وهل يعرف الأب غير المحبة والمودة والرحمة لأبنائه وإن تعاطف الحاكم وتلاحمه مع شعبه وارتباطه معهم سمة أساسية في مجتمعنا الكويتي توارثناها ونتمسك بها على مر الأجيال.
إخواني وأبنائي إن الديموقراطية قدرنا الذي ارتضيناه وخيارنا الذي اخترناه أساسها الشورى التي توارثها مجتمعنا جيلا بعد جيل وجسدها حديثا دستورنا الذي وضعه ممثلو شعبنا وصاغوا أحكامه بضمائرهم ووجدانهم عن طريق الحوار والتوافق والتفاهم فكانت موافقة وإجماع الجميع.
إن الديموقراطية التي تعيش في كنفها المجتمعات المتقدمة لم تتحقق بخطوة واحدة ولم تأت بين عشية وضحاها بل جاءت بعد سلسلة طويلة من التجارب والممارسات ومجتمعنا الكويتي ليس استثناء من المجتمعات الأخرى وعلينا جميعا تقع مسؤولية صيانة وتطوير نظامنا الديموقراطي لكي نحقق ما نصبو إليه من آمال وطموحات في ارتقاء وطننا ورفعته دون هيمنة فئة أو سيطرة جماعة أو تهميش أخرى بل ضمان تمثيل جميع شرائح الكويتيين وتعزيز المشاركة الشعبية وارساء ثقافة الحوار والتفاهم والتوافق وقبول الاختلاف والتعددية واحترام الرأي الاخر ونبذ العنف والتطرف والتشدد والتعصب والابتعاد عن الشخصانية والمصالح والاهواء والحرص على رقي الخطاب وعدم التجريح أو مس كرامات الاخرين وجعل مصلحة الكويت العليا فوق كل اعتبار... هذه هي الممارسة الديموقراطية الصحيحة التي نطمح الى بلوغها ونعمل على تحقيقها وتطوير مسيرتنا الديموقراطية بالحوار والتوافق والتفاهم والتشاور الذي يخدم مصلحة الوطن والمواطنين وعلينا جميعا أن نعمل جادين على ترشيد وانضاج ممارستنا الديموقراطية حتى نحقق المأمول من الأهداف والغايات.
وإذا كنا نفخر بدستورنا الشامل ونحرص على حمايته وصيانته فان علينا ان نلتزم بجميع أحكامه نصا وروحا تماما كما نفخر ونعتز بقضائنا النزيه العادل ونلجأ إليه في كل ما نختلف حوله كمرجعية راسخة حاكمة علينا تجسيد احترامه ودعم سلطانه والالتزام الصادق بجميع أحكامه والعمل دائما على صيانة مكانته العالية المعهودة فهذه الأحكام وحدة لا تتجزأ لا نملك إلا قبولها واحترامها والالتزام بتنفيذها.
أخواني وأبنائي الأعزاء لقد أثبت الشعب الكويتي مرة أخرى خلال الأزمة أصالة معدنه وصدق ولائه لوطنه وحرصه على مصلحة الكويت وحماية أمنها واستقرارها فرفض دعوات الفتنة والانقسام ونبذ أصوات الفوضى والبغضاء وتمسك بوحدته الوطنية والتف حول قيادته.
ولا أخفي عليكم أيها الأخوة والأبناء مشاعر القلق إزاء ما برز أخيرا على ساحتنا من مظاهر وممارسات مستنكرة في مجتمعنا تحمل نفسا طائفيا بغيضا من شأنه استدراج نار التعصب والتطرف وافتعال أسباب الفتنة المدمرة وهو ما يرفضه ويدينه كل كويتي مخلص لوطنه. ولن نسمح بأن يكون بلدنا ساحة للصراعات الطائفية وتصفية الحسابات المريضة ولن نسمح لأشواك الفتنة أن تبث سمومها في جسد مجتمعنا المتماسك.
ويعلم الجميع التزامنا الثابت بمواقفنا المبدئية وحجم التضحيات والجهود الايجابية التي قدمتها وتقدمها الكويت في سبيل نصرة أشقائنا العرب والمسلمين ودعم مبادئ الحق والعدالة. ونسأله تعالى أن يعز الحق وينصر المظلوم ويحقن دماء أشقائنا العرب والمسلمين ويحفظ كرامة الانسان في كل مكان.
إننا حريصون على صيانة ثوابتنا والتمسك بمكتسباتنا الوطنية وحماية الحرية التي ننعم بها بالقدر الذي يحسد المسؤولية ويحفظ المصلحة الوطنية العليا.
اخواني وابناء أهل الكويت الأوفياء ان أمن الكويت واجب مقدس لا تهاون فيه ولا تساهل وهو على رأس الأولويات والاهتمامات.
فلا بناء ولا تنمية ولا اقتصاد ولا خدمات ولا مدارس ولا مستشفيات في غياب الأمن. واعلموا أن حماية أمن البلاد مسؤولية الجميع وواجب الجميع وهي أمانة تقتضي الوعي والحكمة وروح المسؤولية وتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من مصالح واهتمامات وأهواء.
إن أولى اولوياتنا في المرحلة الراهنة حماية وطننا من شرور الكوارث المحيطة بنا وصيانة أمنه واستقراره وتحصينه ضد العواصف الهوجاء التي تزمجر حولنا تحرق البلاد وتهلك العباد وتنشر الدمار والخراب حيث مئات الأبرياء يسقطون قتلى وجرحى كل يوم وملايين المشردين يهجرون أوطانهم طلبا للنجاة. قال تعالى «وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون».
صدق الله العظيم تبصروا فيما يحدث غير بعيد عنا ولنحمد الله على ما أسبغ علينا من نعم الأمن والامان والاستقرار والسلام والطمأنينة والهدوء والرفاه والعيش الكريم. ولندعوه جلت قدرته أن يحفظ الكويت كعهدها دار آمن وأمان ويحميها وأهلها من كل مكروه.
«رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات» صدق الله العظيم إخواني وأبنائي الأعزاء ان أمامنا طريقا طويلا من الصعاب والتحديات التي لابد من مواجهتها والتغلب عليها لتحقيق أهدافنا الوطنية. نعم... إن الطريق طويل وشائك والتحديات كبيرة على مختلف الصعد والمستويات ولكننا بعون الله وتوفيقه وعزيمة الكويتيين وتعاونهم وتكاتفهم قادرون إن شاء الله على النجاح وتحقيق الأهداف.
«وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب».
صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
• أشهد الله بأنني لا أحمل ضغينة ولا حقداً على أحد ... هل يعرف الأب غير المحبة والمودة لأبنائه؟
• إذا كنا نفتخر بدستورنا الشامل ونحرص على حمايته وصيانته فإن علينا التزام جميع أحكامه
• لن نسمح بأن يكون بلدنا ساحة للصراعات الطائفية وتصفية الحسابات المريضة
• أمن الكويت واجب مقدس لا تهاون فيه ولا تساهل وهو على رأس الأولويات والاهتمامات
• لن نسمح بأن يكون بلدنا ساحة للصراعات الطائفية وتصفية الحسابات المريضة
• أشهد الله بأنني لا أحمل حقداً على أحد... وهل يعرف الأب غير المحبة والرحمة لأبنائه؟
• نلتمس العذر لمن أخذه الحماس فانحرف عن جادة الصواب سائلين الله لهم الهداية
• علينا مسؤولية تطوير نظامنا الديموقراطي لتحقيق آمالنا دون هيمنة فئة وتهميش أخرى