شعب الكويت ولندن


| بقلم فرانك بيكر * |
مع بداية موجة الحر في الكويت، وتطلع الكثير من أصدقائي وزملائي الكويتيين الى قضاء إجازاتهم الصيفية، فلقد وجدت مرة أخرى ان لندن ظهرت بشكل كبير ومتكرر على خارطة أسفارهم.
وبحكم عيشي وعملي في بلاد كثيرة حول العالم، فإنني دائما ما اندهش بانجذاب نسبة كبيرة من الشعب الكويتي الى لندن، لذلك الانجذاب عوامل عدة فقد جذبت أولمبياد لندن الرائعة في 2012 الأنظار ولفتت انتباه العالم الى المدينة ولكنني أعتقد ان الروابط التي تجمع بين لندن والكويت تتوغل الى أعمق من ذلك بكثير.
تلعب السياحة عاملا واضحا، فلندن تتمتع وتنفرد بمبان وآثار تاريخية وفنادق ومطاعم فاخرة ومتاحف ومراسم فنية رائعة، وبكل تأكيد كرة قدم من الطراز الأول. الكثير من أصدقائي الكويتيين يذهبون الى لندن كل عام للإقامة في دور شيستر، وتناول الطعام في «ذا ايفي» وحضور مباريات فرق البريمييرليج في استاد الامارات او ستامفوردبريدج.
لندن تقدم كل ذلك وأكثر بكثير مما يوجد في صفحات الكتيبات السياحية، فالبرلمان وخدمات شرطة الميتروبوليتان والمؤسسات المالية لمدينة لندن هي موضع احترام وتقدير في كل مكان حول العالم، كما ان هذه المؤسسات هي شركاء محتملون لنظرائهم الكويتيين.
علاوة على ذلك فالجامعات الرائدة في المدينة تجعلها وجهة أولى لآلاف الطلبة البريطانيين والأجانب كل عام، بما في ذلك الكثير من الكويتيين، الذين يدرسون المواد التقليدية والأكاديمية بالاضافة الى عدد متزايد من الدورات المهنية المتخصصة. ولا ننسى التطور في نظام النقل بلندن - والذي بالطبع يضم شبكة السكة الحديد الأولى من نوعها والأشهر في العالم - والتي وضعت ورسمت المقاييس للبلاد الأخرى لتتبع خطواتنا. وفي الوقت الذي تتطلع فيه الكويت الى تطبيق خطتها المستقلة لنظام المترو، فأنا آمل بشدة ان تتمكن الخبرة البريطانية من المساعدة بما يتناسب.
ويتطرق أيضا بعض من أتحدث اليهم في الكويت الى التنوع الديموغرافي والعرقي العجيب الذي تتسم به لندن لتفوز بلقب اكثر المدن المتنوعة ثقافيا على الارض. على مدى القرن العشرين، عرفت شمال لندن كواجهة للأوروبيين الفارين من الاضطهاد في قارة أوروبا، وتجاه الشرق، تجد شوارع وايتشابل وشورديتش باز تشتهر بمناظر وأصوات وروائح جذابة للمطبخ الآسيوي الرائع، كما ان إرث لندن الغني يمتد لمنطقة الكاريبي، الذي يمكن إرجاعه الى وصول امبراطورية ويندراش الى تيلباري دوكس عام 1948 في غرب لندن موطن كارنفال نوتينج هيل السنوي.
وفي جنوب لندن يقع مسجد بيت الفتوح، الذي يستوعب اكثر من 10000 مصل ويعتبر أكبر مسجد في أوروبا الغربية. وللكويتيين مناطقهم الشهيرة المحببة أيضا، فأنا أشعر في بعض الأحيان عندما أذهب الى ادجوار رود أو نايتس بريدج انني انتقلت لوهلة الى الخليج. كما سيشهد هذا العام احتفالا للثقافة العربية في لندن من خلال مهرجان «شباك» الثقافي، والذي يضم أكثر من 40 حدثا يتنوع ما بين الفنون البصرية والموسيقى والآداب والمسرح والأفلام في أماكن مختلفة حول لندن من 22 يونيو الى 6 يوليو 2013.
ونحن في المملكة المتحدة نفتخر حقا بهذا الارث، ونأمل مع استمرارية تألقنا كمنارة للتسامح والتعايش الثقافي، ان تتمكن لندن من المحافظة على سمعتها كرائدة في العالم. وعلى نفس القدر من الأهمية تلمع المدينة في التقدم التكنولوجي والابداعي الذي يلخصه مركز لندن التكنولوجي، الذي يساعد في ضمان ان تبقى المدينة متقدمة وحديثة وفي صدارة الابتكار العالمي.
ولكن، لا تستطيع هذه المدونة القصيرة ان تمنح لندن كل ما تستحق من تقدير، كواجهة ذات قوة وسمعة عظيمة وإحدى المدن العريقة في العالم. الا انني لدي الكثير من أصدقائي الكويتيين الذين يعرفون المكان اكثر مني بكثير، والأرقام والبيانات عن عدد الكويتيين الذين يذهبون لقضاء الوقت في عاصمتنا تتحدث عن نفسها. فإذا كنت تريد ان تعرف وتفهم لندن حقا، ابدأ من الكويت.
* سفير بريطانيا في الكويت
مع بداية موجة الحر في الكويت، وتطلع الكثير من أصدقائي وزملائي الكويتيين الى قضاء إجازاتهم الصيفية، فلقد وجدت مرة أخرى ان لندن ظهرت بشكل كبير ومتكرر على خارطة أسفارهم.
وبحكم عيشي وعملي في بلاد كثيرة حول العالم، فإنني دائما ما اندهش بانجذاب نسبة كبيرة من الشعب الكويتي الى لندن، لذلك الانجذاب عوامل عدة فقد جذبت أولمبياد لندن الرائعة في 2012 الأنظار ولفتت انتباه العالم الى المدينة ولكنني أعتقد ان الروابط التي تجمع بين لندن والكويت تتوغل الى أعمق من ذلك بكثير.
تلعب السياحة عاملا واضحا، فلندن تتمتع وتنفرد بمبان وآثار تاريخية وفنادق ومطاعم فاخرة ومتاحف ومراسم فنية رائعة، وبكل تأكيد كرة قدم من الطراز الأول. الكثير من أصدقائي الكويتيين يذهبون الى لندن كل عام للإقامة في دور شيستر، وتناول الطعام في «ذا ايفي» وحضور مباريات فرق البريمييرليج في استاد الامارات او ستامفوردبريدج.
لندن تقدم كل ذلك وأكثر بكثير مما يوجد في صفحات الكتيبات السياحية، فالبرلمان وخدمات شرطة الميتروبوليتان والمؤسسات المالية لمدينة لندن هي موضع احترام وتقدير في كل مكان حول العالم، كما ان هذه المؤسسات هي شركاء محتملون لنظرائهم الكويتيين.
علاوة على ذلك فالجامعات الرائدة في المدينة تجعلها وجهة أولى لآلاف الطلبة البريطانيين والأجانب كل عام، بما في ذلك الكثير من الكويتيين، الذين يدرسون المواد التقليدية والأكاديمية بالاضافة الى عدد متزايد من الدورات المهنية المتخصصة. ولا ننسى التطور في نظام النقل بلندن - والذي بالطبع يضم شبكة السكة الحديد الأولى من نوعها والأشهر في العالم - والتي وضعت ورسمت المقاييس للبلاد الأخرى لتتبع خطواتنا. وفي الوقت الذي تتطلع فيه الكويت الى تطبيق خطتها المستقلة لنظام المترو، فأنا آمل بشدة ان تتمكن الخبرة البريطانية من المساعدة بما يتناسب.
ويتطرق أيضا بعض من أتحدث اليهم في الكويت الى التنوع الديموغرافي والعرقي العجيب الذي تتسم به لندن لتفوز بلقب اكثر المدن المتنوعة ثقافيا على الارض. على مدى القرن العشرين، عرفت شمال لندن كواجهة للأوروبيين الفارين من الاضطهاد في قارة أوروبا، وتجاه الشرق، تجد شوارع وايتشابل وشورديتش باز تشتهر بمناظر وأصوات وروائح جذابة للمطبخ الآسيوي الرائع، كما ان إرث لندن الغني يمتد لمنطقة الكاريبي، الذي يمكن إرجاعه الى وصول امبراطورية ويندراش الى تيلباري دوكس عام 1948 في غرب لندن موطن كارنفال نوتينج هيل السنوي.
وفي جنوب لندن يقع مسجد بيت الفتوح، الذي يستوعب اكثر من 10000 مصل ويعتبر أكبر مسجد في أوروبا الغربية. وللكويتيين مناطقهم الشهيرة المحببة أيضا، فأنا أشعر في بعض الأحيان عندما أذهب الى ادجوار رود أو نايتس بريدج انني انتقلت لوهلة الى الخليج. كما سيشهد هذا العام احتفالا للثقافة العربية في لندن من خلال مهرجان «شباك» الثقافي، والذي يضم أكثر من 40 حدثا يتنوع ما بين الفنون البصرية والموسيقى والآداب والمسرح والأفلام في أماكن مختلفة حول لندن من 22 يونيو الى 6 يوليو 2013.
ونحن في المملكة المتحدة نفتخر حقا بهذا الارث، ونأمل مع استمرارية تألقنا كمنارة للتسامح والتعايش الثقافي، ان تتمكن لندن من المحافظة على سمعتها كرائدة في العالم. وعلى نفس القدر من الأهمية تلمع المدينة في التقدم التكنولوجي والابداعي الذي يلخصه مركز لندن التكنولوجي، الذي يساعد في ضمان ان تبقى المدينة متقدمة وحديثة وفي صدارة الابتكار العالمي.
ولكن، لا تستطيع هذه المدونة القصيرة ان تمنح لندن كل ما تستحق من تقدير، كواجهة ذات قوة وسمعة عظيمة وإحدى المدن العريقة في العالم. الا انني لدي الكثير من أصدقائي الكويتيين الذين يعرفون المكان اكثر مني بكثير، والأرقام والبيانات عن عدد الكويتيين الذين يذهبون لقضاء الوقت في عاصمتنا تتحدث عن نفسها. فإذا كنت تريد ان تعرف وتفهم لندن حقا، ابدأ من الكويت.
* سفير بريطانيا في الكويت