قدمتها فرقة «الرستاق» ضمن فعاليات مهرجان الطفل للمسرح

«التعاون»... تجسيد للعنوان بعيداً عن رؤية واضحة

تصغير
تكبير
| كتب مفرح حجاب |

قدمت فرقة «الرستاق» العمانية - أول من أمس - مسرحية «التعاون «على خشبة الشامية وذلك ضمن فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الطفل العربي للمسرح وسط حضور جماهيري.

العرض يتحدث عن ساحر حاول أن يسحر الطفلين أحمد وعلي ويخطفهما من أمهما آمال، ويشترط عليها أشياء غريبة لعودتهما اليها كالفصل بين الشعير والحنطة، وقد ساعده في ذلك بعض الدببة الذين يعملون معه بغير رضاهم خوفاً منه، لكنهم في نهاية الأمر يتعاونا مع الأم آمال من أجل حبس الساحر في الكوخ ليعمل على فك السحر عن علي وأحمد ويفرج عنهما ثم تغلق الستار وينتهي العرض من خلال لوحة غنائية استعراضية.

لكن افتقد العرض الى بنية درامية حقيقية تحقق المتعة البصرية وجاء فقيراً في السينوغرافيا والديكور وليس في الفكرة فحسب. مع التقدير والتحية لكل من قام بالعرض، لكن من المفترض أن تنصب هذه الجهود على تطوير العرض المسرحي وتقديم تفاصيل تحمل مزيداً من الابهار والمتعة.

ومن تابع المسرحية يشعر أن الايقاع العام لها هبط في أكثر من مشهد وتحولت بعض شخصياتها الى مخاطبة الأطفال المتواجدين في الصالة من أجل اضحاكهم بشتى الطرق، وفي ذلك دلالة واضحة على ضعف البنية الدرامية الكوميدية للعرض وعدم وجود حوارات من شأنها أن تضفي البهجة على الحضور.

ويبدو أن مخرج العرض علي المعمري لم يستغل السينوغرافيا الموجودة على الخشبة وتوظيفها بشكل جيد، والأمر الذي لفت انتباه المهتمين بالمسرح وصناعته هو عنوان العرض «التعاون» وكأن المخرج والكاتب أنهيا العرض قبل أن يبدأ من خلال الاعلان عما يحدث فيه من تعاون، فكان الأجدر أن يتم اختيار اسم مشوق لدى الطفل من أجل أن يبحث هو عما يحتويه لعرض ويكتشف، وتبقى حيوية آمال والساحر على المسرح والتي كانت في الكثير من الأحيان هي التي تعيد العرض الى الخشبة من جديد عندما يغرد بعيداً.

العروض السابقة خلال هذه الدورة الأولى من المهرجان حملت رسالة على أهمية الاستفادة والتعلم من دروس هذه الدورة للبحث عن آلية حقيقية للتعامل مع مسرح الطفل واستخدام كل المستجدات الحديثة من تكنولوجيا وموسيقى وألوان حتى يأتي الطفل الى المسرح والا سيفضل أن يتابع ما يحدث على شاشة الكومبيوتر والتلفزيون، وينبغي أن يفعل دور اللجنة التي تقوم على اختيار وتقييم العروض من أجل خلق حالة مسرحية متطورة في هذا المهرجان حتى يتعلم جميعاً من هذه التجارب ولا يجب اطلاقاً أن نترك الأمور الى التمني، والا سيظل الوضع المسرحي ضعيفاً، لاسيما أن الطفل قد يأتي المسرح مرات لكن اذا لم يجد ما يبحث عن من متعة وفرجة مسرحية لن يجلس طويلاً.

كما لابد أن يكون هناك تشجيع حقيقي للعروض التي تقدم في المهرجان حتى تخرج بصيغة متميزة، واختيار عنوان والتركيز عليه في كل دورة حتى تكون هناك مخرجات قوية من المهرجان.



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي