حوار / «ما حصل معي لا يمكن تصديقه»

رولا حمادة لـ «الراي»: «طايرة» ومحلقة في... «جذور»

تصغير
تكبير
| بيروت - من هيام بنوت |

لا تخفي النجمة رولا حمادة فرحتها لأنها تشارك في مسلسل «جذور» العمل الدرامي اللبناني - المصري المشترك الذي يجمع نخبة من الممثلين في نص** كتبته كلوديا مارشليان ويخرجه فيليب أسمر، ويُبرز للجمهور العربي الطاقات اللبنانية في مجال الدراما.

حمادة، التي ترفض ان تتوقع لما بعد «جذور» لأنها تعمل في مهنة «مخيبة للآمال» كما في سائر المجالات، هي التي كانت تطالب بأشياء ولكن الحياة ارسلت لها أشياء أخرى، ولأنها واقعية ولأن التجارب تعّلم، تعلّمت أن تستقبل كل ما يصلها، ليبقى الحلم هو المتنفس الوحيد الذي يجعلها تستيقظ كل يوم، وترى الشمس مشرقة والسماء زرقاء و«الدنيا بألف خير».

وتقول حمادة - في حوارها مع «الراي» - إن «مسلسل «جذور» بالإضافة لكونه عملا جيدا ويتميز بنصه الجميل فإنه استفزني كممثلة، وأنا أشعر بسعادة كبيرة لأن أدائي وصل إلى الناس وفي شكل حقيقي وليس تمثيلاً». وأكدت أنها ليست المرة الاولى التي تعمل فيها مع جيل الشاب، فقد شاركتهم في مسلسلات عدة، ورأت أن الفن لا يرتبط بهوية «لكن مشكلتنا أننا نفكر في خوض تجربة مصرية أو سورية كل على حدة». وإليكم التفاصيل:



• الفن لا يرتبط بهوية  ... لكن مشكلتنا أننا نفكر  في خوض تجربة مصرية أو سورية كل على حدة

• هذه ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع الشباب... فقد شاركتهم في مسلسلات عدة



• من المعروف انك متأنية جداً في اختيار أدوارك وأعمالك، فهل قبلتِ المشاركة في مسلسل «جذور» لأنك وجدتِ أنه العمل الفني الذي كنت تنتظرينه والذي يرضيك كفنانة والذي يحافظ على المستوى الفني الراقي الذي تحرصين عليه في كل اعمالك؟

- مسلسل «جذور» بالإضافة إلى كونه عملا جيدا ويتميز بنصه الجميل، فإنه استفزني كممثلة ولا سيما أنه لا تتوافر الفرصة دائماً للممثل لتقديم دور مماثل في حياته الفنية. هذا الأمر يمكن أن يحصل مرة في الحياة.

• هل تقصدين أن دورك في مسلسل «جذور» هو دور حياتك؟

- الفرص التي تتيح للممثل تقديم أدوار غير متوقعة بالنسبة الى الجمهور ليست متاحة كل يوم. وهذا الأمر تحقق معي من خلال مسلسل «جذور» ليس لأنني أجسد شخصية والدة كارلا (تؤدي دورها باميلا الكيك) بل لأنني أقدم دوراً مميزاً كالذي شاهده الناس في الحلقة 13 على الشاشة.

• إلى أي حد يساهم وجود «خلطة» من الممثلين القديرين والبارعين الذين ينتمون إلى جيلك الفني والجيل الجديد، في استفزازك كممثلة على الشاشة؟

- كلما تميّز الممثلون الذين أشاركهم العمل بمستوى اداء عالٍ كلما أديت في شكل أفضل، «كل شي بيكمل بعضو».

• وهل وجدتِ في مسلسل «جذور» الفرصة المناسبة كي يترسخ اسمك اكثر عند الجمهور العربي، ولا سيما أنه عمل عربي مشترك يعرض على فضائية «ابو ظبي» كما على شاشة «ال. بي. سي». مثلاً تقلا شمعون صاحبة التاريخ الفني العريق، تعرّف الجمهور عليها بشخصية «عليا» التي قدمتها في مسلسل «روبي»، فهل ترين أن تجربتيكما متشابهتين من هذه الناحية؟

- الجمهور العربي لا يعرفني كفاية. ربما هو يعرفني من خلال مسلسل «العاصفة تهب مرتين» الذي عرض يومها على شاشة «تلفزيون لبنان» الرسمي. ولا شك ان «جذور» وغيره من المسلسلات المشابهة يساهم بانتشارنا عربياً، وهذه الناحية مهمة جداً بالنسبة إلينا كممثلين لبنانيين لأنه يسلط الضوء على طاقاتنا ونوعية عملنا وتراثنا.

• هل تشعرين بأن مسلسل «جذور» سيفتح أمامك الأبواب عربياً؟

- أفضّل ألا أحسّ وألا أعلق آمالاً على اي شيء، لأنني تعلمت أن أقوم بعملي بأفضل طريقة ممكنة، وما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك فالله وحده هو الذي يقرر. لا توجد لدي آمال أو توقعات.

• يبدو أن مجال التمثيل خذلك؟

- نعم. لكن لا توجد لديّ توقعات تجاه اي شيء لا في مجال المهنة ولا في اي مجال آخر. نحن نطالب عادة بأشياء محددة ولكن الدنيا تعطينا أشياء أخرى. من يفكر بروية وحكمة يدرك جيداً أنه لا يجوز أن يتوقع شيئاً، بل أن يستقبل كل الاشياء التي تصل إليه خلال مشواره في الحياة.

• وكأن الحلم ممنوع على الممثل في شكل وعلى الانسان في شكل عام؟

- نعم ولكن إذا تناولنا هذا الموضوع في شكل عام، نجد أن الانسان لا يمكنه أن يعيش من دون حلم «الانسان بلا حلم لشو!». كلما تضيق بنا طرق الحياة نلجأ إلى الحلم وإلا لن نستطيع أن نستيقظ صباحاً كل يوم ونرى الشمس زرقاء والشمس ساطعة والدنيا بألف خير. الحلم أمر اجباري في حياتنا حتى لو لم يتحقق، وهو ضروري بالنسبة إلينا تماماً كما الطعام والشراب لأنه يساعدنا على الاستمرار في هذه الحياة المليئة بخيبات الأمل.

• ما الشعور الجديد الذي اكتشفته كممثلة تشارك للمرة الأولى في عمل مشترك نصاً وإخراجاً وتمثيلاً؟

- أولاً، اريد أن اتوجه بالشكر من كل قلبي إلى الكاتبة كلوديا مارشليان لأنها منحتني دورين متناقضين في مسلسل، وهما دوران يُبرزان قدراتي التمثيلية. ثانياً، أريد أن أشكر أيضاً المخرج فيليب أسمر لأنه احب كل الشخصيات من كل قلبه، وقد لمستُ هذا الأمر بنفسي، ثالثاً، أرغب بتوجيه الشكر إلى الشركة المنتجة، لأنها سنحت الفرصة للممثل اللبناني، طبعاً من بعد تجربة مسلسل «روبي»، كي يطل بوجه لم يكن يعرفه الجمهور العربي، وأقصد بكلامي الدراما، كما أتقدم بالشكر إلى جمعية «سيزوبيل» التي استقبلتني كي أقوم بأبحاثي من أجل تقديم شخصية «دينا» التي بدأت في الحلقة 13 من المسلسل. ما قلته عن شخصية «دينا» هو الذي ينطبق تماماً كجواب عن سؤالك. الشعور الذي منحني إياه مسلسل «جذور» لا يمكن وصفه كلاماً، ولا شك أنه يبدو واضحاً أكثر من خلال تمثيلي، ومَن سيتابع العمل سيكتشف كم كنت «طايرة» ومحلقة في دوري.

• وكيف تقوّمين الأدوار التي سبقت دورك في مسلسل «جذور»؟

- في مسلسل «جذور» دوري مركب ويختلف عن كل أدواري السابقة، ولكن هذا لا يعني أنه أفضل منها. لماذا التصنيفات وحشر الأدوار في مراتب! وهل من الضروري أن أحدد ما الدور الأول أو الثاني أو الثالث من حيث الأهمية في مسيرتي الفنية؟ الأمور لا تقاس على هذا النحو، كل ما في الأمر أنني اكتشفت شيئاً ما في مسلسل «جذور»، وإليه أستعد أيضاً لمسلسل جديد سيكون هو أيضاً اكتشافاً جديداً.

«جذور» أعطاني هذه الشخصية التي اكتشفتها في نفسي واشتغلتها بحب كبير وبفرح. المسألة لا علاقة لها بالتصنيفات وكيف كانت الأدوار التي كانت بعده وتلك التي ستأتي بعده.

• السؤال كان ضرورياً، لأنك تتحدثين بشغف كبير عن دورك في مسلسل «جذور»؟

- أتحدث بشغف كون مسلسل «جذور» جديدا والشخصية أطلت حديثاً على الناس وأتلقى الكثير من الأصداء الإيجابية حولها. ما حصل معي «شيء لا يمكن تصديقه»، وأنا أشعر بسعادة كبيرة لأن أدائي وصل إلى الناس وفي شكل حقيقي وليس تمثيلاً.

• بين مقولة البعض ان المسلسلات التي ترتكز على قصة الحب البسيطة مطلوبة ويمكن أن تحقق النجاح وبين قصة مسلسل «جذور» المتشعبة في شخصياتها ومواضيعها التي تجمع بين الحب والخيانة والثروة والسلطة والمال والغنية بالتفصيل والأحداث، هل ترين أن مثل هذه الخلطة باتت ضرورية في اي مسلسل لأنها تغني العمل؟

- لا شك في أنها تغني العمل لأنها تغني شخصياته، ولا تدور كلها حول محور واحد يسبب الملل للممثل كما للمشاهد في بيته. «طيّب حبو بعض... وبعدين!» هل يجب أن ننتظر 60 حلقة كي نعرف ماذا يمكن أن يفعل البطل والبطلة؟ «تخانقوا وتصالحوا ورجّال شرير عمل معن ضرب ما بيسوى». الناس لا يستطيعون تحمّل مواضيع مماثلة ويريدون أعمالاً لا تحرك إحساس الحب عندهم فقط، رغم أنها العنصر الأهم في القصص، لأن هناك مواضيع أخرى إلى جانبه مهمة هي أيضاً.

• بما أنه متوافر في لبنان الممثل الجيد والمخرج القدير والكاتب المبدع وكذلك المواقع الطبيعية الجميلة، فهل كنا بحاجة إلى الدراما التركية كي نقلدها ونقدم أفضل ما عندنا، طبعاً إذا استثنينا تجربة مسلسل «روبي» المأخوذة قصته عن مسلسل فنزويلي؟

- لا يمكن أن نقول ان المخرج فيليب أسمر يقلد الأتراك، لأنه معروف بطريقته في العمل. نحن لم نكن ننتظر الأتراك وربما هم فتحوا أعيننا على شيء ما، لكن مَن كنا ننتظره هو المنتج الذي يدفع الملايين لتنفيذ عمل كامل المواصفات من الكاتب مروراً بالمخرج والكاتب والفنيين وانتهاء بمواقع التصوير. أتمنى أن يفتح مسلسل «روبي» ومن بعده مسلسل «جذور» الأبواب امام الدراما لأن تُسوّق عربياً لاننا نملك كل شيء.

• لو أجرينا مقارنة بين مسلسل «جذور» ومسلسل «روبي». اين تجدين أن العمل الثاني يتفوق على العمل الأول؟

- لا اعرف. مسلسل «جذور» مختلف تماماً عن مسلسل «روبي» لأن الثاني عمل مكرر وتدور قصته حول امرأة واحدة «راحت، اجت، حبّت، بطلّت تحب، امها تنتظرها تبكي عليها، اختها...»، بينما في «جذور» كل شخصية في المسلسل لديها قصة، هو عمل عميق بشخصياته، باحداثه... فيه اناس تكمل تجربتها...

• قلتِ اننا لم نعد في زمن الذي يقوم فيه المسلسل على ممثلة واحدة. لماذا؟

- لأن ايقاع الحياة أصبح سريعاً جداً ولم يعد بامكان الناس متابعة ممثلة واحدة طوال النهار وهل هي تحب أم انها لا تحب. المطلوب وجود قصص وشخصيات أخرى لأن فئات المجتمع أصبحت أكثر وضوحاً من السابق ولا بد من التماهي معها درامياً. نحن اليوم أصبحنا أكثر انفتاحاً ونتحدث عن مواضيع لم نكن نتحدث عنها في السابق.

• في السابق كان الممثل اللبناني، بحثاً عن الانتشار، يتمنى خوض تجربة تمثيل في مصر أو سورية، فهل ترين ان الاعمال المشتركة تجاوزت حلم خوض تجارب مماثلة؟

- المشكلة أننا نفكر بخوض تجربة مصرية أو سورية أو أردنية كل على حدة، على الرغم من ان الفن لا يرتبط بهوية، وهذا هو الفن الشامل. عندما يتعلق الفن بهوية محددة فهذا يعني أنه أصغر مما يجب أن يكون عليه والدليل ان كل المسلسلات أصبحت تجمع اليوم بين ممثلين من كل الدول العربية. لم يلتفت أحد إلى أن الدراما أصبحت «مخلوطة» وهذا أمر جميل جداً جداً، لأن كل ممثل يتكلم لهجته وان كان الهدف هو واحد. الفن شامل. في السابق كان يقال اننا لا نفهم اللهجات العربية الأخرى ولكن تبين العكس.

• وجودك مع تقلا شمعون في عمل واحد تقدمان من خلاله دوري الغريمتين اللتين تكرهان بعضهما...؟

- نحن لا نكره بعضنا ولكننا نحب الرجل نفسه.

• لكن حب رجل واحد يولد كرهاً؟

- ليس بالضرورة. بحسب المسلسل، رجاء (تقلا شمعون) لا تحب ديانا، ولكن الثانية لا تعتبرها منافِسة لها، لأنها في الأساس لا تريد الارتباط مجدداً بهذا الشخص.

• لطالما سمعنا عن وجود شرخ وتنافر بين الأجيال الفنية، وبأن الجيل القديم ينتقد الجيل الجديد ويصفه بالغرور والعنجهية وعدم احترام مواعيد التصوير، بينما الجيل الجديد يؤكد دائماً أن الجيل الذي سبقه لا يتقبله. شخصياً كيف لمستِ اجتماع ممثلين من جيلين مختلفين في مسلسل «جذور»؟

- هذه ليست المرة الاولى التي أعمل فيها مع الجيل الشاب، اذ سبق ان اجتمعت معه في مسلسل «فاميليا» وقبله في «العاصفة تهب مرتين» و«نساء في العاصفة» وسواهما. كما نحن تعلمنا من الجيل الذي سبقنا عندما مثلنا معه، فإن الجيل الجديد يتعلم منا. مثلاً في مسلسل «جذور» مع باميلا الكيك التي تحب مهنة التمثيل «قد الدنيا» وتصل إلى موقع التصوير قبل الجميع، كما أنها شاطرة وموهوبة ولذلك لم تعترضنا اي مشكلة والأمر نفسه ينطبق على وسام حنا، أما يوسف الخال فلن أتحدث عنه لانه نجم ومعروف بالتزامه. من هذه الناحية، لم تعترضنا اي مشاكل، ولم يكن هناك تقصير من اي ممثل، ولكن هناك اختلافا في تجارب الحياة التي تجعلنا نختلف مع جيراننا وليس فقط مع الممثل الذي يشارك في العمل، سواء كان أصغر أو اكبر منا.

• يبدو أن تجربتك مغايرة؟

- بل يمكن القول انها جيدة بل أكثر من جيدة.

• من المعروف أنكم عملتم في شكل متواصل حتى أنك كنت تكتفين بالنوم ساعتين فقط من أجل اتمام التصوير. الضغط الذي يعيشه الممثل، هل ينعكس سلباً على أدائه أم انه يبدع أكثر تحت ضغط العمل؟

- الأمر يرتبط بكيفية تعامل الممثل مع هذا الوضع وكيف يساعد نفسه والآخرين، وكيف يساعد الآخرون أنفسهم وزملاءهم. لا شك أننا تعبنا كثيراً وكنا لا ننام ونعمل في أجواء مضغوطة، ولكن كل هذه التفاصيل يمكن نسيانها بمجرد أن يقول المخرج «توب»، لأننا كنا نساعد بعضنا.

• ما المسلسل الثاني الذي تستعدين لتصويره؟

- هو مسلسل لبناني وبإنتاج لبناني... ولن أضيف المزيد.

• مع مسلسل «جذور» هل شعرت أنك متواجدة في المكان الذي تستحقينه والذي اشتقت اليه؟

- بل شعرت أن رولا استعادت الفرح لأنها تفعل ما تحبه ومن خلال أدوار «بتاخد العقل». بالأمس كنت أقول لقد أضاع جيلنا الكثير من الوقت، لاننا ولدنا في لبنان.

• لكن غيرك لم يتأثر ونحن نشاهده في أعمال عدة؟

- هؤلاء عددهم قليل مقارنة مع عدد الممثلين الذين يعملون في المهنة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي