د. عالية شعيب / الحب فعل وقرار / بوح صريح

تصغير
تكبير
| د. عالية شعيب |

شاهدت منذ أيام حلقة لبرنامج إلين ellen الشهير، ومن فقراته الجديدة، مقارنة بين انجازات الصين وأميركا، تعددت فيها الجوانب التنموية والحضارية والاجتماعية التي تتفوق بها أميركا على الصين، ففكرت لو حاولت في خاطرة عابرة أن أقارن بين الكويت ودول الخليج، الامارات - قطر وغيرهما، فهل سأوفّق، وهل سأجد ما أعتبره تفوقا لوطني على تلك الدول.

ربما نقطة أو اثنتان؛ واعتصرتني الحسرة على الحال التي وصلنا اليها، بحيث يصعب تعداد مزايانا وايجابياتها. آلمتني، السلبية التي قادت الكثيرين للتشاؤم من الغد، فمن جهة البطالة، ومن جهة الفساد في جوانب البلد كافة، وتفشي الواسطة، وغياب القيم الأخلاقية في المجتمع، والتحرر بين الشباب وغيرها كثير. لكن ان ابتعدنا لنرى الصورة الأكبر سنجد، أن السبب في ما وصلنا اليه هو تفضيل المصلحة الشخصية على العامة، الغرور والأنانية. تفضيل النفس على الوطن. فكلما شاهدنا التطور في دول أخرى، فكرنا، كم يعشق هؤلاء أوطانهم، ليتعبوا ويجتهدوا ليجعلوها الأجمل والأفضل والأكثر تطورا وأرقى تنمية، والعكس صحيح، فكلما قلت محبة الانسان لوطنه، كلما سرق وعاث فسادا، كسر القانون وتعالى عليه، وارتشى وكره ونشر الفتنة والبغضاء. الحب هو المفتاح الذي يفتح قفل التنمية والتحضر.

شاهدت بذهول استعدادات الامارات لمرحلة ما بعد النفط، من خلال بناء مدينة ايكو بيئية اسمها مصدر. تعمل بالطاقة الشمسة، بعيدا عن التكنولوجيا، أكثر من رائعة، وقد عرض الاعلامي عمرو أديب صورا لها، لمدنها، حقولها الشمسية، آبارها وحدائقها. مشاهد خارج هذا العالم ومافيه، تبدعه عقول إماراتية وعربية. هكذا ياسادتي يكون عشق الوطن، بتطويره والمحافظة عليه وحمايته وحماية موارده. وليس من خلال هدرها وسرقتها وعزل العقول ومنع الكفاءات من الوصول للمناصب التي تليق بهم.

 

Twitter،instgram،facebook@aliashuaib

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي