بين ترحيب البعض وتردد ورفض آخرين

الفنانون: زيارة الطبيب النفسي ... عند الضرورة

تصغير
تكبير
| استطلاع - علاء محمود |

الحياة اليومية مليئة بالضغوطات والمصاعب التي تواجه الناس، ننقسم إلى فئات عدة في مواجهتها، فالبعض قد يتمكن من تجاوزها بكل سهولة، وآخرون** قد يجدون صعوبة في ذلك، وقد يحتاج البعض لمن يساعدهم في تخطي محنتهم مثل زيارة طبيب أو استشاري نفسي.

والفنانون حالهم كحال فئات المجتمع قد يزورون الأطباء النفسيين وربما يرفض بعضهم الفكرة، فاستطلعت «الراي» آراء عدد من منتسبي الوسط الفني لاستيضاح وجهات نظرهم عن ماهية وعمل الطبيب أو الاستشاري النفسي، والأشخاص الذين من المفترض لهم زيارته، وأيضاً ولمعرفة مدى قابليتهم في القيام بهذه الخطوة وزيارته بين الفينة والأخرى:



مصارحة بين الشخص ونفسه

الفنان عبد الرحمن العقل رأى أنه «ليس من الخطأ زيارة الطبيب النفسي، لأن الطب النفسي أحد أفرع الطب، واللجوء إلى الطبيب أو الاستشاري النفسي ليس معيباً، لأنه يساعد على تهدئة النفس وإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة من جديد بسبب التعب والجهد والإرهاق اليومي، كما أنني أعتبر مجرد الزيارة هي مصارحة بين الشخص ونفسه».

وأضاف العقل: «شخصياً لم أحتج أبداً إلى زيارة أي استشاري نفسي طوال حياتي، لأن أموري «ماشية عدل» من دون أي ضغوط تستدعي الأمر».



لم ولن أفكر في الطبيب النفسي

أما الممثلة والمغنية أمل العنبري، فأكّدت أنها لا تحتاج إلى طبيب نفسي لمعالجة مشاكلها أو الضغوط التي تمر بها، وقالت: «لم ولن أفكر في الذهاب إلى الطبيب النفسي، ليس لأنني أراه أمراً خاطئاً، بل لأنني أمتلك فلسفة خاصة بي في الحياة وأمتلك منها ما يكفي، وأنظر إلى المشاكل التي أمر بها أنها حوافز أحوّلها لأمور إيجابية لأتمكن من التغلب عليها، ناهيك عن قراءتي الدائمة للكتب المتخصصة والاطلاع على كل الثقافات».

وأضافت العنبري: «في أغلب الأحيان من يلجأ إلى طبيب أو استشاري نفسي هو الإنسان الفارغ، لاعتقاده أنه سيجد حلاً لمشاكله، وهنا يقع في دائرة تفكير وفلسفة الطبيب نفسه، ولا أنكر أبداً وجود أطباء ذوي خبرة وجيدين وكذلك آخرين لا يفقهون شيئاً وقد يكونون سبباً في زيادة المعاناة».

واستطردت: «الإنسان الذي يلجأ إلى الطبيب النفسي ليس مجنوناً، بل هو إنسان وقع في دائرة المشاكل والضغوطات اليومية ويحتاج إلى مساعدة في حلها، لذلك فإن الفكرة المنتشرة بين الكثيرين تفيد بأن الاستشاري النفسي فقط للمجانين تعتبر خاطئة».



زيارة الاستشاري النفسي

لا تعني أننا مجانين

ومن جهته، لا يرى الفنان أحمد إيراج عيباً في زيارة الاستشاري النفسي، «هو طبيب مثله مثل كل الأطباء الذين نزورهم في حال شعورنا بالألم أو المرض، له تخصصه الذي يمتاز ويبرع فيه. وأنا ضد كل من يقول إن المجانين هم مرضاه فقط، لأننا في حياتنا اليومية نتعرض لكثير من الصغوطات على جميع الأصعدة واختلافها، إضافة إلى بعض الصدمات التي من شأنها أن تغيّر الكثير من نفسيتنا، وهنا لا بد من زيارة استشاري نفسي وهذا لا يعني أننا أصبحنا مجانين».

وتابع إيراج: «هذا التخصص في الطب مهم جداً في المجتمع، ولا أرى أنه من المعيب اللجوء إليه عند الحاجة، أو بشكل دوري كل فترة زمنية، وشخصياً لم تسنح لي الفرصة للذهاب بسبب المشاغل اليومية، لكنني سأقوم بهذه الخطوة حالما يسنح لي الوقت».



لا عيب ولا حرام

الممثلة نور الغندور أيدت فكرة زيارة الطبيب النفسي فقالت: لا أرى أنه من العيب أو الحرام زيارة الطبيب أو الاستشاري النفسي إن كان الأمر يستدعي ذلك، وكثير من شرائح المجتمع المختلفة يمرون بضغوطات في حياتهم من دون أن يتمنكوا من تخطّيها، فتتراكم عليهم حتى يصبح حملاً لا يمكنهم تحمّله، وعلى الصعيد الشخصي لم يصدف أن زرته من قبل لأنني لم أصل إلى المرحلة التي قد أحتاج زيارته».

وأضافت أن «الطبيب النفسي يقوم بمعالجة الأشخاص ممن لديهم مشاكل نفسية أو أمراض تتعلق بالشخصية، وبالتالي هو الجدير في حلّها باعتباره مختصاً كرّس حياته للدراسة والتعامل مع مرضاه».



أكثر من جلسة

الفنان أحمد السلمان استفاد من دراسته لمادة علم النفس في حياته، لذلك يعتقد أن «الطبيب أو الاستشاري النفسي يساعدنا على تخطي مصاعب معيّنة في حياتنا، من خلال تقديم النصائح والتوجيه إلى الطريق الصحيح، وهذا كله من خلال استماعه التام بكل رحابة صدر لكل ما يضايقنا».

وقال السلمان: «خلال دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية، تلقيت دروساً في مادة علم النفس لمدة عامين، وذلك لمساعدتنا في فهم الشخصيات التي نتقمصها، وهذه الدراسة أعطتني انطباعاً إيجابياً عن الطبيب النفسي أو الاستشاري لأن مهنته هي الغوص في أعماق الإنسان الآخر ومعرفة ما يتعبه، وشخصياً كانت لي أكثر من جلسة مع دكتور في علم النفس لأحكي له عن الذي في داخلي كنوع من تفريغ الحمولة».



للأسف لم يسبق لي زيارته

ولدى الفنانة أحلام حسن وجهة نظر إيجابية نحو الطبيب النفسي؛ «أنا ضد من يقول إن الطبيب أو الاستشاري النفسي مخصص لفئة معينة من الناس عليهم زيارته، لأنني أعتقد أنه لجميع أفراد المجتمع سواء كان الفرد مريضاً أو يعاني من تعب أو ضغوط معينة أو حتى مشكلة بسيطة في حياته الشخصية، إضافة إلى هذا كله لا أرى أنه من العيب أو الخجل زيارته بين الحين والآخر».

وأوضحت: «شخصياً وللأسف لم يسبق لي زيارة أي استشاري أو طبيب نفسي، لكن لو شعرت أنني بحاجة إليه سأذهب من دون تردد أبداً، وأتمنى أن يكون ذلك حال بقية أفراد المجتمع من أجل أن تبقى نفسياتنا مرتاحة، وبذلك يمكننا أن ننجز أعمالنا بسرعة أكبر دون عوائق».



كلامه ليس «خرابيط»

وأكدت الفنانة بثينة الرئيسي أن «الطبيب النفسي حاله حال بقية الأطباء، له تخصصه وأعتبره شخصاً مهماً في حياة البشرية لأنه يستطيع فهم حالات الإنسان من الألف إلى الياء، وأتمنى من الجميع أن يعي ذلك الأمر ويعتبره أمراً طبيعياً، ويحاول زيارته بين الفينة والأخرى لـ «يفضفض» كما يفعل كثير ممن أعرفهم، لأنني ضد كل من يقول إن كلامه مجرد (خرابيط)».

وقالت: «لم يسبق لي أن قمت بزيارة أي طبيب نفسي حتى يومنا الحالي، لكن إن وصلت إلى حالة نفسية متدنية جداً، فأول ما سأقوم به هو زيارته دون أي تردد أو خجل من المجتمع الذي يعتقدون أن كل من يزوره هم مجانين، لإيجاد حل لمشكلتي».



زيارة الأصحاء للاستشاري

من باب الاحتياط

ولا يمانع الفنان محمد المنصور من زيارة الطبيب النفسي في يوم من الأيام، لأن «الطب النفسي لكل أفراد المجتمع ممن يعانون من حالات نفسية معينة تستلزم هذا الأمر، وللعلم فإن المريض أو المعاني النفسي لا يشعر بحاجته إلى العلاج، بل تكون هذه مسؤولية من حوله في إقناعه بالذهاب وتلقي العلاج المناسب والذي يكون أغلبه (فضفضة)، لكن ذلك لا يمنع من زيارة الناس الأصحاء كل فترة زمنية معينة للاستشاري النفسي من باب الاحتياط لا أكثر بشرط امتلاكهم القابلية لتلك الخطوة».

وأكمل المنصور: «أغلب حالات المرضى أو من يحتاجون إلى زيارة استشاري نفسي سببها ضغوطات الحياة اليومية والمشاكل التي يمرون بها فتبدو حملاً ثقيلاً على كاهلهم لا يمكنهم تحمله، وبالتالي تؤثر سلباً على صحتهم فيصابون بأمراض عضوية منها الضغط والسكري».

وأضاف: «عند وفاة أخي منصور أصبت بمرض الضغط، وبدأت بتناول حبة كل يوم، كما وزادت علي ضغوط الحياة والمشاغل وهموم البيت، لكنني لم ألجأ إلى طبيب أو استشاري نفسي حتى اليوم على الرغم من أن معظم أصدقائي أطباء نفسيون».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي