وقف نار «إعلامي» في لبنان وتهديدات بـ «عصيان مدني»
طرابلس... ملعب نار يختلط فيه المحلي بالإقليمي

آلية للجيش اللبناني في صيدا أمس (أ ف ب)





| بيروت - « الراي» |
تحولت مدينة طرابلس، عاصمة شمال لبنان، ملعب نار مع الاعمال العسكرية التي كانت تعنف حيناً وتخفت احياناً، موقعة ستة قتلى وأكثر من ثلاثين جريحاً في جولة عنف جديدة بين باب التبانة (السني) وجبل محسن (العلوي)، وهي الجولة التي تحمل الرقم 15 منذ مايو العام 2008.
ورغم الاجراءات غير المسبوقة للجيش اللبناني على خط التماس السياسي المذهبي، والمحلي الاقليمي الشديد الارتباط بالصراع في سورية، فإن الاشتباكات استمرت «من فوق رأسه»، وسط عمليات قنص متبادلة بين المنطقتين المتجاورتين في الجغرافيا والفقر والمآسي.
وبدا الوضع في عاصمة الشمال يتجه نحو الاسوأ مع اتساع رقعة التراشق بالرصاص والاينيرغا، وتسجيل المزيد من الضحايا المدنيين، اضافة الى مقتل عنصر من الجيش اللبناني، الامر الذي ادى الى موجة نزوح من المناطق القريبة من «خط النار» بين باب التبانة وجبل محسن.
وفي الوقت الذي نفذ الجيش اللبناني عمليات دهم واسعة قام خلالها بتوقيف بعض المسلحين، هدد نواب طرابلس وفعاليتها بعد اجتماع عقد في منزل النائب محمد كبارة بإعلان العصيان المدني في حال لم تبادر الحكومة الى اتخاذ قرار سياسي حاسم يتيح للجيش انهاء حال العنف في المدينة.
وأكد البيان، الذي تلاه النائب كبارة أن «الأمور في طرابلس لم تضبط بشكل يعيد إلى المدينة أجواء الحياة الطبيعية وذلك بسبب تلكؤ الحكومة عن القيام بواجباتها حيال كل ما يجري في طرابلس»، معتبرا أن «الأحداث المتتالية محليا وإقليميا تؤثر على الوضع الأمني في المدينة لاسيما في ظل الاعتداءات المتبادلة وتسعير الخطاب السياسي والتهديدات التي أطلقت اخيراً»، لافتاً الى «أن هناك من لجأ إلى أسلوب التهديد والوعيد مقرونا بكلام التحقير الذي من شأنه إثارة الغرائز حتى بلغ الأمر تهديد الدولة وأهل الحكم بتحويل طرابلس لأرض محروقة وهناك من يتهم المدينة بإيوائها لبعض العناصر التكفيرية يجيزون الجرائم على أنواعها».
وطالب بـ«إيجاد علاج للوضع الأمني سريعا على غرار ما حصل في صيدا وبيروت وأماكن أخرى قبل أن نضطر إلى دعوة الناس إلى عصيان مدني لا يتوقف قبل تثبيت الأمن في المدينة»، مشيرا إلى أن «كرامة طرابلس لا تستقيم إلا بتوفير كرامة كل فرد من أهلها والوسيلة الوحيدة لوقف الجنون المتمادي هو أن تأخذ الدولة دورها كاملا وكل ما عدا ذلك جنون وأوهام».
وتحت وطأة الضغوط السياسية والخشية من انفلات الاوضاع اعلن رئيس الحزب العربي الديموقراطي (العلوي) رفعت عيد في «خطوة اعلامية» وقف اطلاق النار من جانب واحد وترك الامور للجيش، بعدما كان هدد بتحويل طرابلس الى حمص اخرى قبل ايام.
ولم يعرف ما اذا كانت هذه الخطوة مجرد محاولة لإحداث «صدمة اعلامية» بعدما تم تحميله مسؤولية التصعيد من جراء تصريحاته العنيفة، ام ان بلوغ الوضع حافة الانفجار الكبير دفعه الى رمي الكرة في ملعب الجيش اللبناني.
وفي خطوة مماثلة اعلنت القوى والشخصيات الوطنية والاسلامية دعمها لوقف اطلاق النار في المدينة بدءاً من الرابعة من بعد ظهر امس، من دون القدرة على «فحص» امكان صمود هذا التطور الذي اعقب يوماً ماراثونياً من اعمال العنف.
وكان الوضع الأمني المتفجر في طرابلس ادى الى مصرع عنصر من اللواء الثاني عشر في الجيش اللبناني المنتشر على خطوط المواجهة في باب التبانة وجبل محسن،هو وسام دياب.
ووسط توتر شديد ساد المحاور منذ الصباح كثف الجيش انتشاره في المناطق التي شهدت أعمال قنص وإطلاق نار غزير ورد على مصادر النيران في مختلف المحاور وسير دورياته المؤللة عند الخط الفاصل بين منطقتي جبل محسن والتبانة. كما أغلقت ملالاته المنافذ السبعة المؤدية من وإلى ساحة عبد الحميد كرامي ومن ثم سحبها قبيل صلاة الجمعة. كما أوقف عددا من المطلوبين بينهم رامي ومحمود حموضة في الزاهرية للاشتباه بعلاقتهما باستهداف العنصرين التابعين للواء 12 في طرابلس.
وفي هذا الإطار، أعلنت قيادة الجيش في بيان أصدرته ان عناصرها واصلت تنفيذ إجراءاتها الأمنية داخل الأحياء المتوترة في مدينة طرابلس، لا سيما في منطقتي جبل محسن وباب التبانة، بما في ذلك تنفيذ عمليات دهم واسعة لأمكنة وجود المسلحين، وأوقفت عددا منهم وضبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة الحربية والذخائر. وأعلنت ان عناصرها تعرضت أثناء تنفيذ مهماتها لإطلاق نار، ما أدى إلى مقتل أحد العسكريين وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة. وأكدت استمرار وحداتها في تعزيز إجراءاتها وملاحقة المسلحين والرد على مصادر النيران بالشكل المناسب.
وذكرت التقارير أن عدد القتلى في طرابلس بلغ الى ما بعد ظهر امس، ستة، عُرف منهم يحيى فليجي، سمير حداد، احمد مرعي، عمر فليجي وبلال العلي. وبلغ عدد الجرحى اكثر من عشرين، عُرف منهم: عبد الله العلي، احمد الكسار، احمد شقرا، محمود موسى، قاسم معتصم عبد الحميد، علاء اديب، ناصر منصور، نهلا ابو زيد، محمد الدهيبي، وسام دياب، احمد الشامي، محمود العبد، وعلي دروبي.
تحولت مدينة طرابلس، عاصمة شمال لبنان، ملعب نار مع الاعمال العسكرية التي كانت تعنف حيناً وتخفت احياناً، موقعة ستة قتلى وأكثر من ثلاثين جريحاً في جولة عنف جديدة بين باب التبانة (السني) وجبل محسن (العلوي)، وهي الجولة التي تحمل الرقم 15 منذ مايو العام 2008.
ورغم الاجراءات غير المسبوقة للجيش اللبناني على خط التماس السياسي المذهبي، والمحلي الاقليمي الشديد الارتباط بالصراع في سورية، فإن الاشتباكات استمرت «من فوق رأسه»، وسط عمليات قنص متبادلة بين المنطقتين المتجاورتين في الجغرافيا والفقر والمآسي.
وبدا الوضع في عاصمة الشمال يتجه نحو الاسوأ مع اتساع رقعة التراشق بالرصاص والاينيرغا، وتسجيل المزيد من الضحايا المدنيين، اضافة الى مقتل عنصر من الجيش اللبناني، الامر الذي ادى الى موجة نزوح من المناطق القريبة من «خط النار» بين باب التبانة وجبل محسن.
وفي الوقت الذي نفذ الجيش اللبناني عمليات دهم واسعة قام خلالها بتوقيف بعض المسلحين، هدد نواب طرابلس وفعاليتها بعد اجتماع عقد في منزل النائب محمد كبارة بإعلان العصيان المدني في حال لم تبادر الحكومة الى اتخاذ قرار سياسي حاسم يتيح للجيش انهاء حال العنف في المدينة.
وأكد البيان، الذي تلاه النائب كبارة أن «الأمور في طرابلس لم تضبط بشكل يعيد إلى المدينة أجواء الحياة الطبيعية وذلك بسبب تلكؤ الحكومة عن القيام بواجباتها حيال كل ما يجري في طرابلس»، معتبرا أن «الأحداث المتتالية محليا وإقليميا تؤثر على الوضع الأمني في المدينة لاسيما في ظل الاعتداءات المتبادلة وتسعير الخطاب السياسي والتهديدات التي أطلقت اخيراً»، لافتاً الى «أن هناك من لجأ إلى أسلوب التهديد والوعيد مقرونا بكلام التحقير الذي من شأنه إثارة الغرائز حتى بلغ الأمر تهديد الدولة وأهل الحكم بتحويل طرابلس لأرض محروقة وهناك من يتهم المدينة بإيوائها لبعض العناصر التكفيرية يجيزون الجرائم على أنواعها».
وطالب بـ«إيجاد علاج للوضع الأمني سريعا على غرار ما حصل في صيدا وبيروت وأماكن أخرى قبل أن نضطر إلى دعوة الناس إلى عصيان مدني لا يتوقف قبل تثبيت الأمن في المدينة»، مشيرا إلى أن «كرامة طرابلس لا تستقيم إلا بتوفير كرامة كل فرد من أهلها والوسيلة الوحيدة لوقف الجنون المتمادي هو أن تأخذ الدولة دورها كاملا وكل ما عدا ذلك جنون وأوهام».
وتحت وطأة الضغوط السياسية والخشية من انفلات الاوضاع اعلن رئيس الحزب العربي الديموقراطي (العلوي) رفعت عيد في «خطوة اعلامية» وقف اطلاق النار من جانب واحد وترك الامور للجيش، بعدما كان هدد بتحويل طرابلس الى حمص اخرى قبل ايام.
ولم يعرف ما اذا كانت هذه الخطوة مجرد محاولة لإحداث «صدمة اعلامية» بعدما تم تحميله مسؤولية التصعيد من جراء تصريحاته العنيفة، ام ان بلوغ الوضع حافة الانفجار الكبير دفعه الى رمي الكرة في ملعب الجيش اللبناني.
وفي خطوة مماثلة اعلنت القوى والشخصيات الوطنية والاسلامية دعمها لوقف اطلاق النار في المدينة بدءاً من الرابعة من بعد ظهر امس، من دون القدرة على «فحص» امكان صمود هذا التطور الذي اعقب يوماً ماراثونياً من اعمال العنف.
وكان الوضع الأمني المتفجر في طرابلس ادى الى مصرع عنصر من اللواء الثاني عشر في الجيش اللبناني المنتشر على خطوط المواجهة في باب التبانة وجبل محسن،هو وسام دياب.
ووسط توتر شديد ساد المحاور منذ الصباح كثف الجيش انتشاره في المناطق التي شهدت أعمال قنص وإطلاق نار غزير ورد على مصادر النيران في مختلف المحاور وسير دورياته المؤللة عند الخط الفاصل بين منطقتي جبل محسن والتبانة. كما أغلقت ملالاته المنافذ السبعة المؤدية من وإلى ساحة عبد الحميد كرامي ومن ثم سحبها قبيل صلاة الجمعة. كما أوقف عددا من المطلوبين بينهم رامي ومحمود حموضة في الزاهرية للاشتباه بعلاقتهما باستهداف العنصرين التابعين للواء 12 في طرابلس.
وفي هذا الإطار، أعلنت قيادة الجيش في بيان أصدرته ان عناصرها واصلت تنفيذ إجراءاتها الأمنية داخل الأحياء المتوترة في مدينة طرابلس، لا سيما في منطقتي جبل محسن وباب التبانة، بما في ذلك تنفيذ عمليات دهم واسعة لأمكنة وجود المسلحين، وأوقفت عددا منهم وضبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة الحربية والذخائر. وأعلنت ان عناصرها تعرضت أثناء تنفيذ مهماتها لإطلاق نار، ما أدى إلى مقتل أحد العسكريين وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة. وأكدت استمرار وحداتها في تعزيز إجراءاتها وملاحقة المسلحين والرد على مصادر النيران بالشكل المناسب.
وذكرت التقارير أن عدد القتلى في طرابلس بلغ الى ما بعد ظهر امس، ستة، عُرف منهم يحيى فليجي، سمير حداد، احمد مرعي، عمر فليجي وبلال العلي. وبلغ عدد الجرحى اكثر من عشرين، عُرف منهم: عبد الله العلي، احمد الكسار، احمد شقرا، محمود موسى، قاسم معتصم عبد الحميد، علاء اديب، ناصر منصور، نهلا ابو زيد، محمد الدهيبي، وسام دياب، احمد الشامي، محمود العبد، وعلي دروبي.