د. وائل الحساوي / نسمات / لا غالب ولا مغلوب!


حبست الكويت أنفاسها بانتظار حدث مهم الا وهو حكم المحكمة الدستورية في شأن مرسوم الضرورة للصوت الواحد، ومع ان سيناريوهات حكم المحكمة معروف لدى الجميع ولن يتخطى احد ثلاث سيناريوهات: إما الحكم ببطلان مرسوم الصوت الواحد، وفي هذه الحالة سيتم حل المجلس واجراء انتخابات جديدة، وإما الحكم للصوت الواحد مع ابطال المجلس بسبب اجراءات خاطئة، وهو ما يصب في نفس خانة السيناريو الاول، وإما ان تحصّن المحكمة الصوت الواحد ويستمر المجلس في عمله ليستكمل سنواته الأربع.
شاهدنا حملة استعدادات واسعة لدى التجمعات التي قاطعت الانتخابات السابقة وتلميعاً لقياداتها، وهو ما يدل على انها ستدخل الانتخابات المقبلة مهما تكن نتيجة حكم المحكمة، بل وشاهدنا القبائل الكبيرة التي قاطعت الانتخابات تسعى لترميم الفجوة بينها وبين السلطة لقناعتها بأنها قد خسرت الكثير من المقاطعة.
لكن السؤال الذي يتبادر الى الاذهان: هل خرجنا من هذه الزوبعة التي قضّت مضاجعنا وفجرت الخصومات بيننا ونشرت الكراهية في ربوع بلادنا، هل خرجنا منها بشيء او بفائدة؟! ام اننا سنرى انفسنا امام فريقين يختصمان والكل يريد البطش بالآخر: معارضة دخلت لتثبت بأن الحكومة كانت على خطأ وان سقف مطالبها يجب ان يزداد فلا صوت يعلو فوق صوت الشعب!!
وحكومة ترى بأنها قد لقنت المعارضة درساً قاسياً واخضعتها لقوانينها، ومتى ما عادت المعارضة للتمرد فستقوم بتلقينها درساً قاسياً جديدا!!
من يستطيع اقناع كلا الطرفين بأن ما فعلاه كان خطأ كبير وان مصير الامة يجب الا يكون مضغة في فم مغامرين كبار وكرة يتقاذفونها كيفما شاؤوا؟! ومن يستطيع ان يقنع كلا الطرفين بأن الاوضاع الخارجية من حولنا لم تعد طبيعية، بل ان التهديدات الخارجية تزداد في كل يوم وان الاحداث في البلدان المحيطة بنا قد وصلت الى مرحلة خطيرة تتطلب منا تلاحم الصفوف ونسيان الخلافات وان دولاً كثيرة اهملت الاعداء وانشغلت بخلافاتها ثم وجدت نفسها وقد تم مسحها من خارطة الوجود!!
لقد كتبت القوى الوطنية بياناً مشتركاً حول الاوضاع الداخلية وخارطة طريق للخروج من ذلك المأزق، وتوشك ان تنشره ليقرأه الجميع ويتدبرونه، وهو من خير ما كتب ويمثل رأي كثير من اصحاب الرأي والقيادات الشعبية بجميع توجهاتها.
أرجو ان تتدبره القيادة السياسية والقيادات الوطنية وان تجعله نبراساً تسير على هديه للوصول الى بر الامان باذن الله تعالى، وان نصل الى قناعة بأن ما حدث خلال العام المنصرم هو انتكاسة لا غالب فيها ولا مغلوب!!
د. وائل الحساوي
[email protected]
شاهدنا حملة استعدادات واسعة لدى التجمعات التي قاطعت الانتخابات السابقة وتلميعاً لقياداتها، وهو ما يدل على انها ستدخل الانتخابات المقبلة مهما تكن نتيجة حكم المحكمة، بل وشاهدنا القبائل الكبيرة التي قاطعت الانتخابات تسعى لترميم الفجوة بينها وبين السلطة لقناعتها بأنها قد خسرت الكثير من المقاطعة.
لكن السؤال الذي يتبادر الى الاذهان: هل خرجنا من هذه الزوبعة التي قضّت مضاجعنا وفجرت الخصومات بيننا ونشرت الكراهية في ربوع بلادنا، هل خرجنا منها بشيء او بفائدة؟! ام اننا سنرى انفسنا امام فريقين يختصمان والكل يريد البطش بالآخر: معارضة دخلت لتثبت بأن الحكومة كانت على خطأ وان سقف مطالبها يجب ان يزداد فلا صوت يعلو فوق صوت الشعب!!
وحكومة ترى بأنها قد لقنت المعارضة درساً قاسياً واخضعتها لقوانينها، ومتى ما عادت المعارضة للتمرد فستقوم بتلقينها درساً قاسياً جديدا!!
من يستطيع اقناع كلا الطرفين بأن ما فعلاه كان خطأ كبير وان مصير الامة يجب الا يكون مضغة في فم مغامرين كبار وكرة يتقاذفونها كيفما شاؤوا؟! ومن يستطيع ان يقنع كلا الطرفين بأن الاوضاع الخارجية من حولنا لم تعد طبيعية، بل ان التهديدات الخارجية تزداد في كل يوم وان الاحداث في البلدان المحيطة بنا قد وصلت الى مرحلة خطيرة تتطلب منا تلاحم الصفوف ونسيان الخلافات وان دولاً كثيرة اهملت الاعداء وانشغلت بخلافاتها ثم وجدت نفسها وقد تم مسحها من خارطة الوجود!!
لقد كتبت القوى الوطنية بياناً مشتركاً حول الاوضاع الداخلية وخارطة طريق للخروج من ذلك المأزق، وتوشك ان تنشره ليقرأه الجميع ويتدبرونه، وهو من خير ما كتب ويمثل رأي كثير من اصحاب الرأي والقيادات الشعبية بجميع توجهاتها.
أرجو ان تتدبره القيادة السياسية والقيادات الوطنية وان تجعله نبراساً تسير على هديه للوصول الى بر الامان باذن الله تعالى، وان نصل الى قناعة بأن ما حدث خلال العام المنصرم هو انتكاسة لا غالب فيها ولا مغلوب!!
د. وائل الحساوي
[email protected]