التحدي الطبي الأول في الخليج
لماذا ازداد مرض السكري انتشاراً؟

الفحوصات الدورية تساهم في منع انتشار المرض ومكافحته

ازدياد الإصابة بالسكري في العالم






| إعداد الدكتور: أحمد سامح | بالرغم من ان مرض السكري قد عُرف منذ قديم الزمان وعاش مع الانسان آلاف السنين كما هو ثابت من المخطوطات القديمة** التي ذكرناها في العدد السابق الا ان انتشاره قد طفر طفرة كبيرة مع العصر الحديث حتى انه تصدر مع مرض تصلب الشرايين قائمة الامراض الوبيلة التي تهدد صحة وحياة الانسان خصوصا في المجتمعات الاكثر تحضرا كما اصبح لا يستثنى من وجوده مجتمع او اقليم جغرافي بامتداد الكرة الارضية. فما الذي حدث وما الذي تغير؟
ان الذي حدث والذي تغير مع حضارة العصر الحديث الكثير مما كان له اثر بالغ على أجسامنا ويتمثل ذلك في ما يلي:
• عندما طالت اعمار الناس بسبب التقدم الهائل في العلوم الطبية وأمكن القضاء على كثير من الامراض المعدية وهي العدو الاول لسن الطفولة والشباب امتد بالاجسام الزمن لتصبح عرضة كما كان يطلق عليه اطباء مصر القدماء التحلل الداخلي وهو تعبير شيق جامع لكل ما نحاول ان نصفه اليوم في قوائم مثل مرض السكري وتصلب الشرايين وأمراض المناعة الذاتية وضمور خلايا الجهاز العصبي والغدد والنقرس وغير ذلك.
• ارتكزت حضارة العصر على الايقاع السريع والعمل الدقيق المكثف الذي يصاحبه القلق والتوتر كأن النفوس قد شدت كوتر القوس على آخره لأن طبيعة العصر هي التنافس في كل شيء في لقمة العيش، في التعليم.
• تسببت حضارة العصر في الحد من حركة الجسم عند الاصحاء بسبب اختراع السيارة والمصعد والسلالم الكهربائية والجلوس الى المكتب صباحا والتلفزيون والكمبيوتر مساء.
• جلبت حضارة العصر وفرة الغذاء للقادرين ولاسيما الحلويات والدهون واجتمع الافراط في الكمية مع سوء اختيار اللذيذ طعما والمهلك صحيا.
• نشرت الحضارة العصرية التدخين بأنواعه.
واجتماع كل او بعض هذه العناصر لا تستطيع تحمله الا قلة قليلة من الاجسام تتميز بتراكيب داخلية مقاومة.
ولما كان جسم الانسان بآلياته الداخلية قد جبل في الاصل على التكيف مع الطبيعة بغذائها ونقائها وهدوئها وحركته الدائبة وسطها فقد داهمته الحياة العصرية التي هي في حقيقتها نتاج عقله وخياله بعناصرها الجديدة التي لا طاقة للاجسام على التكيف البيولوجي معها.
فجميع تفاعلات جسم الانسان وجهازه العصبي متكيفة الى حد كبير مع الطبيعة التي نشأ في احضانها فالغذاء كان نادرا أو لا مجال للافراط. وأغلب الغذاء كان مما يجود به النبات من الحبوب والبقول والدرنات والالياف معززا بصيد الاسماك «التي هي صيحة العصر للوقاية من تصلب الشرايين». كما ان الجهاز الانفعالي كان متكيفا مع ايقاع الطبيعة البطيء جدا فلا حاجة للانفعال الشديد الا عند لحظات الخطر.
والخلاصة ان الانسان وقع في مأزق فسيولوجي «متعلق بوظائف الاعضاء» عندما تطور عقله وخياله تطورا هائلا ليصنع ما صنع من حضارة في حين لم تتطور آلياته الكيميائية والعصبية داخل جسمه لتستطيع ان تتكيف مع الواقع العصري الذي يلقى عليه بأحمال غذائية وعصبية لا قبل له بها من قبل.
كما ان كثيرا من غرائز الانسان قد بهتت او ساء استخدامها مع التقدم العصري.
فالغريزة منظم دقيق لاحتياجات الجسم وليس أدل على ذلك من ان الغالبية العظمى من الحيوان على خلاف الانسان ينظم احتياجاتها للطعام ميزان حساس يتأرجح بين الجوع والشبع فالطعام للحاجة فقط ومن النادر ان تصيب السمنة المفرطة حيوانا. وعند الانسان كثيرا ما تتحول غريزة الطعام الى جلب اللذة فانفصلت الشهية عن احتياج الجسم الحقيقي للطاقة اللازمة من الطعام.
أين كل هذا من مرض السكري بل في الواقع هو في الصميم فبنظرة شاملة نستطيع القول ان مرض السكر عند الغالبية هو مرض عدم قدرة بعض الاجسام ذات الخلل غير المنظور في التراكيب والآليات الداخلية على التكيف مع الحياة العصرية بما جلبته من توتر عصبي وإفراط في الاكل وغير ذلك.
وبهذا المفهوم يتبين لنا ان مرض السكري هو في حقيقته قصور في التركيب الوراثي يظهره سوء العوامل المكتسبة من البيئة والتي استفحلت في زماننا المعاصر. ونحن لا نستطيع حتى الآن ان نصحح هذا القصور الوراثي - وإن كان من المأمول ان يحدث ذلك يوما بتطبيق وسائل نقل المادة الوراثية - ومن هنا كانت تسمية «داء السكري» بما يحمله المعنى من استمرار وجود قصور داخلي حتى وإن اختفت الاعراض. لكننا نستطيع ان نمنع العوامل المؤدية الى تفاقم هذا القصور واستفحاله وبذلك نستطيع ان نجعل هذا القصور الوراثي كامنا مغلول اليد غير مؤثر الى حد كبير.
الكويت السادسة على مستوى العالم
في نسبة انتشار مرض السكري
حذر وزير الصحة الكويتي د. محمد الهيفي من انتشار مرض السكري في الكويت وقال ان 24 في المئة من المواطنين مصابون بمرض السكري ما يجعلها السادسة على مستوى العالم في نسبة انتشار المرض ويدفع ذلك الى السعي الدائم من اجل التصدي لهذا المرض والحد منه.
وأضاف في تصريح نقلته الصحف الكويتية ان الكويت من الدول السباقة في التوعية بمرض السكري من خلال محاضرات وندوات توعية عن هذا المرض من خلال اللجنة العليا للتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية.
وتابع قائلا: «ان مشكلة مرض السكري لا تكمن في العلاج فقط حيث تتوافر جميع الأدوية الحديثة في الكويت».
لكن المشكلة هي مضاعفات المرض حيث انه يؤثر بشكل كبير في وظائف الكلى والقلب والعين والاعصاب والشرايين وغيرها من أنسجة وأجهزة وأعضاء الجسم.
فضلا عن انه من الممكن ان يسبب أمراضا خطيرة في حال الاهمال او عدم المتابعة.
وأوضح ان زيادة معدلات انتشار مرض السكري ومضاعفاته المتعددة لم تعد مجرد مشكلة صحية ولكنها أصبحت أحد التحديات الاساسية والرئيسية التي تواجه الخطط الانمائية ومنظومة التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة.
وأضاف ان خطط الوزارة وبرامج وزارة الصحة للوقاية والتصدي لمرض السكري والامراض المزمنة غير المعدية تتم من خلال التوعية بأنماط الحياة المعززة للصحة وتشجيع اجراء فحوص الاكتشاف المبكر للامراض المزمنة غير المعدية وإجراء البحوث والدراسات لرصد معدلات انتشار تلك الامراض بين الشرائح المختلفة في المجتمع.
وأشار الى ان وزارة الصحة من خلال اللجنة الوطنية للتصدي للامراض المزمنة غير المعدية حريصة على مشاركة وزارات الدولة والجهات الحكومية والمجتمع المدني بوضع وتنفيذ الخطة الوطنية الشاملة بما يتفق مع الاعلان السياسي الصادر عن الأمم المتحدة وقرارات منظمة الصحة العالمية وبما يترجم على أرض الواقع المسؤولية المشتركة عن الصحة والتنمية.
ان الذي حدث والذي تغير مع حضارة العصر الحديث الكثير مما كان له اثر بالغ على أجسامنا ويتمثل ذلك في ما يلي:
• عندما طالت اعمار الناس بسبب التقدم الهائل في العلوم الطبية وأمكن القضاء على كثير من الامراض المعدية وهي العدو الاول لسن الطفولة والشباب امتد بالاجسام الزمن لتصبح عرضة كما كان يطلق عليه اطباء مصر القدماء التحلل الداخلي وهو تعبير شيق جامع لكل ما نحاول ان نصفه اليوم في قوائم مثل مرض السكري وتصلب الشرايين وأمراض المناعة الذاتية وضمور خلايا الجهاز العصبي والغدد والنقرس وغير ذلك.
• ارتكزت حضارة العصر على الايقاع السريع والعمل الدقيق المكثف الذي يصاحبه القلق والتوتر كأن النفوس قد شدت كوتر القوس على آخره لأن طبيعة العصر هي التنافس في كل شيء في لقمة العيش، في التعليم.
• تسببت حضارة العصر في الحد من حركة الجسم عند الاصحاء بسبب اختراع السيارة والمصعد والسلالم الكهربائية والجلوس الى المكتب صباحا والتلفزيون والكمبيوتر مساء.
• جلبت حضارة العصر وفرة الغذاء للقادرين ولاسيما الحلويات والدهون واجتمع الافراط في الكمية مع سوء اختيار اللذيذ طعما والمهلك صحيا.
• نشرت الحضارة العصرية التدخين بأنواعه.
واجتماع كل او بعض هذه العناصر لا تستطيع تحمله الا قلة قليلة من الاجسام تتميز بتراكيب داخلية مقاومة.
ولما كان جسم الانسان بآلياته الداخلية قد جبل في الاصل على التكيف مع الطبيعة بغذائها ونقائها وهدوئها وحركته الدائبة وسطها فقد داهمته الحياة العصرية التي هي في حقيقتها نتاج عقله وخياله بعناصرها الجديدة التي لا طاقة للاجسام على التكيف البيولوجي معها.
فجميع تفاعلات جسم الانسان وجهازه العصبي متكيفة الى حد كبير مع الطبيعة التي نشأ في احضانها فالغذاء كان نادرا أو لا مجال للافراط. وأغلب الغذاء كان مما يجود به النبات من الحبوب والبقول والدرنات والالياف معززا بصيد الاسماك «التي هي صيحة العصر للوقاية من تصلب الشرايين». كما ان الجهاز الانفعالي كان متكيفا مع ايقاع الطبيعة البطيء جدا فلا حاجة للانفعال الشديد الا عند لحظات الخطر.
والخلاصة ان الانسان وقع في مأزق فسيولوجي «متعلق بوظائف الاعضاء» عندما تطور عقله وخياله تطورا هائلا ليصنع ما صنع من حضارة في حين لم تتطور آلياته الكيميائية والعصبية داخل جسمه لتستطيع ان تتكيف مع الواقع العصري الذي يلقى عليه بأحمال غذائية وعصبية لا قبل له بها من قبل.
كما ان كثيرا من غرائز الانسان قد بهتت او ساء استخدامها مع التقدم العصري.
فالغريزة منظم دقيق لاحتياجات الجسم وليس أدل على ذلك من ان الغالبية العظمى من الحيوان على خلاف الانسان ينظم احتياجاتها للطعام ميزان حساس يتأرجح بين الجوع والشبع فالطعام للحاجة فقط ومن النادر ان تصيب السمنة المفرطة حيوانا. وعند الانسان كثيرا ما تتحول غريزة الطعام الى جلب اللذة فانفصلت الشهية عن احتياج الجسم الحقيقي للطاقة اللازمة من الطعام.
أين كل هذا من مرض السكري بل في الواقع هو في الصميم فبنظرة شاملة نستطيع القول ان مرض السكر عند الغالبية هو مرض عدم قدرة بعض الاجسام ذات الخلل غير المنظور في التراكيب والآليات الداخلية على التكيف مع الحياة العصرية بما جلبته من توتر عصبي وإفراط في الاكل وغير ذلك.
وبهذا المفهوم يتبين لنا ان مرض السكري هو في حقيقته قصور في التركيب الوراثي يظهره سوء العوامل المكتسبة من البيئة والتي استفحلت في زماننا المعاصر. ونحن لا نستطيع حتى الآن ان نصحح هذا القصور الوراثي - وإن كان من المأمول ان يحدث ذلك يوما بتطبيق وسائل نقل المادة الوراثية - ومن هنا كانت تسمية «داء السكري» بما يحمله المعنى من استمرار وجود قصور داخلي حتى وإن اختفت الاعراض. لكننا نستطيع ان نمنع العوامل المؤدية الى تفاقم هذا القصور واستفحاله وبذلك نستطيع ان نجعل هذا القصور الوراثي كامنا مغلول اليد غير مؤثر الى حد كبير.
الكويت السادسة على مستوى العالم
في نسبة انتشار مرض السكري
حذر وزير الصحة الكويتي د. محمد الهيفي من انتشار مرض السكري في الكويت وقال ان 24 في المئة من المواطنين مصابون بمرض السكري ما يجعلها السادسة على مستوى العالم في نسبة انتشار المرض ويدفع ذلك الى السعي الدائم من اجل التصدي لهذا المرض والحد منه.
وأضاف في تصريح نقلته الصحف الكويتية ان الكويت من الدول السباقة في التوعية بمرض السكري من خلال محاضرات وندوات توعية عن هذا المرض من خلال اللجنة العليا للتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية.
وتابع قائلا: «ان مشكلة مرض السكري لا تكمن في العلاج فقط حيث تتوافر جميع الأدوية الحديثة في الكويت».
لكن المشكلة هي مضاعفات المرض حيث انه يؤثر بشكل كبير في وظائف الكلى والقلب والعين والاعصاب والشرايين وغيرها من أنسجة وأجهزة وأعضاء الجسم.
فضلا عن انه من الممكن ان يسبب أمراضا خطيرة في حال الاهمال او عدم المتابعة.
وأوضح ان زيادة معدلات انتشار مرض السكري ومضاعفاته المتعددة لم تعد مجرد مشكلة صحية ولكنها أصبحت أحد التحديات الاساسية والرئيسية التي تواجه الخطط الانمائية ومنظومة التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة.
وأضاف ان خطط الوزارة وبرامج وزارة الصحة للوقاية والتصدي لمرض السكري والامراض المزمنة غير المعدية تتم من خلال التوعية بأنماط الحياة المعززة للصحة وتشجيع اجراء فحوص الاكتشاف المبكر للامراض المزمنة غير المعدية وإجراء البحوث والدراسات لرصد معدلات انتشار تلك الامراض بين الشرائح المختلفة في المجتمع.
وأشار الى ان وزارة الصحة من خلال اللجنة الوطنية للتصدي للامراض المزمنة غير المعدية حريصة على مشاركة وزارات الدولة والجهات الحكومية والمجتمع المدني بوضع وتنفيذ الخطة الوطنية الشاملة بما يتفق مع الاعلان السياسي الصادر عن الأمم المتحدة وقرارات منظمة الصحة العالمية وبما يترجم على أرض الواقع المسؤولية المشتركة عن الصحة والتنمية.