«فرصة اخرى» لحسن عبدال ... 65 دقيقة من جريمة منظمة بقالب كوميدي



يعتبر فيلم «فرصة اخرى» للمخرج الكويتي «حسن عبدال» احد افرازات الثقافة الاميركية التي تربى عليها شبابنا منذ نعومة اظفارهم ليخرج لنا بتصور بان الجريمة تتشابه في ظروفها وتختلف في طريقة معالجتها، واذا كان المخرج الذي بدأ مشواره بافلام بسيطة دون المستوى ففي هذا الفيلم قد القى بظلاله نحو الخير والشر بمنظور اجتماعي على طريقة الافلام الاميركية في كيفية التطرق لافلام الجريمة والتي تعتبر من اصعب الافلام التي تتداولها هوليوود منذ عهود مضت، فافلام الجريمة يجب ان يتخللها الاثارة والغموض وربط مفهوم الجريمة بالمجرم والضحية حتى تتكامل عناصر الفيلم ويخرج بصورة صحيحة ومتكاملة.
هذا ما حاول المخرج ايجاده بالفيلم مع اضافة مسحة من الفكاهة والضحك التي غيرت من مفهوم افلام الجريمة القاسية، لذا ضاع الفيلم ما بين التصنيفين رغم اعجاب الجمهور بالفيلم الا ان لجنة الحكام اعتبرته فيلماً سطحياً لا يرقى لمستوى افلام المهرجانات.
يتطرق الفيلم لمحقق بادارة المباحث الجنائية ويقوم بدورة المذيع المتألق والاكتشاف الجديد «عبد الرضا بن سالم» بالتحقيق في جريمة قتل مبرمج الكمبيوتر علاء «احمد ايراج» وسرقة البرنامج السري ذو الشفرة السرية الذي يقوم ببرمجته لادارة المباحث، تتصاعد وتيرة الاحداث بطرقة جميلة وباسلوب الاكشن والكوميديا بنفس كويتي بحت لنصل الى المجرمين وكشف العصابة واطرافها وانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان، نجح المخرج رغم الصعوبات الجمة التي واجهته سواء في تمويل الفيلم والذي انفق عليه من المصروف الخاص لجميع العاملين فيه بالاضافة لعدم توافر مواقع تصوير داخلية حيث كانت محددة بوقت زمني يصعب على اي مخرج تفريغ شحنات الابداع الفني لديه وظروف نفسية سيئة لعدم تكامل مقومات العمل السينمائي، ومع ذلك خرج لنا فيلماً يستحق الاشادة والتقدير والتشجيع والدعمين المادي والمعنوي من الجميع لمواصلة المشوار والارتقاء به والاهم دوران عجلة السينما الكويتية التي ماتت منذ فترة طويلة لتواكب مجريات الاحداث وتطورها على الاقل في دول الخليج والعالم العربي وان كنا نطمح اكثر من ذلك.