الكلام المباح / فصل... في الموت


ليس الموتُ
... جسداً يتحرر من أعبائه
بعد رحلة شاقة مع الحياة
دون أن يكون البقاء شريعته
والفناء... وجود!
ليس الموت... أحباباً ينتحبون
وأصدقاء يعزون
ليس ذلك القبر الذي
يأخذ الجثمان... ويمنحه الصمت
وليس الغياب الذي يتحول
بمرور الأيام إلى ذكرى
في صورة وحيدة جامدة
توضع على الحائط في غرفة النوم
أو في الصالة... للتأكيد على أن
الفقيد مازال حياً
في النقطة المطفأة من الذاكرة!
... الموت
أن تكون مهيئا مع كل اطلالة يوم جديد
لأن تُصبح صورة باهتة
لشخص يتفقد أحوال نفسه
بحثا عن عبارة في كتابه المفقود
أن تستيقظ وانت في وضعية الخائف
من ضياع عنوانك من ذاكرة الآخرين
ومن شرودك الذي يضعك على الحافة
... الموت
ذلك الغياب الذي لا تجد له مبررا
سوى انك نقطة في محيط
أو حبة قمح... على أرض تنتظر النماء
وإذا كان الحظ عاثراً
سيلتقطها الطائر... ويطير!
مدحت علام
[email protected]