علي محمد الفيروز / إطلالة / إضراب العودة والكندري... إلى متى؟!

تصغير
تكبير
لقد تحدثت في مقالة سابقة عن استحالة السكوت وقبول امر ابنينا المعتقلين في غوانتانامو وهما يعانيان اشد الفراق والعقاب ويعاملان أسوأ معاملة منذ ان تم سجنهما في كوبا قبل ما يقارب الـ 12 عاما، فالمعتقلان الكويتيان فوزي العودة وفايز الكندري يعانيان من وضع مأسوي وحالتهما مزرية كونهما يعانيان من شرود ذهني ناتج من عوامل نفسية وجسدية عدة جعلتهما يمتنعان عن الطعام، والإضراب عن الطعام وسوء التغذية الذي شهده معتقل غوانتامو بدأه المحتجزان الكندري والعودة وانتقل الى بقية معتقلي عنبر 6 البالغ عددهم نحو 14 معتقلا، وهذا مؤشر على عدم الرضى الناتج من تغيير طاقم حراس المعتقل حيث قام الجنود بالعبث في اغراض الكندري والعودة ومنها القرآن الكريم ما جعلهما يضربان عن الأكل منذ شهر فبراير الماضي، والله يكون في عون اهاليهما من حركة التغييرات المفاجئة التي تمت اخيرا في جموع الحرس الذين يحرسون هذا المعتقل المشبوه حيث اوتي بهم من دول مختلفة لا نعلم مصادرها!

بدأت تتسع رقعة الإضرابات الجماعية بين المعتقلين هناك من اساءات وتجاهل عملية المطالبات يوما بعد يوم، فمن يتحمل السجن في معتقل لا يناسب حتى الحيوانات، ومن يتحمل فراق الأهل وتقليل عدد المكالمات مع ذويهم وتخفيف الأغراض المرسلة اليهم من 10 كيلو غرامات الى كيلو غرامين، ثم العمل على قطع زيارة الأهل؟! بالتأكيد ستزيد موجة الاضرابات وتتحول الى قضية إعلامية تتحدث عنها جميع الصحف الاميركية والدولية ومعها منظمات حقوق الإنسان بعد ان وصل عدد المضربين الى ما يقارب 130 من اصل 166 معتقلا، والسؤال المطروح هنا: هل يجوز زج معتقلي غوانتانامو بزنازين منفردة من أجل التخلص من الإضراب الأخير، وهل يجوز لإدارة المعتقل ان تقوم بتغذية معظم المعتقلين عن طريق الانابيب المتصلة مباشرة بالمعدة من خلال حاجز الانف ليكون اجباريا، ما ادى الى حدوث نزيف لفايز الكندري من انفه،! بالله عليكم اين منظمات وهيئات حقوق الانسان الدولية من هذه التجاوزات، وما دور هؤلاء المحامين الذين وضعوهم ليكونوا خط الدفاع الأول عنهم، وهل يعلم الكونغرس الاميركي عما يدور في غوانتانامو من اضراب جماعي وتعديات غير انسانية على جموع المعتقلين؟! حقيقة نحن نستغرب من الاساءة المتعمدة والتعامل المريب الذي تقوم به إدارة المعتقل تجاه المعتقلين على الرغم من اتساع موجة الاضرابات الاخيرة هناك، فهل الحزم والشدة وعدم مراعاة الحالات النفسية والجسدية للمعتقلين ستؤدي إلى نتيجة إيجابية، بالتأكيد لا...

إن فايز الكندري وفوزي العودة يعانيان من حالة صحية حرجة وهما داخل زنازين انفرادية والاثنان فقدا الكثير من الاوزان والآن يتم تغذيتهما من خلال الأنابيب، وبالتالي سوء استخدام التغذية الصحيحة له اثار سيئة على صحة الانسان، فكيف يكون الحال للاثنين حينما يغلب عليهما ايضا طابع الوهن والشرود الذهني، نعم انها نتيجة من تراكمات نفسية اضطرارية جاءت منذ بداية الاعتقال ولا تزال، فمن يتحمل الحالة الصحية والنفسية والعقلية التي لحقت لأبنائنا في غوانتانامو؟

ثم ما الحكمة من تمسك الولايات المتحدة بأبنائنا المعتقلين وتأخر الافراج عنهما؟ اننا نطالب الادارة الاميركية وعلى رأسها الرئيس باراك اوباما الذي تعهد على نفسه ان يحمل كاهل هذا الملف الشائك في سبيل ايجاد الحلول المناسبة لها وإلا ستكون نتائجها وخيمة فلينظر الى الاضرابات الاخيرة، ولينظر الى الحالات الصحية لهؤلاء المعتقلين الكويتيين ولينظر الى التعامل السيئ الذي تسلكه ادارة المعتقل، كلها تراكمات نفسية اضطهادية تؤدي الى الموت البطيء والسمعة السيئة.

لذا نناشد جميع المسؤولين عن هذا الملف ان تتم محاكمة ابنائنا المعتقلين هناك وفق اسس صحيحة من ضمن المحاكمات المدنية او المحاكمات العسكرية في اسرع وقت ممكن وهذا ان كان هناك اي ادلة او اثباتات تدين اعمالهم رغم ايماننا العميق على انهم لا يشكلون اي خطورة على الولايات المتحدة وعلى حلفائها اي حالهم حال الذين سبقوهم عند الافراج، اما ان يتم وضع اسمائهم من ضمن المعتقلين الذين لن يحاكموا باعتبارهم خطرين على امن الولايات المتحدة وعلى حلفائها من دون شيء يذكر فهذا ظلم بين وغير منصف ولا يتوافق مع ما تنادي به الولايات المتحدة من دعم للحريات والعدالة والقانون، بل يؤكد انتهاك دستورها وانتهاك حقوق الإنسان وكل المعاهدات والمواثيق الدولية.

وفي هذا السياق اننا نتساءل عن كيفية ادراج اسمي فايز الكندري وفوزي العودة ضمن كشف المعتقلين الذين سيبقون بالمعتقل مدى الحياة؟! فضلا عن عدم مراجعة اي ملف يخص المعتقلين ضمن المراجعات السنوية حتى يتم على الاقل اعادة النظر في تصنيفهم منذ خمس سنوات مضت، وبالتالي لا يجوز للحكومة الكويتية ان تسكت وتلتزم الصمت بعد تصنيف العودة والكندري من ضمن الـ 85 معتقلا وفق التصنيف الخامس الذي يبقيهما في المعتقل مدى الحياة من دون توجيه اي تهمة إليهما؟!

نحن نتحدث من قلب يعتصره الألم والحسرة ونوجه نداءنا لدولة تحكمها روح الديموقراطية والسلام، لماذا يبقى ابناؤنا فايز الكندري وفوزي العودة في غوانتانامو لمدة اثني عشر عاما من دون محاكمة عادلة تشفى فيه جروحنا وتخفف آلامنا، أليس المتهم بريئا حتى تثبت ادانته، ام ان تواتر الاحداث السياسية الخارجية قد قلبت الطاولة علي رؤوسنا؟! ولكل حادث حديث.



علي محمد الفيروز

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي