محطة / مجموعة «رذاذ» تنثر ألوانها في متحف الفن الحديث بتكنيك تشكيلي متوهج بالحيوية

u0628u062fu0631 u0627u0644u0631u0641u0627u0639u064a u0648u0647u0627u0634u0645 u0627u0644u0631u0641u0627u0639u064a u0645u0639 u0645u062cu0645u0648u0639u0629 u00abu0631u0630u0627u0630u00bb (u062au0635u0648u064au0631 u0646u0648u0631 u0647u0646u062fu0627u0648u064a)
بدر الرفاعي وهاشم الرفاعي مع مجموعة «رذاذ» (تصوير نور هنداوي)
تصغير
تكبير
| كتب مدحت علام |

مجموعة «رذاذ»... تبدو في عملها المشترك كيانا واحدا، الا ان التجارب مختلفة، ومتنوعة وانها رغم قصر تجربتها، الا انها استطاعت ان تؤسس لمنهجها ملامح مغايرة ومعبرة عن تطور التشكيل الكويتي المعاصر.

والفنانات مها المنصور، وديمة القريني وآلاء حداد، هن عضوات هذه المجموعة التي نظمت مساء الاحد الماضي في متحف الفن الحديث معرضا افتتحه الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بدر الرفاعي، وبحضور الفنانين الكبيرين عبدالحسين عبدالرضا وعبدالعزيز المنصور، والروائية ليلى العثمان والشاعر الدكتور خليفة الوقيان.

واحتوى المعرض على لوحات متباينة في اشكالها ورؤاها من خلال ماقدمته الفنانات الثلاث من مواضيع تضمنت العديد من العناصر. تلك التي تتشكل فيها الحياة، بأكبر قدر من التكثيف والايحاء، وعلى هذا الاساس فقد ظهر المعرض في اختلاف وتوافق ملفتين للنظر.

وقدمت الفنانة التشكيلية مها المنصور اعمالها تلك التي بدت فيها التجربة التجريدية واضحة، بالاضافة إلى استخدام الرمز والتراث والالوان الحيوية. وان المرأة كعنصر اساسي في تجربة الفنانة - كانت محورا مهما تحاورت من خلالها الفنانة مع الحياة كما في لوحات «وقفة مع التراث» و«بدون عنوان» و«سكوت» و«الصمت» و«سابقى» و«ماذا بعد» تلك الوحات التي حرصت فيها المنصور على رسم البروتريه الخاص بالمرأة في تكثيف حسي متقن وبرؤى جمالية معبرة عن المرأة في احزانها، وافراحها وآلامها وسعادتها، وعلى هذا الاساس بدت الاحاسيس متجهة إلى الحياة، التي اتخذت الفنانة من مدلولاتها المرأة وبالتالي فان تواصل الفنانة مع كشوفاتها التشكيلية اثمرت لوحات ذات حضور جذاب، ومتضامن مع الحياة بكل ابعادها، ومراحلها الانسانية.

ثم عبرت لوحات الفنانة ديمة القريني عن ثراء فني واضح وذلك بفضل رصدها لمظاهر الالم والفرح وذلك عبر الوان متوهجة، وسائلة على اسطح اللوحات باكبر قدر من التكثيف والايحاء.

وسنجد المعاني شديدة الارتباط بالانسان في لوحات القريني مثل «التائهون» و«حيرة الدمى» و«الرؤوس نامت» لنجد في العديد من اللوحات قد اختفت صور الكائنات من فضاء اللوحات لتحل محلها الالوان، بكل تدرجاتها وخطوطها، تعبيرا عما تريد ان تتوصل اليه الفنانة من توافق ذهني يصب في مصلحة الحياة.

ان الالوان في لوحات ديمة القريني بدت مميزة، وفي الوقت نفسه معبرة عن العديد من المضامين والتطلعات، تلك التي تأسس فيها عنصر الاتقان، والرغبة في المغايرة، والالتقاء مع مشاعر جمالية متنوعة.

وحينما نتحدث عن اعمال الفنانة آلاء الحداد سنجد ان الالوان كانت في سيرتها الانسانية متوافقة مع ماتضمنته اللوحات من مواضيع وعناصر تشكيلية، لنجد ان هناك حرصا من قبل الفنانة على ان تبدو لوحاتها ذات احساس تجريدي بالواقع، وان توهج الالوان اسهم بشكل فعال في اثراء التجربة وعبرت الفنانة في اكثر من لوحة عن مجاميع المرأة تلك المجاميع التي لم تكن فيها الاجساد واضحة، الا ان المعاني كانت قريبة من وجدان المتلقي في تفاعلاته مع عناصر الاعمال.

وضمنت الفنانة لوحاتها بعناوين مختلفة مثل «رذاذيات» و«بدون عنوان» وعلى هذا الاساس فان عمق التجربة اسهم في ايجاد تنوع في نسيج كل لوحة على حدة.

وفي معظم الاحوال استخدمت الفنانات في مجموعة «رذاذ» الالوان الزيتية بكل ماتحتويه من حميمية وان العازفين على الآلات الموسيقية المصاحبة للمعرض اسهمت في ايجاد جو من الالفة، اضافت الكثير من الحميمية إلى المعرض.

واشاد الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بدر الرفاعي بمجهودات هذه المجموعة في ثراء الساحة التشكيلية بأعمالها، مؤكدا على تشجيعه لتأسيس المجاميع الثقافية والفنية التي تعمل لهدف واحد هو اثراء الساحة والعمل الجماعي المشترك.



ريشة «بدر» توقع على اللوحة

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي