جامعة يريفان منحته الميدالية الذهبية... أول مسؤول كويتي ينالها

الراشد: الكويت تعيش ربيعاً ديموقراطياً منذ 50 عاماً

تصغير
تكبير
| يريفان - من عايض البرازي |

قال رئيس مجلس الأمة علي الراشد، إن «الكويت تعيش ديموقراطية حقيقية منذ 50 عاما، فهذه الدولة القليلة السكان والصغيرة المساحة، كبيرة في ديموقراطيتها وحريتها، ولديها انتخابات نزيهة، يشرف عليها القضاء، وهي تعيش ربيعا حقيقيا منذ ذلك الوقت».

وأضاف علي الراشد، في محاضرة له أمام أساتذة وطلبة جامعة يريفان، في أرمينيا، إن «الاستثمار الحقيقي هو الإنسان، سيما وان الشباب هم ثروة البلد الحقيقية، وهم بناة المستقبل، والتعليم هو الوسيلة الحقيقية للتنمية البشرية».

وأشار الراشد إلى ان هدف الزيارة التي يقوم بها والوفد المرافق له، هو تعزيز العلاقات الأرمينية، الكويتية، على صعيد الدبلوماسية الشعب فيما بين مجلس الامة الكويتي والبرلمان الأرميني، مشيرا إلى ان هناك فرصا استثمارية في أرمينيا يمكن للكويت الاستفادة منها، ويمكن لهذا الامر ان يطور العلاقات في ما بين البلدين.

وتابع الراشد، إن «الاستثمارات الخارجية هي المورد الثاني للكويت بعد النفط، لذلك تعطيها الحكومة أولوية، وتستثمر في قطاعات مختلفة، مما يعود بالنفع على الشعب الكويتي».

وأشاد الراشد، بمواقف الشعب الأرميني، اثناء الاحتلال العراقي للكويت العام 1990، لافتا إلى ان هذا الموقف ترك أثرا كبيرا ساهم في تعزيز أواصر الصداقة بين الكويت وأرمينيا، وأوجد تنسيقا بينهما حول القضايا المشتركة في المحافل الدولية.

وزاد، ان «الكويت تحوي جالية أرمينية تعيش منذ عشرات السنين، تعتبر الكويت بلدها الثاني، ولديها مدرسة أرمينية خاصة بها، علاوة على عدد من الطلاب الذين يدرسون في جامعة الكويت»، مشيرا إلى ان هذه العلاقة متميزة.

وفي إجابة له على أسئلة أساتذة وطلبة جامعة يريفان، حول موقف الكويت من القضية السورية، شدد الراشد، على موقف الكويت الرافض لنزيف الدم السوري، مشيرا إلى ان موقفها واضح في دعم ما من شأنه ان يوقف هذا النزيف.

وقال الراشد، إن «استضافة الكويت للمؤتمر الدولي للدول المانحة للشعب السوري، وجمع مبلغ مليار و500 مليون دولار، واهتمام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، بهذا الملف ليست غريبة على سموه، الذي عرف عنه دعمه للقضايا الإنسانية إينما كانت.

وأضاف الراشد، إن «الكويت تسعى جاهدة إلى وقف هدر الدماء السورية، وتقف دائما مع الحل السلمي حتى لاتزيد إراقة دماء الشعب السوري، لان كلا الطرفين من شعب واحد».

ودعا إلى وقف المجازر التي تحدث في المدن السورية، «لان من يدفع ثمنها أبناء الشعب السوري، والوصول إلى حل سلمي يخرج سورية من أزمتها الحالية»، مشيرا إلى ان الكويت تدعم الموقف الدولي تجاه سورية، وتؤيد عقد اجتماع جنيف 2.

وردا على سؤال حول العلاقات الكويتية العراقية، قال الراشد، إن «الكويت تعي تماما اهمية حسن الجوار مع الدول المجاورة»، مشيرا إلى أن الشعب العراقي الشقيق، عانى كما الشعب الكويتي من نظام صدام حسين البائد، وماقام به من جرائم قتل ودمار، ومازال الشعبان يعانيان من نتائجها.

وأضاف الراشد، «بعد حرب تحرير العراق العام 2003، اصبحت العلاقات الكويتية العراقية في تحسن، والدليل على ذلك تطبيق قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بتحرير الكويت من العدوان العراقي، خصوصا تعاون الجانب العراقي الاخيرة على صيانة العلامات الحدودية».

وزاد الراشد، إن «معظم المسائل العالقة بين حكومتي البلدين تم حلها وفقا لقرارات الأمم المتحدة، ولم يتبق منها إلا القليل»، معربا عن أمله في ان يستعجل العراق انهاء المسائل العالقة حتى يتمكن من الخروج من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح الراشد، ان «من ابرز ما يؤرق أفراد الشعب الكويتي، هو الكشف عن بقية مصير الأسرى الكويتيين الذين اعتقلهم نظام صدام حسين، إبان فترة الغزو العراقي الغاشم»، داعيا السلطات العراقية إلى التعاون مع المبعوث الدائم للأمم المتحدة بشأن العراق والكويت، للبحث عن بقية الأسرى، سواء كانوا أحياء او أمواتاً في جميع المناطق والمدن العراقية، لإنهاء هذه المأساة الإنسانية، رفقة بمشاعر وحال أهالي الأسرى.

وقال الراشد، في رد على سؤال حول الأحزاب السياسية في الكويت، «لايوجد قانون للأحزاب في الكويت، بل توجد جماعات سياسية فقط»، متطرقا في إجاباته إلى عدد من القضايا، ابرزها رغبة بعض الطلبة زيادة المنح مع جامعة الكويت، وإنشاء مركز للدراسات العربية والإسلامية، وفتح منح للدراسات العليا.

وقام مدير جامعة يريفان الحكومية آرام سيمونيان، بمنح الراشد الميدالية الذهبية، كأول مسؤول كويتي ينالها.

ورحب سيمونيان، برئيس مجلس الأمة علي الراشد والوفد المرافق له، مشيرا إلى ان العلاقات الكويتية الأرمينية مثال يحتذى به، كما إنها تطورت كثيرا خلال السنوات الاخيرة.

وأضاف، «هناك تعاون ثقافي بين الكويت وأرمينيا منذ العام 2009، على مستوى الجامعة، اضافة إلى تبادل المنح فيما بين البلدين»، داعيا إلى زيادة هذا التعاون لمستويات أعلى.

وقال، «نتطلع إلى مزيد من التعاون على المستويات السياسية والاقتصادية وتربويا وثقافيا، ولدينا طموحا لزيادة هذا التعاون، سيما وان الجالية الأرمينية التزمت وقوفها إلى جانب الحق الكويتي أثناء الغزو العراقي للكويت.

وقال عضو لجنة الصداقة الكويتية الأرمينية الدكتور عبدالحميد دشتي، إن «الزيارات البرلمانية تمثل خطا سياسيا شعبيا، يوازي الخط السياسي»، مشيرا إلى ان توطيد العلاقات البرلمانية، مدخل إلى العلاقات السياسية، الامر الذي ينعكس إيجابا على علاقات الدول فيما بينها.

وأضاف دشتي، إن «الزيارة التي يقوم الرئيس علي الراشد، ومجموعة الصداقة الكويتية الأرمينية، نجحت في توطيد العلاقات الكويتية الأرمينية»، لافتا إلى إنها فتحت آفاقا واسعة للتعاون بين البلدين، على الاصعدة كافة، لاسيما الجوانب الاقتصادية منها.

وأوضح دشتي، إن «هناك فرصا استثمارية ممتازة يمكن الاستفادة منها»، داعيا القطاع الخاص والحكومة إلى الاستثمار في جمهورية أرمينيا، سيما ان قربها الجغرافي ومناخها السياسي والطبيعي وطيبة شعبها يمكنها من جذب الاستثمارات الكويتية، كما انه يمكن فتح خطوط طيران في ما بين البلدين، واستغلالها سياحيا وتجاريا.

وقال العضو عبدالله التميمي، إن «الزيارة حققت اهدافها المرجوة»، مشيدا بالأجواء التي حظيت بها والحفاوة الكبيرة التي استقبل بها رئيس مجلس الأمة علي الراشد، ومجموعة الصداقة الكويتية الأرمينية، لافتا إلى احترام الشعب الأرميني للكويت حكومة وشعبا لمواقفها السياسية والإنسانية. وأضاف التميمي، إن «هناك جوانب سياسية واقتصادية يجب استثمارها في جمهورية أرمينيا، سيما وان المناخ السياسي والشعبي، يشجع على مثل هذا الامر الذي يدعونا كبرلمانيين إلى حض الحكومة للتحرك الجاد في المجال الاستثماري».

واعتبر التميمي، إن «الزيارات البرلمانية ستسهم في دفع عجلة التعاون فيما بين الكويت وجمهورية أرمينيا على وجه الخصوص، والدول الشقيقة والصديقة الأخرى».

وقام رئيس مجلس الأمة علي الراشد، بزيارة إلى سفارة الكويت في عاصمة جمهورية أرمينيا، يريفان، وكان في استقبالهم سفير الكويت لدى أرمينيا بسام محمد القبندي، وأركان السفارة، كما حضر الراشد والوفد المرافق له حفل العشاء الذي اقامه أول من أمس، السفير بسام القبندي، على شرفهم، وحضره رئيس البرلمان الأرميني، وعدد من أعضاء البرلمان الأرميني.





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي