د. حسن عبد الله عباس / 2 > 1 / جامعة الدول

تصغير
تكبير
| د. حسن عبدالله عباس |

واضح أن سقوط مدينة القصير لم يكن بالسهل واليسير، فالخبر أحدث صوتا مدويا سُمع صدى الالم في إسرائيل ومناصريها بدءا بأميركا مرورا بتركيا والدول العربية وانتهاء بالتكفيريين. طبعا كالعادة يريد اذناب الصهاينة التقليل من شأن الضربة بحجة انسحاب تكتيكي وخطة الكر والفر، مع ذلك تظل العملية مروعة بدليل الزخم الاعلامي المرادف للحملة الكبيرة منذ بداياتها لحين سقوطها. لا يهمنا كثيرا الحديث عن الجوانب العسكرية وبأنها غاية في الاهمية للمسلحين كونها طريق الامداد الاول على اعتبار أنه نقاش خارج اختصاصاتنا ويتعلق بالعسكريين، لكن ماذا عن الجانب السياسي في المسألة؟

سياسيا هذا السقوط أعطى النظام السوري دفعة قوية وموقعا تفاوضيا كبيرا لأية محادثات سلام. مُضافا لذلك أنها رسالة عتب وتأنيب ضمير لكل من ظن أن الاعتراف بالمعارضة أمر سهل المنال وبروتوكول سيتحقق بعد فترة وجيزة!

أما على الصعيد الدولي فهذا السقوط سيزيد من قناعة المجتمع الدولي بصلابة السلسلة الثلاثية للمقاومة. هذا الحديث ذكرته مرارا في السابق، ونعيده من جديد يا جماعة القضية أصعب مما تتصورون.

لكن بودي أن أعرج على الجامعة العربية، هذه الجامعة التي لا طعم ولا رائحة. هذه الجامعة هي أول وأكبر بلاء على الامة العربية التي ابتليت بأنظمة لا هم لها سوى برامج غدر وخيانة قضايا الامة! هذه الجامعة خلعت عن نفسها الكرامة مرتين:

مرة لانها دول تحصيل حاصل لا تهش ولا تنش، دول لا تحترم نفسها فلم يعد يحترمها العالم. هذه كيانات سياسية باعت ضمائرها واشترتها البترودولار. لم تعد قضايا الامة العربية الاولى تهمها. فلو دققت النظر في المسألة السورية لرأيت الطرفن المتنازعين يتحاذفان التهم، فهذا يقول لذاك إسرائيل معك، وذاك يقول لهذا إسرائيل معك. الكل يرمي النجاسة على الطرف المقابل، لكن الحقيقة واضحة للعيان أن اسرائيل وأميركا والانظمة المؤيدة ممن لها علاقات تجارية وسياسية مع اسرائيل يقفون جميعا في جانب وميدان واحد. برغم ذلك يخرج بعض «بياعي» الفتاوى ويفتي بالجهاد! جهاد من يا هذا، اسرائيل تقف لجانبك وتقصف الشعب السوري بين الحين والاخر وأنت تحشد الناس للجهاد! هل أصبح منطق الجهاد دفاعا عن إسرائيل وضد القدس!

وخلعت الجامعة العربية كرامتها مرة ثانية حينما حشدت الشعوب ووزعت الكراهية الطائفية في ما بين شعوبها. الحرب إسرائيلية بامتياز، لكن الانظمة العربية بالوكالة وعن عمد دلست على شعوبها بأنها حرب طائفية. طبعا سيأتيك الجواب مباشرة أن حزب الله شيعي ودخوله لمحاربة السنة! خطأ يا عزيزي، حزب الله تشكل لمقاومة اسرائيل، للقتال واسترجاع أراضيه من الصهاينة، دافع ليسترجع الدروز السنة والشيعة وجميع العرب من السجون الاسرائيلية.

في هذا المقام أتذكر في قسم سهل ممتنع تقول «القبس» «حزب الله ربح القصير وخسر العالم». متى ربح حزب الله العالم حتى يخسره في القصير، أليست الفتاوى الطائفية منعت الناس من الدعوة لحزب الله في حربه مع اسرائيل، أليست حرب اسرائيل 2006 كانت بتخطيط عربي بالاساس، ألا يكفي أي مواطن عربي أن يختفي وراء الشمس لمجرد اتهامه بانتمائه لحزب الله! اقترح جامعة الدول «العبرية»!



[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي