نافذة... الأمل / أين الوطن؟

تصغير
تكبير
| أمل الرندي |

النبات لا ينمو وتتفتح أزهاره إلا في أرضه... الطيور لا تحلق بأجنحتها إلا في سمائها... الأسماك لا ترى جمالها إلا وهي تسبح في بحارها... الإنسان لا ينتج ويبدع إلا في وطنه.

ولكن أي وطن؟ وما معنى كلمة وطن؟

الوطن... هو المكان الذي يعيش فيه الفرد بكل ما فيه من لوائح وقوانين وأنظمة سياسية. وبالانكليزية كلمة وطن «Home» أي بيت، فالوطن سكن والانتماء لوطن حاجة نفسية أساسية لأي إنسان، والإنسان الذي لا يشعر بالانتماء يصيبه اختلال في توازنه النفسي والاجتماعي، فالانتماء يغرس في النفوس منذ الصغر بطريقة مباشرة وغير مباشرة، من خلال الأسرة المدرسية ووسائل الإعلام، فكل منهم له دور، ودور الأسرة الأكبر فالأبناء يكتسبون انطباعاتهم عن المجتمع من خلال نظرة الآباء لهذا المجتمع، وهناك عاملان أساسيان يؤثران على انتماء الفرد: «الماضي... المستقبل»، فذكريات الطفولة الجميلة تجعل الفرد ينتمي للمكان، فمازالت محفورة في ذاكرتنا الوجبة التي تقدم في مرحلة الروضة والابتدائي سابقاً والزي المدرسي الذي يعطى للطلبة في بداية كل عام دراسي ومدى تأثيره في نفوسنا عندما كبرنا بأننا نعيش في خير الكويت وعطائها، والانتماء يرتبط أيضاً بتحقيق الذات والمستقبل الآمن، فالجميع يسعى ليعيش في أمان، والحمد لله الذي أنعم علينا بهذه النعمة، فكثير من الجنسيات العربية تعيش في الكويت وتشعر بالانتماء وتعطي وتبني مع أبناء الكويت المخلصين، المتفانين في عملهم بأسمى أنواع العطاء... عطاء النفس والوقت لانه ينفد ولا يمكن تعويضه، فالكل في عمله يعبر عن حبه للوطن «الموظف، المعلم، الطبيب، المهندس...» فكل لحظة نعمل فيها باخلاص هي حب وبناء للوطن وإذا عمل الجميع باخلاص فلا نجد طلابا راسبين أو مرضى متزاحمين أو معاملات تمر عليها سنون، ونحن الآن نعيش في أجواء الانتخابات ونستمع للكثير من البرامج الانتخابية التي إذا تحققت سيكون هذا الوطن جنة «بالأفعال أبلغ من الأقوال وأفيد»!

فغرس حب الوطن في نفوس الأطفال هدف سام ونبيل، لينبت في المستقبل عطاء وبناء وازدهار للوطن، وقد سمعت كلمات جميلة يرددها الأطفال ويعبرون فيها عن حبهم للوطن تفيض بالمشاعر المتدفقة الصادقة للزميلة العزيزة هدى الشطي، تقول: «حبة رمل منچ عندي تسوي الكون

يا كويت أنا منچ وانت بالعيون»

«مرخوصة لچ روحي مرخوصة بالعون

مهما أنا ضحيت بتم لچ مديون»

فالانتماء للوطن يكون في القلوب ونترجمه بالأفعال والسلوك، فكل منا في داخله وطن.


[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي