السبت فاز فريق «البايرن» ببطولة كأس اوروبا لكرة القدم، خبر قد لا يهم الناس كثيرا، ولا يهم حتى متابعي كرة القدم الجدد الذين يتصورون بان الكرة عبارة عن «ريال وبرشلونة» وشوية صراخ من المعلقين، ولاعبين يأكلون الكنتاكي!
لا أريد الحديث عن الرياضة، بل الحديث عن هذا النادي، اريد الحديث عن مشهد تسلم الكأس، تسلم اللاعبون الكأس، وفي الخلف رجل اسمه «اولي هوينس» وهو رئيس مجلس الادارة، وحاول اللاعبون تسليمه الكأس، الا انه رفض تسلمها ثم اخذها مجبرا ومحرجا، بعكس ربعنا الذين يصعدون بدل اللاعبين ويتسلمون الكأس ويضعونها في دبة سيارتهم... المهم هذا الرجل السمين واللاعب السابق للمنتخب، وصاحب اشهر ضربة جزاء ضائعة في تاريخ المنتخب الالماني، هو سر نجاح هذا النادي خلال هذا العقد!
اعضاء مجلس ادارة هذا النادي، بالاضافة الى الرئيس «اولي هوينس»، اما البقية هم، رئيس شركة اديداس، ورئيس شركة اودي، ورئيس وزراء بفاريا السابق، ورئيس شركة تيلكوم، ورئيس شركة فولكس واغن... طبعا لايوجد بينهم شيخ، ولا هامور متخم بالمناقصات، ولا عضو داش بالعرض عن طريق القبيلة ولا يعرف هل الكرة مدورة ام مثلثة، ولا عضو طائفي او فئوي يتصور أخرى لن يفهما ربعنا!
هذا النادي ساهم في مشاريع خيرية، بكل انحاء العالم، وساهم حتى في انقاذ الفرق الاخرى المنافسة، فقد ساهم في دعم نادي «دورتموند» - الذي قابله في النهائي - ماليا قبل عشر سنوات عندما كان النادي على شفا الانهيار رغم العداء القديم بينهما... فـ«البايرن» ليس فقط ناديا رياضيا، بل مؤسسة اجتماعية متكاملة، ونحن مثلهم بالضبط، فالنادي عبارة عن ديوانية، واسطبل، ومزرعة، وجاخور، وبقالة، ومطعم بيتزا، وصالون حلاقة... كل شيء عدا ان يكون ناديا رياضيا!
نادي «البايرن» بنى ملعبه الحديث، بما يقارب 250 مليون يورو فقط، وتم بناؤه في سنتين ونصف السنة فقط، وصار الاجمل بين ملاعب العالم، وبالطبع لم يتم بناؤه تحت رعاية وزارة الاشغال، ولا الهيئة العامة للشباب والرياضة، ولم يقف رئيس اتحادهم في الملعب وقال «تبون كأس آسيا»!
هكذا يفكرون، وهكذا يخططون، وهكذا يبنون أوطانهم... ولهذا يغني انصاره «فوريفر نمبر ون» أي، دائما الرقم واحد، ونحن نغني «دائما الرقم صفر»!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com