نظمتها الجمعية حول هموم وشجون الخليج العربي

ندوة «الصحافيين»: نصف العرب قلقون من صعود الإسلاميين في مصر وتونس

تصغير
تكبير
| كتب علي العلاس |
قال خبراء استراتيجيون إن الخليجيين اليوم لديهم فرصة لمساعدة دول مايسمى بـ«الربيع العربي» للوقوف على أرجلها وليس من صالحهم زيادة الصراع في هذه الدول ولكن التدخل بما يحقق مصالح دول الخليج مشيرا إلى أنه لا أحد ينادي بالربيع العربي في الكويت أو في الخليج العربي.
وأوضح الخبراء الاستراتيجيون خلال ندوة نظمتها جمعية الصحافيين مساء أول من أمس حول هموم وشجون الخليج العربي في ظل التداعيات الحاصلة في المنطقة بمشاركة رئيس تحرير صحيفة «قطر تريبيون» الدكتور حسن الأنصاري وأمين سر جمعية الصحافيين الكويتية فيصل القناعي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عايد المناع وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور شملان العيسى إن قدر دول الخليج أنها جزء من الأمة العربية ولا يمكن أن تنفصل عنها وتتأثر بكل أحداث المنطقة وآخرها هو الربيع العربي والذي كان في بداياته مفرحا وملهما وفي نهايته تسلطاً وفساداً ولكن دخل الربيع العربي اليوم في متاهات لا نعرف لها نهاية ومن الطبيعي أن نقلق منها.
وكشفوا أن الإخوان المسلمين معروفون تاريخيا وأن لديهم عملاً سرياً يوازي أعمالهم المعلنة مؤكدين أن القلق ينتاب نصف العرب تجاه نمو وصعود التيار الإسلامي في مصر وتونس.
وذكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالخالق عبدالله أن الشبكة التي تم اكتشافها في الإمارات أخيرا والتابعة للتنظيم الاخواني هي قضية قانونية بحتة وليست سياسية كما يعتقد البعض، لافتا إلى أن القلق الحاصل ليس قلقا إماراتيا فقط ولكن قلق ينتاب نصف العرب تجاه نمو وصعود التيار الإسلامي في مصر وتونس.
وقال عبدالله «من حق الجميع ممارسة دورهم بطرح بديل فكري أو سياسي أو عقائدي وهذا هو جوهر العمل الديموقراطي، ولكن لا يعني ان نرفع الراية البيضاء بسبب صعود التيار الإسلامي».
وأضاف «في الإمارات كما في الخليج والكويت يعتبر التحزب والتنظيمات السياسية ممنوعة والإخوان معروفون تاريخيا أن لديهم عملاً سرياً يوازي أعمالهم المعلنة،وإخوان الإمارات لهم الدور نفسه وتمت مخاطباتهم أكثر من مرة أن هذا العمل يعتبر مخالفاً للقوانين وكانوا يمارسون تنظيمهم السياسي خارج العمل العام الممنوح لهم ولابد من تفكيك هذا التنظيم».
ولفت إلى أن القضية اليوم معروضة أمام القضاء وعلى ذمة التحقيق وهناك اعتقاد أنهم خالفوا قانون الامارات وهي قضية قانونية بحتة وليست سياسية.
وتابع : ان 80 شخصا من المقبوض عليهم ليسوا معروفين سياسيا أو ناشطين حقوقيين أو دعاة إصلاح سياسي، ولكن يبدو أنهم كانوا يقومون بعمل سري تنظيمي وليس العمل على الديموقراطية والإصلاح واليوم هناك إجراءات لمحاكمتهم على قيامهم على عمل تنظيم غير قانوني وهناك قرائن على أنهم على علاقة بتنظيم دولي إخواني من مساعدة وتنظيم وهي عملية غير قانونية وهذا الأمر جديد علينا.
وعبر عن امتنان الإمارات حكومة وشعبا للكويت على اللفتة الكريمة لتسمية طريق الدائري الخامس في الكويت باسم المرحوم الشيخ زايد طيب الله ثراه فهو من علمنا حب الكويت وأن نكون ممتنين لهم مدى الحياة وتذكر الأيادي الكويتية البيضاء على الإمارات.
وأكد أن الصحافة الكويتية تعتبر نموذجاً ومعقلاً للحرية في الخليج والوطن العربي وهي تحظى بكل الاحترام والتقدير وقد جئنا اليوم للحديث عن الهم المشترك للبيت الخليجي والشجون الخليجية كثيرة فنحن نعيش بمنطقة متوترة وجيران غاية في الصعوبة ونتمنى أن يردوا تحية حسن الجوار بالقدر نفسه.
وزاد : «ان موقعنا الجغرافي والتاريخي يحتم علينا التقارب والتنسيق والتعاون الخليجي وتقويم البيت الخليجي والانتقال من مجلس التعاون إلى الاتحاد الخليجي.
واستدرك قائلا إن قدرنا أن نكون جزءاً من الأمة العربية ولا يمكن أن ننفصل عن أمتنا العربية ونتأثر بكل أحداث المنطقة وآخرها هو الربيع العربي والذي كان في بداياته مفرح وملهم وفي نهايته التسلط والفساد ولكن دخل الربيع العربي اليوم في متاهات لا نعرف لها نهاية ومن الطبيعي أن نقلق منها.
وقال إن الربيع العربي بعد مرور سنتين أثر على دول الخليج وأكبر مثال على ذلك البحرين وعمان وبعض الدول التي تأثرت جزئيا وقليلا فالكل تأثر بهذه الأحداث وهذا يؤكد أن الخليج يتأثر سلبا وإيجابا بما يحدث بالمنطقة كونه جزءاً منها.
ومن جانبه تقدم الدكتور حسن الأنصاري بجزيل الشكر لجمعية الصحافيين على الاستضافة والالتجاء بالزملاء في الكويت،قائلا «اننا نشترك بالعديد من الهموم في الخليج وهي عبارة عن إرهاصات للمنطقة وموقعها في هذه المنطقة الحساسة ومع هذه التحديات العديدة والخلافات إلا أننا بالنهاية نعرف ما هو الخليج وماهي مصالحنا وعند الجد جميعنا نكون في خندق واحد.
ولفت إلى ان هناك تأثيرات حقيقية للربيع العربي واليوم التحولات بالعالم العربي واضحة وفي الخليج المفروض نسأل أنفسنا هل سيكون لنا دور أو نقف ونرى تأثير التحولات علينا أو المساهمة في تشكيل هذا الربيع العربي بأن يرعى مصالحنا في الدول الخليجية.
ورأى أن هناك فرصة تاريخية أما دول الخليج فيجب استغلالها بالتأثير بهذا الربيع ففي النهاية ما سيترتب عليه سيؤثر علينا وعدم الدخول فيه أو محاولة التأثير فيه لن يكون لصالحنا كدول خليجية وأخذ التحولات والتدخل فيها لكي تصب بمصالحنا ومن حقنا أن نعيش بمنطقة نسهم في تشكيلها إذا أتيحت الفرصة.
وقال إن دول الخليج هي دول صغيرة لديها الثروات وعدد سكانها قليل وقمنا بإجراءات أمن وحماية لها واليوم مع التحولات الكثيرة للربيع العربي والحكومات الجديدة هي واقع جاءت عن طريق الانتخابات وهل المطلوب محاربتها أو فتح خطوط تواصل معها وهذا ما يحدث وغير صحيح وجود أي مخططات قطرية للسيطرة على هذه الدول وهو كلام لا يدخل العقل فالإرادة الشعبية في هذه الدول أرادت أي خط أو حزب يحكمها يجب احترام هذا والتعامل معه.
وقال إن الخليجيين لديهم فرصة اليوم لمساعدة هذه الدول للوقوف على أرجلها وليس من صالحنا زيادة الصراع في هذه الدول ولكن التدخل بما يحقق مصالحنا كدول خليجية مشيرا إلي أنه لا أحد ينادي بالربيع العربي في الكويت أو في الخليج العربي.
ومن جهته قال الدكتور عايد المناع «إننا نعاني من إشكالية تداعيات الربيع العربي وهي أحداث لها إيجابيات وسلبيات والفوضى التي نراها اليوم هي جزء من الفوضى الخلاقة وهي التي تحدثت عنها وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس وستستمر فترة طويلة حتى تستقر الأوضاع وتتضح الرؤية وهذه تعتبر نصيحة للقيادات الخليجية ألا تتنكر لمثل هذه التحديات من خلال العمل على المزيد من الديموقراطية والاصلاحات وضمان التعاون.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي