اسيل سليمان الظفيري / إنارة / هل تنتظر الحل؟

تصغير
تكبير
| أسيل الظفيري |

المشكلات جزء لا يتجزأ من حياتنا، فوجودها في حياتنا ليس هو المشكلة، ولكن البحث عن الحل هو ما يقلق الناس ويكون مصدر أوجاعهم، تقدير الله للمشكلات في حياتنا سنة من سننه في الخلق، لينظر أنشكر أم نكفر، ومن أسمائه تبارك وتعالى العدل، فسبحانه عادل في قضائه علينا، ومن تمام العدل أن ينزل الله الداء ويجعل له الدواء.

البعض عند إصابته بمشكلة يكون الآخر سببا بها (زوج أو ابن أو قريب أو صاحب) يواصل الليل بالنهار يندب حظه العثر، وينتظر مِمن كان سبباً في المشكلة أن يحلها على اعتبار أن عليه مسؤولية الحل بما انه المتسبب بها، ولكن إن أعدنا النظر في هذه الفكرة بمفهوم اسم الله العدل، فسنجد انه ليس من العدل أن تكون المشكلة عندي والحل بيد غيري، لكن العدل تمام العدل أن يقدر الله البلاء ويكون حله بين يدي ولا انتظره من احد.

قصص نجاح كثيرة نسمعها من حولنا لأناس استطاعوا إن يحولوا بتوفيق الله محنتهم إلى منحه، وهذا ممكن متى ما استطاع الإنسان أن يغير طريقة تفكيره في مشكلته، وإلا كيف استطاعت مريضة السرطان هناء بنت لقمان يونس أن تؤلف كتابا بعنوان «الحياة الجديدة... أيامي مع سرطان الثدي»؟ إن قدرتها على أن تسطر بيدها كل الآلام التي شعرت بها وكيف تعايشت مع الحدث الجديد لتعيش بسلام، ونقل خبرتها لتساعد بها غيرها، هو تطبيق عملي لتغيير طريقة التفكير في المشكلة، العلاج الطبي كان حلاً، لكنه ليس كل الحل.

هي أيقنت أن الحل لهذا البلاء يجب أن يكون من صنع يدها، وقد وُفقت لتجده بدلا من الانهزام النفسي أمام المرض وانتظار الموت، فالحلول لا تكون دائما بزوال المشكلات، لكن بإيجاد طريقتنا الخاصة في التعايش معها، وإن أمعنا النظر بمن حولنا فسنجد أناسا ابتلاهم الله بظروف صعبة ومصائب كبيرة، لكن الابتسامة الراضية التي لا تفارقهم تؤكد لنا أن النفوس المشرقة المؤمنة بعدل الله في أقداره تأبى إلا أن تجد بنفسها طريقاً للتعامل مع مشكلاتها من دون أن تنتظر من أحد أن يتعطف عليها بالحل.



as.b@live.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي